أنا مُحاط بالمزعجين ماذا أفعل

هل التأقلم مع من يزعجك حاجة ضرورية؟ هل التقيت بأشخاصٍ مزعجين في حياتك اليومية، وبذلت قصار جهدك أن تتجاهلهم، أو حتى أن تبتعد عنهم وكانت كل جهودك تذهب أدراج الرياح؟
في الحقيقة يجب عليك التأكد أن مصادفة الناس المزعجين أمامك هي حالة طبيعية يجب عليك التعود عليها، فالأشخاص حولنا هم من طبيعة مختلفة وعقليات متنوعة، يمثلون أنفسهم بما يفكرون أو يعتقدون، إذاً عليك التأقلم والتكيّف لأنه من غير المطلوب منك تغيير من حولك بهذه البساطة، يقول باولو كويلو ( إذا كنت لا تهتم لما يعتقده الناس، فأنت بالفعل اجتزت أول خطوة نحو النجاح )، ولكن في البداية دعنا نعرّف مفهوم التأقلم:

مفهوم التأقلم

هو العملية التي يستطيع أن يتكيف فيها الإنسان على كل التغيرات الحاصلة في بيئته. وهو صفة تساهم في التغلب على المتغيرات والصعوبات في حياته.

وهو أيضاً تلك العملية المتتابعة التي تتميز بأنها ديناميكية. والتي تجعل الشخص يغير تصرفاته. بحيث يمكن لهذا الشخص أن يتعايش ويتأقلم. مع كل الظروف المتبدّلة في البيئة والمجتمع المحيطين به.
وبصفة عامة تؤثر البيئة التي تحيط بالشخص على تأقلم الأفراد بشكل صريح. حيث أنها تشمل كل القوى والمؤثرات والضغوطات والإمكانيات التي تحيط بالفرد. والتي يمكن لها أن تنهض به في شتى المجالات.

تحمل الإزعاج

تعريف الشخص المزعج

بصفة عامة الشخص المزعج هو ذاك الشخص الذي تعرفه. إما من ضمن الأشخاص الزملاء الذين تصادفهم في محيط العمل، أو من بين مجموعة الأصدقاء الذين تلتقي بهم. أو من الممكن أن يكون من أحد أفراد عائلتك. ومن خلال التكلم معه ولو لفترة وجيزة، تشعر بأنك لا تفضّل أن تتعامل معه، وأنه ليس من أولئك الأشخاص الذين ترتاح معهم، وهو من خلال كلامه، وتصرفاته، يجعلك تحاول دائماً الهروب منه ومن أي مكان يجمعك به.

علاوة على ذلك هو شخص متطفل كثير الفضول. يحب أن يتدخل في أمور من حوله. وشديد التعلق بمعرفة أدق تفاصيل حياتهم.

بالإضافة إلى ذلك هو شخص ثرثار، مغرور يحب التحدث ومقاطعة الآخرين أثناء حديثهم.

زيادة على ذلك شخصيته حسودة وحقودة. ويحب تحقيق مصالحه بالدرجة الأولى.

يمكنك أيضاً الاطلاع على أنواع الشخصيات البشرية من هنا

 

صفات الأشخاص المزعجين

في الحقيقة تتنوع صفات هؤلاء الأشخاص بتنوّع شخصياتهم، لذا إليك أبرز صفات الشخص المزعج:

  • كثير الأسئلة، والتي تتعدى الأمور العامة، بل هدفه التدخل في الحياة الشخصية.
  • متفاخر بنفسه لحد الجنون، ويكثر من عبارات الإطراء التي يستخدمها بحق نفسه.
  • يحب إظهار حياته الشخصية على المكشوف، لإيصال معلوماته الخاصة إلى كل من حوله.
  • يحب التدين من الأشخاص المحيطين به، ويتجاهل أمر تسديد الديون عند الطلب.
  • يكثر من إرسال رسائل البريد الالكتروني إلى الأشخاص الذين يعرفهم، ولا يكلّ ولا يملّ.الأشخاص المزعجين

طرق التأقلم مع من يزعجك

كما تحدثنا في البداية، أن التعايش مع الأشخاص المزعجين هو أمر طبيعي، لذا علينا اتباع عدة طرق للتأقلم مع من يزعجنا:

  • تجاهل الشخص المزعج

    في الواقع يعتبر التجاهل أفضل الطرق. إذ يمكنك أن أن تتصرف بتجاهل مع الذي يزعجك بكل برود. أن تعتبره شخص غير موجود، كأن تستخدم هاتفك المحمول أثناء إزعاجه لك. أو أن تقول له حين ينتهي من حديثه معك ( عذراً ماذا كنت تقول؟ ).

  • مغادرة المكان

    تستطيع أن تغادر المكان الذي يجمعك بالشخص المزعج. ويمكنك تجنب أي احتكاك معه، وهي تعتبر من الطرق الآمنة إلا أنها ليست بالأمر السهل.

  • التزام الصمت

    يقولون إن كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب، إذاً تستطيع أن تستخدم طريقة السكوت لتتعايش مع من يزعجك. في الحقيقة لا بد من أن يشعر الشخص المزعج حينها بأنه يتكلم لوحده. وسيستخدم حينها طرق الانسحاب التكتيكي من المحادثة ليبحث عن شخص آخر ليزعجه بحديثه.

  • تحديد الساعات المهدورة مع المزعجين

    دعنا نؤكد أمراً مهماً أنه من الضروري أن يشعر الشخص المزعج أنك تهدر وقتك معه، لذا قبل كل شيء يتوجب عليك أن تخبره أنك لا تملك وقتاً كبيراً لتقضيه معه، وأن هناك أعمالاً متراكمة عليك إنجازها فيما بعد.

  • التقليل من استضافة المزعج في منزلك

    في الحقيقة يمكنك استخدام أسلوب عدم الاستضافة. في حال كان من يزعجك لم تنفع معه أغلب الطرق. كما تستطيع الاعتذار عن استضافته بطريقة لبقة. والقول له أنك مشغول للغاية ولديك الكثير من الأمور لتقضيها.

  • الحدّ من التواصل معه عبر منصات التواصل الاجتماعية

    إن كان الشخص الذي يزعجك ويضايقك يستخدم مواقع التواصل ليقوم بإزعاجك. تستطيع إما الحدّ من محادثته، وعدم الرد عليه، وحظره في أغلب الأحيان.

    التأقلم مع من يزعجني

كيفية التأقلم مع من يزعجنا

يقول المستشار النفسي خالد الطوالبة ( إن الإنسان يمرّ بظروف متقلبة ويمرّ بأوقات ممتلئة بالحزن، والكآبة والمتغيرات تؤثر على  مسيرة حياته. ولكن تستطيع تجاوزها بالتفاؤل والأمل والثقة بأن كل شيء سيتغير للأفضل وأنها مجرد ظروف ستنتهي).

يمكنك أيضاً التعرف على ضغوطات الحياة و كيفية التعامل معها

لماذا القدرة على التأقلم حاجة ضرورية

إن التكيف والتأقلم مع كل ما هو سيء حولنا يعتبر حاجة ضرورية كي نبقى أقوياء قادرين على الاستمرار في الحياة، وهناك عدة أسباب تؤكد بأننا بحاجة ماسّة إلى التأقلم وهي :

  • تفيد في أن تجعلك راشداً وفعّالاً وناجحاً.
  • تحمي من تفشّي الأمراض النفسية.
  • تسهيل الانسجام والاندماج في المجتمع.
  • توفير أساس متين لإقامة علاقات ناجحة مع الآخرين.

 

في الختام يتخيل لنا و للكثيرين أننا نحيا في عالم مثالي مع أشخاص آخرين لا يضمرون الحقد والشر. لكن في الحقيقة من الصعب محاولة إرضاء الآخرين. حيث يلتقي الإنسان في حياته أفراداً حاقدين، متهورين ومزعجين، يتسببون في افتعال المشكلات وإثارة الأعصاب طول الوقت. يقول البروفيسور روبرت ساتون، أستاذ في علم الإدارة في جامعة ستانفورد، في فرانسيسكو “إن العالم يخلو من الأشخاص المثاليين، وعوضاً عن ذلك يمكن أن نتعلم كيف نحول العلاقات المتوترة إلى مثمرة”

لذا من الرائع أن نتأقلم مع من يزعجنا ونحول هذا الإزعاج إلى استثمار مفيد يجلب راحة البال إلى قلوبنا وعقولنا.

قد يعجبك ايضا