الإدارة العامة تتمثل بالنشاط الذي يرتكز على وجود تنسيق وتعاون بين الموارد البشريّة المُتنوّعة، بشكل يساهم في تحقيق مجموعة من الأهداف والتي تتميّز بدرجة كفاءة عالية. وتعرف كذلك بأنّها الأداة المُستخدَمة في توجيه الأشخاص وتنظيم عملهم ضمن المنشآت من أجل المُساهمة في تحقيق أهداف معينة خاصّة بجميع الأفراد وليس بفئة محددة منهم. كما يمكن تعريفها مجال يخدم فيه القادة المجتمعات من أجل تعزيز الصالح العام وإحداث تغيير إيجابي. محترفو الإدارة العامة مجهزون بالمهارات الضرورية للإدارة على كافة المستويات الحكومية (المحلية والولائية والاتحادية) وأيضاً المنظمات غير الربحية. غالباً ما تكون المهارات المستخدمة في مجال الإدارة العامة مثل إدارة المشاريع وإدارة البرامج قابلة للتحويل إلى القطاع الخاص.
المحتويات
تاريخ الإدارة العامة
تعد الإدارة العامة واحدةً من العلوم الإداريّة ذات الأصول القديمة؛ حيق أنها عُرِفت في الحضارتين المصريّة واليونانيّة، واختصت في إدارة الشؤون العامّة، ظهرت بشكل جليّ في المكاتب العامّة المختصة عن المُحافظة على القانون وتطبيق العدل والنظام. وقد حرص الرومان على تطوير النظام الإداريّ في إمبراطورتيهم في الكثير من المجالات الماليّة والعسكريّة والضريبيّة وكذلك الشؤون الداخليّة والخارجيّة، ولكن بعد أن سقطت إمبراطوريّة الرومان اختفت الكثير من نُظمهم الإداريّة، ولكن أغلبها بقيت مُستمرّةً في الإمبراطوريّة البيزنطيّة.
ازدهر مُصطلح الإدارة العامة بالترابط مع تقدّم المُجتمعات، وتأثّر هذا التطوّر بعدد من العوامل من أبرزها النمو الاقتصاديّ ووجود أزمات اقتصاديّة، وبروز الأنظمة السياسيّة كالاشتراكيّة، الأمر الذي أدّى إلى تراكم أعباء جديدة على الدول نَتَج عنها ازدهار في الإدارات الحالية والأدوات المُستخدَمة فيها.
حازت الإدارة العامة على الاهتمام من قِبَل العلماء في جميع أنحاء العالم، وساعد ذلك على ظهور علم الإدارة العامّة بصفته واحداً من العلوم الاجتماعيّة التي اختصت في الأحداث الإداريّة بصفتها من الظواهر الاجتماعيّة.
في الوقت الحالي، أصبح للإدارة العامة أهميّة كبيرة في الوصول إلى النموّ الاقتصاديّ وتنظيم الشؤون الاجتماعيّة من خلال الاستعانة بأجهزة الإدارة العامة.
وظائف الإدارة العامة
تسعى الإدارة العامة مثل جميع الأنواع الإداريّة الأخرى إلى القيام بمجموعة من الوظائف، أهمها:
-
- التخطيط: هي وظيفة تشمل على تعيين الأهداف.. واختيار المسارات المُناسبة لها بغرض تحقيق تلك الأهداف بفاعليّة.. وغالباً ما تتعلق المرونة مع التخطيط.. إذ ينبغي على الفرد الذي يعمل في التخطيط مراعاة التنسيق بين جميع المُستويات الإداريّة والقياديّة في المنشأة.. كما يتضمن التّخطيط على تعيين موارد المنشأة وتحديد الأهداف المُستقبليّة لها.
- التنظيم: الوظيفة الإداريّة التي تختص بالسيطرة على الهيكل التنظيميّ للمنشأة الذي يعتبر أساساً لها.. إذ دون وجوده يصبح العمل داخل المنشأة صعباً للغاية ولا يمكن تحقيق النجاح.. يستند التنظيم إلى مجموعة من المسؤوليّات والمَهام الخاصّة في المُوظّفين.. والذين يتميّزون بمهارات معيّنة من أجل إنجاز هذه المَهام.. كما يحرص التنظيم على تطوير الهيكل التنظيميّ داخل المنشأة.
- التنسيق: هو إحدى الوظائف الإداريّة التي تهدف إلى تحقيق القيادة والسيطرة على جميع عمليّات التخطيط والتّنظيم والتوظيف داخل المنشأة، كما يضمن أنّ جميع الأنشطة الخاصّة في المنشأة تتعاون معاً، وغالباً ما يتمُّ تطبيق التنسيق ضمن جلسات التخطيط والاجتماعات مع المديرين في المنشآت؛ من أجل ضمان أنّ كافّة الأقسام الإداريّة تعمل معاً من أجل تحقيق غايات وأهداف محددة، كما يتضمن التنسيق على الإشراف والتوجيه والتّواصل عن طريق الإدارة.
- الرقابة: من وظائف الإدارة الضرورية من أجل ضمان جميع الوظائف المطبّقة داخل المنشأة تعمل بطريقة ناجحة، وتتضمن الرقابة السّيطرة على الأوضاع عن طريق وجود معايير أداء ورقابة على مُخرجات المُوظّفين، الأمر الذي يُساهم في التعرّف على أداء كلّ مُوظّف وتعيين مدى قدرته على تلبية معايير الأداء، وغالباً ما تُؤدّي وظيفة الرقابة إلى تعيين المشكلات والقضايا التي من الضروري معالجتها، وذلك عن طريق تعيين معايير خاصّة في مستوى الأداء الذي يُؤثّر على جميع الجوانب داخل المنشأة.
خصائص الإدارة العامة
إن للإدارة العامّة مجموعة من الخصائص، أبرزها:
-
- الهدف: من الخصائص الهامة في المشروعات والدوائر الحكوميّة.. إذ تساعد الإدارة العامّة على قياس أداء المُؤسّسات عن طريق نسبة الربح أو الخسارة التي تقوم بتحديد الفروقات بين الإيرادات والتّكاليف الخاصّة بها.. وتقوم هذه المُؤسّسات بالتحكم في طبيعة إنتاجها.. وتقوم أيضاً بتحديد مقاييس الكفاءة المطلوبة منها.. ويعتبر العنصر الإنسانيّ والأساسيّ فيها هي الإدارة العامة.
- المسؤوليّة: هي القواعد التي تقوم بالتحكم في الإدارة العامّة ومنها القواعد الإداريّة والسياسيّة.. فعلى سبيل المثال.. يترتّب على المُوظّف في الدوائر الحكوميّة مسؤوليّةً أمام الجهة التشريعيّة العُليا.. على عكس الإدارة الخاصّة التي ترتكز على مسؤولياتها الأخلاقيّة والاجتماعيّة.
- الرسميّة: وتعد من الخصائص المميزة في الإدارة العامة.. وذلك لأنّها تتعلق بالأعمال الحكوميّة وتعد أداةً من أدوات تنفيذ السياسات العامّة.. حيث تتعامل مع الأشخاص بصفتهم العامة.. لذلك يتحكّم في الإدارة العامة القانون العام الذي يقوم بتشجيع المُوظّفين في القطاع العام على العمل بصفتهم الرسميّة وليست الشخصيّة.. بالإضافة إلى أنّها تخضع للسلطة العامّة للدولة.. والتي تعمل ضمن سياسة يقوم القانون العام بوضعها.
- الهيكل التنظيميّ: يمثل الشكل الذي يقوم بتنظيم الإدارة العامّة بأغلب مستوياتها وصورها في المُؤسّسات المُتنوّعة.. كما يشمل الهيكل التنظيميّ أيضاً على القوّة الماديّة والبشريّة والسلطة.. ويساعد على تعيين شكل الإدارة العامّة والعلاقات بين مستويات الجهاز الإداريّ.
أهميّة الإدارة العامة
تتميّز الإدارة العامة في عالم الأعمال بأهميّتها المُؤثّرة على جميع المُنشآت:
- تعتبر الإدارة العامّة من أهمّ الطرائق والوظائف التي تقوم بتقديم الدعم للدول، وتعد من الخدمات العامّة الحديثة.
- ساهمت في تنفيذ سياسة الحكومة؛ عن طريق الاعتماد على أحدث وأفضل الأدوات والأساليب الإداريّة التي تتميّز بالدقّة والفاعليّة.
- كما ساعدت على تقديم خدمات لجميع الأفراد في المجتمع، في أقلّ وقت وتكلفة ممكنة مع التميّز بجودة عالية.
نرجو بأن تكون مقالتنا هذه قد نالت إعجابك، لمزيد من المقالات الملهمة في جميع المجالات تفضل بزيارة موقعنا الإلكتروني!
تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما.