الشقيقة | أسبابها وعلاجها وأهم النصائح للتعامل معها

الشقيقة…!!! هل سمعت من قبل شخص ما يشتكي من مطرقة تضرب رأسه من الداخل؟ لا بد أنه مصاب بالشقيقة، فهذا هو الوصف الدقيق الذي يستخدمه مرضى الشقيقة للتعبير عن الصداع الذي يشعرون به، وقد يكون هذا الألم شديدا لدرجة تجعلهم عاجزين عن رفع رؤوسهم عن الوسادة لعدة أيام، لذا فهم دائمو البحث عن أساليب وقاية وعلاج جديدة ليوفروا على أنفسهم تلك المعاناة، ونحن بدورنا سنستعرض في هذا المقال أهم النقاط حول هذا المرض وأسبابه وعلاجه مع الإشارة إلى أحدث ما توصل إليه الطب في التعامل مع الشقيقة.

ماهي الشقيقة

تعتبر الشقيقة نوعا من الصداع النابض الذي يصيب أحد نصفي الرأس، ويمكن أن ينتشر للجانب الآخر في بعض الأحيان. وتختلف شدة الألم من مريض إلى آخر ولكن يصنف غالبا على أنه متوسط إلى شديد. ويحدث هذا الصداع المؤلم على شكل نوبات تمتد من ساعات إلى أيام، وقد تعرقل الحياة الطبيعية للمريض. كما يختلف تكرار هذه النوبات بين المرضى، فتتكرر لدى البعض عدة مرات أسبوعيا أو شهريا بين لا يعاني الآخرون إلا من هجمات معدودة سنويا.

ماهي الشقيقة

وتخبرنا الإحصائيات العالمية أن الشقيقة هو مرض شائع للغاية حيث يصيب 1 من كل 5 نساء حول العالم، و 1 من كل 15 رجل حول العالم، ونستنتج من ذلك أن نسبة إصابة الإناث هي ثلاث أضعاف الذكور.

أنواع الشقيقة

قد يلتبس صداع الشقيقة لدى بعض المرضى مع أنواع أخرى من الصداع _مثل الصداع الارتدادي أو العنقودي_  رغم أن له أعراض مميزة مثل الألم النابض الذي يزداد على الجهد والحساسية المفرطة للضوء والصوت أو أحاسيس انزعاج هضمي وغثيان وإقياء. ويوجد بشكل رئيسي نوعان هما:

الشقيقة مع نسمة (أوره)

تصف الأوره aura مجموعة من الأعراض الإنذارية العكوسة التي تسبق هجمة الصداع وتشمل أعراضا بصرية مثل رؤية خطوط متعرجة أو مناطق عاتمة وأخرى وامضة وفقدان بصر مؤقت أحادي الجانب. بالإضافة لأحاسيس جسمية مثل الوخز أو الضعف في أحد الأطراف على جانب الجسم. وتستمر هذه الأعراض ل20 دقيقة وسطيا ، ويعرف هذا النوع بالشقيقة الكلاسيكية.

الشقيقة بدون نسمة

هذا هو النوع الأشيع، حيث تحدث نوبة الصداع بشكل تدريجي بدون علامات إنذارية. وقد يعاني بعض الأطفال من ألم بطني أثناء الهجمة ويطلق على هذه الحالة اسم الشقيقة البطنية.

ماهي أسباب الشقيقة

رغم أن السبب المؤكد وراء تطور هذا المرض  لا يزال مجهولا، إلا أن هناك بعض التفسيرات المحتملة مثل تغيرات في مستوى السيروتونين. وهو ناقل عصبي له تأثير مقبض على الأوعية، وعند انخفاض مستوى السيروتونين تتمدد هذه الأوعية في الدماغ ويزداد تدفق الدم فيها مما يؤدي إلى ألم نابض موافق لجريان الدم ينتج عنه ذلك الصداع المميز.
كما تلعب الوراثة دورا مهما في ذلك، حيث أن إصابة أحد الوالدين بالمرض تزيد خطر إصابة الأبناء بنسبة 50%.  ومعظم المرضى  لديهم سوابق عائلية للإصابة بالشقيقة.

الم الشقيقة

ما هو علاج الشقيقة

تعتبر الشقيقة مرضا مزمنا ولا يوجد علاج شافٍ لها، ولكن يوجد بالطبع أدوية مخصصة لإيقاف الهجمات والوقاية من تكرارها.

 

 الأدوية المجهضة للألم:

تستهدف هذه الأدوية هجمات الصداع في بدايتها وتعمل على إيقافها أو تخفيفها، وتشمل الأسيتامينوفين (السيتامول) ومضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (بروفين) والأسبرين ومشتقات التربيتان. مع الانتباه إلى عدم الإفراط في هذه الأدوية كي لا تتحول الحالة إلى صداع مسكنات.

 الأدوية الوقائية:

توصف هذه الأدوية في الحالات التي تتكرر فيها الهجمات كثيرا إلى درجة تعيق المريض عن ممارسة حياته الطبيعية، وتشمل مضادات الاختلاج( توبيرامات أو فالبروات الصوديوم) ومضادات الاكتئاب (أميرتريبتلين) وخافضات ضغط الدم (تيمولول).

ما هي العلاجات الأحدث

البوتوكس:

هل كنت تعتقد أن البوتوكس هو إجراء تجميلي فقط؟ حسنا يجب أن تعلم أنه تمت الموافقة على حقن البوتكس كعلاج وقائي للشقيقة منذ عام 2010، لذلك أصبح بإمكانك سيدتي الحصول على اثنين في واحد منذ الآن.

علاج الشقيقة بالبوتوكس

أضداد GCRP:

في عام 2018 وافقت الFDA على نوع جديد من الأدوية لمحاربة الشقيقة ويدعى erenumab. وهو عبارة عن أضداد وحيدة النسيلة تستهدف مستقبل بروتين يدعى GCRP (الببتيد الرابط لجين الكالستونين) الذي ثبت أنه متورط في حدوث هجمات الصداع. وبالتالي فإن تعطيل هذا البروتين سيؤدي إلى الحد من تكرار هذه الهجمات.

خطوط عامة للتعامل مع الشقيقة

  1.  احصل على بعض الكافئين، حيث أن تناول كمية صغيرة من المشروبات الحاوية عليه يفيد في تخفيف صداع الشقيقة. ولكن من الإفراط في ذلك كي لا تتحول الحالة إلى تناذر سحب يؤدي إلى اشتداد الصداع
  2.  اعزل نفسك في غرفة هادئة ومظلمة عند تعرضك للهجمة، لأن الضوء الساطع والصوت العالي هما محرضان قويان للصداع.
  3.  احصل على تدليك فعال لمنطقة الألم، أو اعصب رأسك باستخدام قطعة قماش ضاغطة.
  4.  قد يفيد استخدام كمادات دافئة أو باردة على الرأس والجبهة.
  5. ابتعد عن التوتر النفسي وتمتع بقليل من الاسترخاء.
  6.  تجنب محرضات الهجمة بكافة أنواعها بما فيها الكحول واللحوم المدخنة والمعلبة والأطعمة الحاوية على النتريت والشوكولا والمحليات الصناعية كالاسبارتام. بالإضافة إلى الروائح القوية والنفاذة والموسيقا العالية والضجيج.
  7. لا تهمل الوجبات اليومية الرئيسية.
  8.  استشيري طبيبك قبل تناول حبوب منع الحمل لأنها قد تكون مضاد استطباب أحيانا.
  9. لا تحرم نفسك من النوم الكافي ولا تغير روتين نومك فجأة .
  10.  تناول كمية كافية من السوائل كي لا تصاب بالتجفاف

في النهاية يجب أن نوضح أن الشقيقة ليست مرضا خطيرا ويستطيع معظم المرضى التأقلم معها عند الالتزام بالعلاج والنصائح المطلوبة. وتذكر أنك لست الوحيد، حيث يوجد اكثر من مليار مصاب بالشقيقة حول العالم يخوضون معك هذه المعركة.

تابعنا فلعلك تكون ملهما يوما ما

 

قد يعجبك ايضا