برشلونة | تشافي يعيد الحياة لها برباعية في الكلاسيكو

تشافي هيرنانديز ومنظومة الشطرنج! تطوّر دور المدرب في لعبة كرة القدم بشكل كبير في الفترة الأخيرة، حيث تحوّل الفريق إلى منظومة وأصبح المدرب هو قائد هذه المنظومة. ولعل أكبر مثال على ذلك هو ما قام به المدرب الشاب تشافي هيرنانديز في نادي برشلونة الذي استلم تدريبه مؤخراً. فقد قام بطفرة في عالم كرة القدم بمعطيات شبه معدومة وصنع شيئاً من لا شيء!

وقد قام بذلك بشكل سريع جداً ودقيق للغاية وبرغم العديد من المشاكل التي كان أبرزها الرحيل المفاجئ لأسطورة الفريق ليونيل ميسي. والحالة المعنوية والذهنية المشتتة للفريق الذي يحوي نقصاً في عدة مراكز. إلّا أنه استطاع تطبيق أفكاره وفلسفته الخاصة على المنظومة وقام بحصد ثمار عمله بسرعة كبيرة وقد ظهر ذلك من خلال رباعيته الأخيرة في الكلاسيكو التي حدثت في معقل الغريم المدريدي.

تشافي يعيد هيبة برشلونة

تشافي يقود برشلونة لحسم الكلاسيكو برباعية في البيرنابيو

اكتسح نادي برشلونة بقيادة مدربه الشاب تشافي مضيّفه ريال مدريد بنتيجة أربعة أهداف مقابل لا شيء. وذلك في مباراة القمة التي جمعتهما ضمن الجولة الـ 29 من بطولة الدوري الإسباني “الليغا”.

وقد عمّ الصمت التام بين الجماهير المدريدية في ملعبها السانتياغو بيرنابيو. والتي شاهدت فريقها يتعرّض لخسارة كبيرة وبأداء كارثي مقابل الأداء الكبير الذي قدّمه أبناء تشافي هيرنانديز. والذي سيطر فريقه على مباراة القمة منذ بدايتها وحتى صافرة النهاية وبتألّق لافت من جميع اللاعبين الزوار.

بدأ تشافي المباراة بخطة هجومية وقد دج بأبرز نجومه في الهجوم. عثمان ديمبلي على اليمين وفيران توريس على اليسار واللذان قاما بأداء ممتاز أظهر ضعف ظهيريّ ريال مدريد. حيث قام ديمبلي بالتلاعب بمدافعي ريال مدريد في الجهة اليمنى من الملعب وإرسال كرة عرضية باتجاه رأس الحربة بيير إيمريك أوباميانغ. والذي بدوره ارتقى عالياً بين المدافعين وأحرز الهدف الأول من رأسية في الدقيقة الـ 29 ليفتتح مهرجان الأهداف.

وحافظ فريق تشافي على إيقاعه في مواجهة النادي الملكي الذي افتقر إلى الانضباط والتركيز، والذي جعل برشلونة يسجل الهدف الثاني من ضربة رأسية أيضاً ولكن هذه المرة عن طريق قلب الدفاع رونالد أراوخو الذي استلم ركنية نموذجية نفذها عثمان ديمبلي.

وفي الشوط الثاني، دخل تشافي بنفس التشكيلة على عكس مدرب الفريق المنافس الذي قام بتغييرين أملاً في تدارك الوضع، ولكن رجال تشافي لم يتركوا له فرصة لذلك، فقد أضافوا الهدف الثالث في الدقيقة الأولى عن طريق المهاجم الإسباني فيران توريس والذي استغل تمريرة رائعة بكعب القدم من المهاجم أوباميانغ ووضع الكرة في زاوية مستحيلة على حارس المرمى.

وبعدها بخمس دقائق، أحرز أوباميانغ الهدف الرابع بعد تمريرة من توريس ليختتم بذلك مهرجان الأهداف.

أوباميانغ

تشافي يعيد الهيبة لبرشلونة

مع انفراد النادي الملكي ريال مدريد في صدارة ترتيب الليغا الإسبانية وتحليقه وحيداً برصيد 66 نقطة، كان من المستبعد أن يحدد كلاسيكو البيرنابيو مصير الفائز بلقب الدوري الإسباني لهذا العام.

ولكن المباراة كانت أشبه بمسألة شرف لرجال المدرب تشافي هيرنانديز. الذي استطاع من خلالها التأكيد على أن عودة الفريق لمستواه في الآونة الأخيرة وتحقيقه للنتائج الإيجابية كانت عودة حقيقية.

والآن بعد أن حقق نادي برشلونة فوزه الخامس على التوالي في الليغا. احتل أبناء تشافي المركز الثالث مع مباراة مؤجلة وبرصيد 54 نقطة، ولا يبعد إلا 3 نقاط عن صاحب المركز الثاني نادي إشبيلية.

فبعد تراجع نادي برشلونة إلى المركز التاسع في ترتيب الدوري الإسباني، عندما تمت إقالة مدربه السابق الهولندي رونالد كومان في أكتوبر من العام الماضي دبّت الحياة من جديد في النادي تحت قيادة مدربه الجديد الشاب تشافي هيرنانديز.

حيث لم يتلقى النادي الكتالوني أيّة خسارة منذ هزيمته الأخيرة أمام نادي أتلتيك بيلباو بعد امتداد المباراة لأشواط إضافية في بطولة كأس ملك إسبانيا في الـ 20 من يناير، وأحرز النادي 24 هدفاً في آخر 7 مباريات في الليغا.

وصرّح سيرجيو بوسكيتس قائد برشلونة بعد المباراة: “لم نتوقع هذه النتيجة، ولكن هدفنا تحقق. جئنا من أجل الفوز وإظهار قدراتنا. إذا كان ما زال لدينا فرصة ضئيلة للفوز باللقب، فسوف نقاتل حتى النهاية. إنه أمر صعب للغاية، ولكن في كرة القدم يمكن أن يحدث أي شيء. نحن برشلونة”.

اقرأ أيضاً: ميسي المُلهم | دروس نتعلمها من ليونيل ميسي

تطلعات تشافي المستقبلية

قال بيب جوارديولا ذات مرة: “كرويف بنى الكاتدرائية، مهمتنا هي الحفاظ عليها.” لكن الصعوبات المالية تركت برشلونة في حالة يرثى لها. الآن بدأت عملية الترميم.

تشافي، ربما أكثر من أي لاعب في العقدين الماضيين هو الذي يرمز إلى طريقة برشلونة. كان شريكه في صناعة الألعاب أندريس إنييستا محبوباً وبطلاً لكل إسبانيا. وكان ليونيل ميسي هو الأسطورة والأيقونة عالمية لكن تشافي كان رجل برشلونة.

لقد كان عباءة موروثة من جوارديولا وحامل الشعلة وهي فكرة التي انتقلت من يوهان كرويف نفسه.

قبل كرويف، كان برشلونة نادٍ مشهور لكرة القدم – أكثر من كونه مجرد نادٍ.. كما يعلنون – لكن هذه الهوية كانت مرئية خارج الملعب وليس داخله. أعطاهم أسلوباً خاصاً بهم، التزام تشافي المدرب بهذا الأسلوب كلياً.

وذلك مهم للغاية، فما هو نادي كرة القدم إن لم يكن القصص التي يرويها عن نفسه تتحدث عنه؟!

هناك الآن شعور بأن الفصل التالي من قصة برشلونة تتم كتابته عن طريق تشافي.

 

تابع ملهمون فلعلك تكون ملهمًا يومًا ما.

قد يعجبك ايضا