يتساءل الكثير ما هي وسائل التعليم الحديث،فلو أحضَرتُ فرشاة وطلبت منك رسم معالم الحقبة الزمنية التي نعيش في خِضَمها. ترى كيف ستعبر عنها وما هي المشهديّة الملائمة لها؟.
عالم متسارع لا يتوقف، تكنولوجيا وتقنيات تتقدم لتمحو الأقدم، بالطبع إنّه عالم مُومضٌ ببريق السرعة ذاك الذي يتصدّر مشهد القرن الواحد والعشرين. وهنا بالنسبة للعِلم والتعلُّم أصبح من المرفوض بشكل قاطع الاستمرار بنمط التعليم التقليدي الذي عفا عليه الزمن وبات من اللاّزم استبداله بنمطٍ أكثر حداثةً أسوةً ببقية الدول المتقدمة علميّا واقتصاديّا وحضاريًّا.
اليوم، نلاحظ تسابق أغلب الدول المتحضرة لتطوير مناهجها التعليمة ووسائل تعليمها لتتماشى مع لغة العصر، قبل أن يدركها فوات الأوان وتخرج عن مضمار التطور المعرفي والثقافي، الذي هو عماد وأساس التطور المجتمعي والحضاري للشعوب. وهنا في هذا المقال سنقدم للقارئ معلومات متكاملة عن أهم الوسائل الحديثة المستخدمة في التعلم والتي تساعد في بناء منهج تعليمي قوي.
المحتويات
ما هو مفهوم وسائل التعليم الحديث
بشكل عام، من الممكن القول أنه يقصد بالوسائل التعليمية الحديثة، هي تلك الوسائل التي تسخّر من أجل متابعة العملية التدريسية بشكل متناسب ما بين عقل المتعلِّم ومقدراته وبين تكنولوجيا التعلُّم المتّبعة في البلدان المتقدمة. بحيث تتنوع بشكلها البسيط أو المعقد وبالتالي من الممكن أن تستخدم بشكل فردي أو جماعي.
بالطبع أغلبنا نشأ على الطرق النمطية للتعلم، كتاب ودفتر جلّ ما كان يملأ شنطنا المدرسية. حينها كانت وسائل التعلم بسيطة بعيدة عن التعقيد تمامًا كما كانت الحياة.
لكن، هذا ما لا يوجد في الوقت الحالي. فقد أصبحت آلة التعلم أكثر حداثة وأقرب للتكنولوجيا والعصر التقني من عصر القلم والدفتر، فالمطلوب هو وسائل قادرة على التعامل مع المنهج العلمي الحديث، كي تنتج جيلا جديدا قادرا على السير مع التقدم والتقانة ومجالات الذكاء الصنعي. فقد فرضت علينا آلة العصر أسلوب تعلم جديد وعلينا أن لا نتخلف عنه كي لا نتخلف عن العلم والحضارة. وهذا ما يقصد بالضبط حين نسأل عن وسائل التعليم الحديث، ما هي؟
أهم وسائل التعليم الحديث
من أهم الوسائل التي من الممكن اعتمادها من أجل منهج تعليمي حديث. نذكر ما يلي:
الوسائل المرئية
بعض الطلاب تحفز آلية الفهم بالنسبة لهم عن طريق حاسة البصر، فهم أكثر تجاوبا مع عملية التعلم إن تزامنت هذه العملية مع توفر أدوات قادرة على تحفيز المستقبلات البصرية عندهم. المدراس الحديثة أضافت إلى مناهجها التعليمية بعض الأدوات الملائمة لهؤلاء الطلبة. مثل، اللوح الالكتروني، أو الملصقات والرسوم التوضيحية، بالإضافة إلى أدوات الإسقاط الضوئي المتعددة مثل البروجكتر. وتستخدم هذه الأدوات من أجل المواد العلمية والأدبية المعقدة أو التي تتطلب عرض مشاهد وفيديوهات توضيحية في المخابر.
الوسائل الحسية والتدريب المهني
هي كل ما يمكن أن نشاهده أو نتلمسه من حولنا. فالطبيعة والحياة بشكل عام زاخرة بأوجه كثيرة للتعلم وما علينا سوى الرغبة والإرادة. متاحف وأماكن أثرية وتاريخية، تفتح ذراعيها لكل باحث عن الحقيقة، مصانع ومخابر ومشافٍ ومؤسسات لا تحصى ولا تحصر في مجال معين. من الممكن استكشافها وسبر معلوماتها والتعلم بشكل مباشر منها وبطريقة أكثر فائدة متعة وفهم، للمنهج التعليمي النظري. فالتعليم الحديث يوصي بترافق الدراسات النظرية مع المنهج التطبيقي.
الوسائل السمعية
هل سمعت بتفوق حاسة دونًا عن الأخرى؟ فكِّر قليلا، بالضبط هذا ما أعنيه بالوسائل السمعية. التي تطورت لتناسب أولئك الطلاب الذين يميلون للرغبة بالتعلم عن طريق حاسة السمع. وبالطبع هم أكثر ذكاءً وسرعة في التعلم من خلال هذه الأدوات السمعية المحفزة لعملية الفهم بالنسبة لهم. العلم الحديث لم يخفى عليه هذا، فقط طور مجموعة أدوات تناسب آلية دراسة هؤلاء الطلاب، ومنها البودكاست، هي تسجيلات صوتية لكتب ودراسات، تتوفر على مواقع الانترنت المتنوعة ومن الممكن الحصول عليها بسهولة. كما من الممكن الاستعانة بأجهزة الاستماع في مختبرات اللغة التي تتوفر في المدارس الحديثة.
التعليم بالوسائل التكنولوجية
من المعلوم، أن وسائل التعليم الحديث التي تقوم على أساس تكنولوجي باتت سمة العصر الغالبة على وسائل التعلم. فقد أصبح عالم الكمبيوتر والوسائل التعليمية المتعلقة به من أهم الوسائل المستخدمة في منهج العلم الحديث. خاصة مع توفر الانترنت والمواقع التي تفيض بمعلومات من كل مكان، وهذا من شأنه أن يوسع مدارك العقل ويساعد في الحصول على المعرفة والعلم بشكل أكثر سهولة من قبل.
وسائل تعليمية تفاعلية
من المهم وجود هذه المجموعات والعمل على تشجيعها من أجل تنمية مهارات المشاركة بالأفكار والانفتاح على الآخر والتعلم منه. فمن خلال تحفيز المعلِّم للطلاب على تشكيل حلقات تفاعلية، سواء على الانترنت أو بشكل مباشر فإن ذلك ينمي مقدرات العقل ويوسع آفاق التعلم. وهناك طرق كثيرة لأمثلة التعليم بالتفاعل والمشاركة بين الأفراد. مثل، تلك الجلسات الحيّة التي تقوم بتشجيع من إدارة المدرسة أو الجامعة وتخضع لتقييم مدرسي، وتلك التي تقوم بناءً على تحفيز غير مباشر ومن ودون رقابة تعليمية.
فوائد وسائل التعليم الحديثة
ينطوي اعتماد وسائل التعليم الحديث على عدة فوائد تتجلى في:
- تنوع المهارات التعليمية: فوسائل التكنولوجيا في التعليم تتيح للطالب الاطلاع على مهارات جديدة والتوسع في الخبرات التي قد لا يمكن الإحاطة بها عن طريق مناهج التعليم. التي تقتصر على ما يتم تعلمه في الحصّة الدرسية.
- تغيير الآلية القديمة في تلقين المعرفة إلى المعرفة التفاعلية وتشارك العلم. من شأن هذه الوسيلة أن تزيد تركيز الطلاب على المادة العلمية، وتمنع تشتت الانتباه المرافق للطريقة النمطية. كما تعزز حبّ الاكتشاف والتوسع في المعلومة وتمنح الطلبة الشعور بتقدير الذات المترافق مع علم منفتح ومتحرر.
- مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب. فمن خلال الأسلوب التعليمي الحديث يمكن رأب أي نقص في المعلومة لدى الطالب من خلال البحث والتقصي عبر مواقع الانترنت مثلا.
- الوصول إلى المعلومة في أي مكان أو زمان. والتعلم اللاّمحدود من علم أي عالِم أو الحصول على مناهج تعليم حديثة أو شهادات علمية موثوقة ورائدة عبر التعليم عن بعد. أمثال، جامعة هارفرد وجامعة سنترال فلوريدا.
مما سبق، يمكن القول أن وسائل التعليم الحديثة فتحت الآفاق لمزيد من المعرفة والتطور. والعيب الأكبر عدم الاستفادة منها وتسخيرها، من أجل تطوير مجتمعاتنا. التي تعاني بصمت من قلّة الاهتمام بالعِلم والتعلُم، فالوسائل التقنية المتاحة والسهلة الوصول تصرخ بنا وتحثّنا على مزيد من العمل لإتاحة الفرصة لتعزيز عملية التَعلم والوصول بها إلى مستويات عالية تقدم المفيد واللاّزم لبناء إنسان وبالتالي أوطان ناجحة.