الرحم المزدوج أسبابه وعلاجه

قد نسمع كثيرا عن مصطلح الرحم المزدوج وقد يبدو لنا غريباً في البداية، لكن إذا قمنا بالبحث عن الموضوع، سنجد أنَّ هذا المصطلح يشير إلى إحدى الحالات الطبيِّة الّتي تعاني منها قلّة من النِّساء.

وتعتبر هذه الحالة إحدى العقبات أمام نجاح عمليّة الحمل. حيثُ تعتبَر حالات الإجهاض والولادة المبكرة منتشرة بكثرة عند النّساء اللّواتي يمتلكنَ رحماً مزدوجاً.

ولا تتوقَّف المعاناة عند هذا الحد، لا بل قد تستمر لتشمل آلام وشكوى في أعضاء مجاورة لمنطقة الرحم أو موجودة في البطن.

سنتعرّف في هذا المقال عن إحدى الحالات نادرة الحدوث، أعراضها، أسبابها، وسبل علاج الرحم المزدوج.

ما هو الرحم المزدوج

الرحم المزدوج
رحم مزدوج

الرحم المزدوج عبارة عن حالة طبية نادرة الحدوث، لكن لوحظَ عند عدد قليل من النِّساء أنَّ الرحم على شكل قلب.

وعند دراسة هذه الحالة تبيَّن للأطباء أن هذه الحالة هي عبارة عن تشوُّه خلقي ناتج عن خلل وراثي.

فالمبيضان عند الأنثى الطبيعيّة في أثناء المراحل الجنينية يكونان عبارة عن أنبوبين صغيرين.

ومع نمو الجنين يكبر الانبوبان، وينضمان لبعضهما البعض، فيشكيلان عضو مجوَّف يدعى الرَّحم.

أما في حالة الرحم المزدوج، فالخلل الذي يحدث هو أنَّ الأنبوبان لا يلتحمان، وكل أنبوب ينمو بشكل منفصل عن الأنبوب الآخر.

وبالتّالي يتشَّكل في منطقة البطن تجويفان قد يتصلان ويشكلان عنق رحم واحد ينتهي بفتحة مهبليّة واحدة.

أو قد يستمر النمو بشكل إفرادي لكل أنبوب، وبالتالي يتشكل ما يشبه الحاجز الرقيق بينهما. وهذا هو السبب وراء ظهور فتحتان مهبليتان عند بعض المرضى.

أعراض الرحم المزدوج

النّساء اللّواتي يمتلكنَ رحماً مزدوجاً، لا يمكنهنَّ معرفة ذلك إلَّا عند الفحص الطبي.

فأغلب النّساء-وخاصّة اللّواتي يمتلكن فتحة مهبلية واحدة- لا يعانون من أي مشاكل أو مظاهر توحي بامتلاكهنَّ الرحم المزدوج .

فأغلب الحالات الّتي تزور الطبيب، تشتكي من إجهاض متكرِّر أو حالات ولادة مبكّرة.

وأثناء الفحص يتَّضح للطبيب أن السبب وراءَ معاناتهم من اجهاض متكرر أو ولادة مبكرة هو العيب الخلقي المعروف باسم الرحم على شكل قلب.

ومن أبرز اعراض الرحم المزدوج عند النّساء اللّواتي يمتلكنَ فتحتان مهبليّتان هو النزف المهبلي الّذي تعجز الفوط الصحيّة عن إيقافهِ.

ففي هذه الحالة تقوم الفوطة الصحيّة بإيقاف النزف الحاصل من إحدى الفتحتين، ولكن يستمر النزف من الفتحة الأخرى، وبالتالي تستمر المعاناة.

وعند حصول مثل هذه المشاكل لا يجب التردُّد ولا للحظة في استشارة الطبيب، لأنَّ هذا النَّزف سيترافق مع آلام قد لا تحتمل في فترات الحيض.

تشخيص الرحم المزدوج

هنالك مجموعة من الوسائل المتطوّرة الموجودة حالياً والّتي يمكن من خلالها الكشف عن وجود عيب في الرّحم.

فأثناء مراجعة الطبيب للوقوف على أسباب الإجهاض المتكرّر، قد يتم ملاحظة الخلل عن طريق مجموعة من الوسائل أبرزها:

  • الموجات فوق الصوتيّة عالية التردُّد، وهذه التقنية تستخدم للحصول على صور لجسدك من الداخل.
  • آلية تصوير الرحم المائي، وهي آلية تعتمد على موجات فوق صوتية للفحص.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي، وهو من أكثر الإجراءات رغبةً من قبل المرضى، لأنّهُ يعدُّ إجراء غير مؤلم. حيث تسستلقي المريضة على سرير قابل للحركة، ويتم ادخالها في نفق مفتوح الطرفين.

وتعدُّ هذه الآليات من أفضل الوسائل وأكثرها استخداماً للكشف عن وجود رحمين في جوف البطن.

متى يجب زيارة الطبيب؟

قلنا أنَّ الدّافع وراء زيارة الطبيب هي في الغالب حالات الإجهاض المتكرر. حيث أن الكثير من النّساء ورغم امتلاكهنَّ لرحم مزدوج، تنجح حالات الحمل والإنجاب دون مشاكل تستحق الذكر.

والسّبب وراء حالة الرحم المزدوج يرجِّح أغلب الباحثين في هذا المجال، أن العامل الوراثي هو السَّبب في ذلك

بينما يرى البعض الآخر أنَّ العوامل الوراثيِّة تلعب دوراً في ظهور الرحم على شكل قلب، لكن لا تعدُّ عامل رئيسي.

وما يدعم الدّراسات الّتي ترجِّح مسؤولية الوراثة عن ما يحدث، هو ظهور العديد من الحالات ضمن العائلة نفسها، فأغلب المرضى يأتون إلى الطبيب بشكوى :

“عندي رحمين، أو إحدى أقاربي عانت من مشكلة الرحمين، فهل يكون السّبب وراء حالات الاجهاض هو معاناتي من المشكلة نفسها؟”

ولأنَّ هذه الحالة الطبية تُعتبر نادرة الحدوث، وأغلب المصابين بها لا يعانون من مشاكل تُذكر، فالاهتمام بها محصور بعدد قليل من الباحثين والأطباء.

لكن تعتبر النتائج الّتي يصلون إليها عظيمة وتُبشِّر بمستقبل أفصل للمصابين.

هل يؤثر هذا المرض على حياة المصابين؟

أغلب النّساء لا يؤثر عليهنَّ حالة الرحم المزدوج، فتكون – كما ذكرنا سابقاً- هذه الحالة غير مرافقة مع أعراض تعرقل عمليات الحمل والإنجاب.

لكن في حالة المعاناة من رحم مزدوج، فبعض النّساء قد يعانين من العقم، أو قد ترتفع نسب الاجهاض التلقائي والولادة المبكرة.

وهنالك أعراض نادرة الحدوث لكن تستحق الذكر ألا وهي مشاكل في الأعضاء المجاورة لمنطقة الرحم كالكلى وغيرها.

علاج الرّحم المزدوج

في حال كانت حالات الحمل والإنجاب سليمة وغير مترافقة مع أيّة مشاكل، فلا داعي حينئذٍ للتدخل الطبي والعلاج.

ولكن هنالك حالات تتطلب تدخُّل جراحي لإعادة وصل الرحمين مع بعضهما البعض، ومراقبة حالات الحمل اللاحقة للتأكد من علاج المشكلة.

فلا بُدَّ أن تعرف أن مشكلة الرحم المزدوج هي مشكلة نادرة الحدوث. وبسبب زيادة الوعي بخطر زواج الأقارب قلَّت الحالات المشاهدة.

لكن الطب الحديث يسعى باتِّجاه، إيجاد سبل علاج أكثر فعالية وفرص النَّجاح فيها تكون أكبر.

إلى هنا نصل إلى ختام المقال الّذي تحدّثنا فيه عن حالة طبية قليلة الحدوث، لكنَّها موجودة، وقد تكون سبب تعاسة أشخاص إحدى أهم أحلامهم الّتي يرغبون ويسعون لتحقيقها هو تكوين أسرة.

تابع ملهمون، لعلك تكون ملهِمَاً يوماً ما.

قد يعجبك ايضا