أهمية تعليم الكبار | مفهوم وخصائص ومجالات

من قال أن لا أهمية لتعليم الكبار ولا جدوى تُرتجى منه؟ ومن أرسى قاعدة أن التعلُّم يقف عند عمرٍ معين؟. بالطبع لا تتوقف الحياة عن منحنا دروسها بين الحين والآخر، معلِّمةً لنا تارة وتارة أخرى تلميذة تتعلم من دروس صبرنا وشجاعتنا. ولكن هنا في السطور القادمة لن يكون حديثنا رهن دروس الحياة التي لا نستطيع عنها محيدًا. ولن نتطرق لمواضيع اليأس والاحباط، بل سيكون مقالنا مُدخلا نقف فيه على أعتاب الحلم، مهما بدا مستحيلًا ومهما بدونا مٌسنِّين عليه.
فالطبيعة فطرت الإنسان على حب التعلم، بل آثرت إلاّ أن تهبه غريزة التيقظ لكل ما يقدم له فائدة مهما صغرت. ويلبي له طموحَا مهما بَعُد. ويكسر له قيدًا ولو أعيَته الطريق.
عزيزي القارئ الملهَم، مقالنا اليوم سنقوم فيه بتوضيح مفهوم وأهمية تعليم الكبار، محيطين بجوانبه مبينين ما له وما عليه.

ما المقصود بأهمية تعليم الكبار

من الممكن القول، أن استراتيجية تعليم الكبار هي استراتيجية تعمل بالتوازي مع التعليم العام وذلك خارج المنظومة التقليدية للتعليم. وذلك لتأهيل المجتمع من خلال أنشطته العلمية والثقافية المرتكزة على أفكار ومبادئ تتناسب مع المتغيرات التي يشهدها قطاع التعليم.

بالاعتماد على تعريف المنظمة العربية للتربية  الناشطة في المجال. بأن المقصود بعملية تعليم الكبار، استراتيجية تشمل جميع العمليات التي تحصل من أجل تعليم فئة الكبار من الشباب وكبار السن بشكل رسمي وغير رسمي، عفوي أو منظم. من أجل تنمية مقدراتهم العلمية وزيادة معارفهم سواء في القراءة والكتابة أو في امتلاك مهارات الحاسوب وإتقان معارف العصر أو تأهيل قدراتهم المهنية كي يستطيعوا تلبية حاجاتهم والنهوض بأنفسهم وبمجتمعاتهم.

أهمية تعلم الكبار

ما هي أهمية تعليم الكبار

حازت استراتيجية تعليم الكبار أهمية كبيرة بين الأفراد والمجتمعات و تكمن أهمية تعليم الكبار بعدة نقاط نذكر أهمها:

  • تقليل عدد غير المتعلمين، والتخفيف من ظاهرة الأمية. حيث تجلت أهمية تعليم الكبار بإمكانية تطوير قدرة الفرد لاستخدام أدواته الفكرية التي ولغياب قدرته على معرفة استخدامها عدّ جاهلا أو أميّا. لتأتي استراتيجية تعليم الكبار في إطار عملها العام لمحو جهل الأفراد وتحسين مقدراتهم المعرفية المتنوعة.
  • القدرة على مسك أدوات التكنولوجيا واستخدامها بما يحقق مصلحته والتواصل مع المجتمع من خلالها. مثل القدرة على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
  • بعض كبار السن يمتلكون قدرات فكرية جيدة ويتمتعون بذكاء رائع، ولكن عدم المعرفة باستخدام هذا الذكاء لخدمة أنفسهم ومجتمعاتهم وتشكيل حالة فكرية، كان له الضرر البالغ عليهم. ولهذا تأتي مناهج تعليم الكبار لرأب الصدع وتلافي ما قد فات.
  • لا يخفى على أحد ما للتعليم من فوائد على السيدات خاصة أولئك النوع من النسوة اللاتي يقضين جل أوقاتهن في المنازل.
  • رفع مستوى المجتمع. فكلّما عَلا العلم تواضَع الجهل وسقط. فمع بناء وعي المجتمع ككل والذي يبدأ انطلاقا من الفرد، تسود حالة من الوعي المعرفي والسلوكي بين الأفراد ممّا يعود بالنفع على جميع فئات المجتمع.
  • تعزيز فهم الفرد لحقوقه وواجباته. ما له وما عليه، فكم من مظلوم لا يعرف كيفية نيل حقه وإثباته، وهنا يأتي الدور المعرفي لتثقيف الفرد والنهوض به من عتم الجهل وحُجَبه.
  •  البعض قد ينال تعليما بائسًا من خلال التعليم الرسمي، ويظل طيلة عمره حبيسه، غير عارف بقدرته جاهلا إمكانياته. ليأتي دور استراتيجيات تعليم الكبار المتطورة. لتحريره وتعليمه وزيادة معارفه وتحسين مهاراته.
  • فتح الباب على مصراعيه لتحقيق الحلم واستكماله وتعزيز الطموح في المستقبل.
  • المساعدة على تطوير الذات، وتحقيق الإنجازات، التي لم يتمكنوا من تحقيقها قبل الدخول في منظومة تعليم الكبار بتشجيع ذاتي نابع من أنفسهم ودون إكراه بل بكثير من الحب والرغبة.

أهم خصائص تعليم الكبار

تتسم أهمية تعليم الكبار بمجموعة من الخصائص نذكر منها ما يلي:

  • هذا النوع من النشاطات  يعد من ضمن الأنشطة الطوعية والعفوية التي تصدر بشكل ذاتي عن الفرد.
  • تعلم الكبار لا يحتاج لتخصيص وقت كامل، بل يمكن الاكتفاء ببعض الوقت.
  • تمويل الكورسات ودورات التدريب والتعلم يتم من قبل مؤسسات رسمية أو مؤسسات وجهات غير رسمية.
  • إن عملية التعليم ومنهجيتها تشمل الكبار في السن ممن تتجاوزوا عمر التعليم الالزامي. كذلك يشمل جميع الفئات المجتمعية التي لظروف معينة لم تنل تعليمها.

تعليم الكبار

مجالات تعليم الكبار

هناك ثلاث مجالات لتعلم الكبار، هي:

التعليم الرسمي

ويتم في المؤسسات التعليمية النظامية المعتمدة والتي تمنح شهادات إتمام مراحل تعليمية معترف بها.

تعليم غير رسمي

ويتنوع هذا التعليم حسب الجهة المانحة لدروة التعلم. فمنها:

  • الجهات الرسمية المعتمدة، حيث تقام فيها دورات تقوية أو تعليم ولكن لا تمنح شهادات.
  • المؤسسات التابعة للمجتمع المدني، التي تعمل على منح فرص لتحسين الفرد من الناحية العلمية والمعرفية ومن الممكن أن تؤمّن فرص عمل أو مِنَحْ علمية لاستكمال عملية التعليم لبعض المميزين.
  • دورات مجانية في بعض المنتديات المجتمعية تقوم على أساس خيري ولكن لا يتم بها اختبارات ولا تعطي لمتّبعيها وثائق رسمية عند إتمامها.

تعليم ترفيهي

من الممكن توضيح فكرة هذا النشاط، بأنه نوع من أنواع التعلم الذي يقوم على فكرة التعليم بشكل ممتع بعيد عن الجمود وهو كذلك يعمل على رَفْد المجتمع بطاقات إيجابية، من خلال اعتماد دورات لأنشطة تتعلق بالحياة الأسرية مثل دورات الطبخ أو دروس للعناية بالزهور. مثلا، بالإضافة إلى رحلات وأنشطة استجمامية تعليمية.

من كل ما سبق، يمكن أن نستخلص أهمية تعليم الكبار وفائدته الكبيرة التي تعود بالنفع على المجتمع ككل. وعلينا كأفراد متعلمين أن نمنح العلم لكل من نجد فيه الرغبة والقدرة. انطلاقًا من نفسنا الملهَمة نلهِم أكبر عدد ممكن من غير المتعلمين وهذا العبء يقع على فئة الشباب المتعلم بالتحديد، نظرًا لقدرته الكبيرة على مواكبة التغيرات المعرفية التي يشهدها قرن متسارع قائم على التكنولوجيا، ومن المعيب أن تبقى رؤوسنا في رمال الجهل والأمية.

 

تابع ملهمون لعلك تكون ملهمًا يومًا ما

قد يعجبك ايضا