ماهي لغة الجسد؟

لغة الجسد حركة تسبق الجسم عند التواصل، وقد باتت علم كبير لبعض حركات الجسد، فهي علامة مرئية لما نخفيه من مشاعرنا.

فما هي لغة الجسد

تُعرّف لغة الجسد بأنها الاتصال الغير لفظي؛ فهي اشارات يقوم بها الجسد بتوصيل معلومات أو فكرة لشخص آخر دون كلام.
وهي لغة تكشف مشاعرنا ولو أخفيناها.
لغة الجسد تختلف من شخصٍ لآخر طبقاً لطبيعة الشخصية وكون الشخص منغلق أو منفتح على ذاته أو على الآخرين.
هناك بعض الشخصيات يمكن فهم لغة جسدهم بسهولة بنظرة واحدة، ويمكن للبعض الآخر أن يتمكن من استغلال لغة جسده لإظهار مابداخله.
يتم استخدام لغة الجسد لتوصيل رسائل غير معلنة، أو لإرسال رسالة استغاثة صامتة في موقف خطر، أو للتعبير عن الإعجاب أو الوقوع في الحب أو الشعور بالارتياح. والمتمكنين بلغة الجسد يستخدمونها كقناع شخصي؛ يساعدهم إما بإخفاء شخصيتهم الحقيقيّة وعدم كشف أسرارهم للآخرين، أو يستخدمونها لإسقاط القناع عما يحاول الآخرين اخفاؤه وقراءتهم بمنتهى السهولة واليسر.

أساسيات لُغة الجسد

في لغة الجسد من الحقائق الثابتة إدراكنا أننا كائنات لها خصوصيتها. أي لا تحب أن يعتدي أحد على حدودها الشخصية. فالإنسان لا يشعر فقط بالانزعاج أو حتى ببعض التهديد إذا اقترب منه شخص آخر بصورة مبالغ فيها، بل يشعر أيضاً كأن هذا الشخص قد اقتحم خصوصيته وتعدى على حدوده.
وتنتابه هذه المشاعر حتى في المواقف العادية البسيطة.
كما أن  هناك بعض الشك في أنّ الاستجابات وردود الأفعال التي يأتي بها الأشخاص تجاه التعدي على حدودهم الشخصية إنما هي أمور متأصلة في أنفسنا وراسخة في معتقداتنا.
وعلى الرغم من قدرة بعض الأشخاص على التحكم في هذه الاستجابات وردود الأفعال بشكل جزئي. فإنهم لا يستطيعون إخفاءها تماماً، خاصة في مجال العمل.
لنتخيّل أنّ كل إنسان يمشي بإطار مكوّن من ثلاث دوائر غير مرئية:

  • الدائرة الخارجية:يبلغ قطر الدائرة الخارجية حوالي متران، وهو يشير إلى المسافة الفاصلة بين زملاء العمل، أو منطقة العمل.
  • الدائرة الوسطى: تبلغ المسافة الفاصلة بين الدائرة الوسطى والداخلية من 30سم إلى 1,25 متر.
    تمثل هذه المسافة حدود المنطقة الاجتماعية التي نستخدمها عند التعامل مع من نتعامل معهم.
  • الدائرة الداخلية: يبلغ قطر الدائرة الداخلية من 30 إلى 60سم على الأقل. ويمثل هذا القطر حدود المنطقة الشخصية التي تفصل بينك وبين أفراد أسرتك وأحبائك عند الوقوف.

ما هي فائدة لغة الجسد

يمكن تفهم الفائدة التي تعود بها على جميع المجالات البشرية، ولا سيما فيما يختص منها في التواصل، فلغة الجسد تساعد في:
التعرف اذا كان المخاطب قد فهم المحادثة أم لا؟
التعرف على مدى موافقة المخاطب على الحديث.
معرفة قدرات المخاطب في احترام وتفهم الشخص الآخر.
إدراك ردود فعل المخاطب بالرفض أو بالقبول.
معرفة كيفية إيصال المعلومات للمخاطب.
المساعدة على تطوير المناقشات بالإيجاب؛ وذلك بناء على ردود الأفعال التي تم استنباطها من لغة الجسد وتحليلها.

لغات الجسد

لقراءة لغة الجسد بدقة يجب علينا الاعتماد على الملاحظات والإشارات من الشخص المخاطب، وأهم الإشارات هي:

انحناء الرأس

يدل على الراحة الكبيرة، أي إذا قام الشخص الذي معنا بانحناء رأسه قليلاً عند الحديث أمامنا، فهذه رسالة غير مباشرة تخبرنا أنه يشعر بأمان كبير معنا.
ويتم استخدام هذا الإنحناء كنوع من التقدير واحترام الكبير، ولاسيما مع كبار السن في بعض الثقافات.

دلالات المشي والسير

السير مع انحناء الأكتاف، مع النظر إلى الأرض مائلاً بالوجه؛ دليل على التشاؤم وكثرة الهموم.
والسير بخطى مترددة غير واثقة تدل على الخجل
أما السير والأكتاف مشدودة والعينان تتظران إلى الأمام، فإنه دليل للثقة بالنفس.

لغة العيون

وهي من أكبر المفاتيح التي تعطيك تعريف كامل عن الشخصية التي نتعامل معها، فهي تدل بشكل حقيقي وصحيح عمّا يدور بداخل الشخص، فإذا اتسعت العين فهي تدل على السعادة والفرح، واذا ضاقت فالعكس.
أما اذا فرك الشخص عيناه فهذا يدل على التعجب من أمر ما، أما إذا كان الشخص يتجنب النظر إلى من يتحدث إليه فهذا دليل على أنه فاقد الثقة في نفسه، أو هناك مايخفيه.

حركة اليدين

تلعب حركة اليدين دوراً كبيراً في أهمية لغة الجسد؛ لأن غالبية البشر يستخدمون حركة اليدين في التعبير عما يدور في بالهم، فإذا وضع الشخص يده على رقبته فهذا يعني أنّ الحديث حصل على استحسانه، وإذا شبك الشخص يديه أثناء الجلوس، فيدل على الاحترام والتقدير إذا تبعها استرخاء في حركة الجسد، أو تدل على الترقب والتوجس اذا كانت حركة الجسد غير مسترخية.
أما إذا وضع يده في جيبه فهذا يدل على اللامبالاة، وإذا وضع اليدين على خديه فهذا يدل على أنه في حالة من التفكير العميق أو مرحلة تقييم لمعلوماته.

إشارات لغة الجسد

لفهم لغة الجسد علينا التعرف على أنواعها وإشاراتها وهي إشارات إما طبيعية أو مكتسبة أو يمكن أن تكون مزيج بينهما. فالطبيعة كالبكاء والضحك ومشاعر الفرد المختلفة. أما الإشارات المكتسبة مثل رفع اليدين للتحية، فهي مكتسبة من المجتمع والبيئة التي يعيش فيها الفرد. وهناك مزيج بين الفطري والمكتسب كهز الكتفين عند الطفل لرفضه شيء ما. وهي عادة في الأساس اكتسبها من تقليد أحد أفراد عائلته.

أمثلة عن لغات الجسد

هناك نوعين أنواع شائعة من الشخصيات صعبة المراس هم الشخصية المتسلطة والشخصية التي تدعي معرفتها بكل شيء:

  • الشخصية المسيطرة أو المتسلطة: يقوم صاحب هذه الشخصية بتربيع ذراعيه وشد جسمه في وضع متصلب عند الوقوف مع الرجوع بالظهر قليلا إلى الخلف.
  • الشخصية التي تدعي المعرفة: صاحب هذه الشخصية يقوم بوضع الكفين في مواجهة بعضهما البعض، بحيث تظهر الأصابع إلى أعلى.
    تعد هذه الحركة إحدى الحركات الشائعة بين المهتمين بالمحاماة أو العمل المحاسبي.

لغة الجسد تستطيع توصيل معلومة دون قصد حتى وإن أردنا إخفاؤها، فلا نستطيع التحكم بجسدنا .
فهي لا تساعد على قراءة الآخرين وفهم رسائلهم فحسب؛ بل تساعد على تطوير التواصل البشري والفكر الإبداعي وتحويله إلى واحدة من أدوات بناء الحضارات البشرية بكفاءة.

تابع ملهمون فلعلّك تكون ملهماً يوماً ما

قد يعجبك ايضا