كثيرة هي المرات التي يقول فيها أطفالنا عبارات معينة كـ ( لا أعرف، لست أنا، فلان ضربني، إنني مريض…الخ ) وسنتفاجئ في كل مرة أنهم لا يقولون الحقيقة، والاطفال غالباً حين يكذبون يحاولون جذب الأنظار لهم، ويسعوون ليجعلوا أنفسهم موضعاً للإعجاب، أو من الممكن أيضاً لتعويض نقص معين في شخصيتهم، وهذا يعتبر بالنسبة للأهالي مشكلة كبيرة، لأنه سيشكل خطورة على مستقبل أطفالهم لاحقاً، ولا يمكننا تجاهل أن الطفل يقلّد محيطه، وعدم التزام ممن يحيطون به بقول الصدق، له تأثير كبير على الطفل الذي سيلجئ بشكل طبيعي للكذب، لذا من المهم في البداية أن نعرّف ما هو الكذب عند أطفالنا:
المحتويات
مفهوم الكذب عند الاطفال
هو تجنب الطفل التكلم عن حقيقة ما حدثت على أرض الواقع، ولا بدّ لنا معرفة أنه سلوك اجتماعي غير متّزن، وهو فعل مكتسب لا يأتي بالفطرة، وحقيقة لا يمكننا القول أن أطفالنا ممن لم يتجاوزوا الـ5 سنوات يكذبون بالفعل، لأنه في هذه المرحلة يطلق أطفالنا العنان لمخيلتهم النظيفة، ولكن لماذا يكذب أطفالنا؟
أسباب الكذب عند الاطفال
إن الاطفال يولدون ولا يعرفون شيئاً عن الكذب فما هي الأسباب التي قد تدفعهم إليه:
- قسوة الأهل الشديدة على طفلهم، تدفعه إلى الكذب حتى لا يعاقب.
- عدم قول الحقيقة من قبل الكبار أمام الصغار، تجعل الطفل يقلد كل ما يراه.
- التمييز بين الأبناء من قبل الأهالي، حيث يدللون الطفل الكبير وينسون الصغير أو العكس، هذا يجبر الطفل على استخدام الكذب كي يلصق التهم بإخوته.
- الاطفال الذين لا يبلغون سن الـ5 سنوات يستخدمون الكذب الخيالي، والذي لا يفرقون من خلاله بين الخيال والحقيقة.
- فقدان الطفل الأمن والأمان، وشعوره بالفقدان الأسري نتيجة سوء علاقة بين أبويه، يجعله يلجأ إلى الكذب دون معرفته عواقب هذا الأمر.
- عدم اهتمام الأهل بالطفل وتحفيزه، وإهمال كل ما يحاول إظهاره من مواهب، واهتمامهم فقط بأنفسهم. الأمر الذي يدفعه إلى لفت الانظار إليه من خلال سرد أحداث غير حقيقية.
أهمية الكذب في تنمية مهارات طفلي
يعتبر الكذب ظاهرة طبيعية صحية لدى الطفل، حيث انها تدل على التطور الكبير الذي وصل إليه دماغهم. وبحسب البروفيسور كانج لي “إن تعلم الكذب يعزز المهارات المعرفية، والقدرات العقلية لدى الأطفال الصغار”. ولكن هذا كله لايعني بالمطلق، أن ندع أطفالنا يكذبون ببساطة فأنواع الكذب كثيرة.
أنواع الكذب لدى الاطفال
يجب علينا الانتباه إلى جميع أنواع الكذب عند أبنائنا، كي يتوجب علينا إيجاد حلول تناسب كل نوع، إليكم أبرز أنواع الكذب:
- الكذب الوقائي: هو الدفاع عن الذات، عندما يشعر الطفل بالعقاب.
- الكذب التقليدي: وهو الذي ينتج عن تقليد الطفل لمن حوله حين يكذبون.
- أما الكذب الخيالي: والذي يعبرعن مدى خيال الطفل غير المحدود، والذي يجب ألا يعاقب عليه.
- الكذب الانتقامي: والذي يظهر عند شعور الطفل بعدم العدل، سواء في المنزل أو في المدرسة، فيقوم حينها بتلفيق التهم لغيره.
- الكذب المرضي: والذي يعتبر دافع لا شعوري، حين يترسخ في داخل الطفل نتيجة فشل أو ضعف في الشخصية، ولا يستطيع حينها التفريق بين الحقيقة والكذب.
- كذب لفت الانتباه: والذي يلجأ إليه الطفل حين يشعر بقلة الاهتمام به، فيقوم حينها بإختراع أمور غير موجودة بقصد الإبهار.
علاج الكذب عند الطفل
مهما وصلت نتائج الكذب الذي استخدمه طفلنا لغاية في نفسه علينا التنفس بشكل عميق وإدراك أهمية وضع خطة معينة لعلاج هذه المشكلة، حيث أهم خطوات علاج الكذب عند الأطفال هي:
- الانتباه إلى تجنب العقاب الشديد، لأن هذا سيدفعه وبقوة إلى إعادة الكرّة، والكذب من جديد.
- معاملة الطفل بكل هدوء ورفق، مما يعزز ثقته بنفسه، ويساعده على عدم قول الكذب مرة أخرى.
- تعزيز الجانب الأخلاقي والديني الذي يدعم قول الحقيقة دائماً، من خلال سرد القصص التي تثني على من يقول الحقيقة.
- عدم فرض أداء الواجبات الخاصة بالطفل بالقوة، لأن هذا سيدفعه إلى الكذب كي يتحايل أنه قام بأدائها على أكمل وجه.
- الحرص على معاملة الطفل معاملة حسنة. والانتباه إلى تصرفات الأهالي التي تدفع بالطفل إلى الكذب، كـ محاولة الأهل الهروب من اللعب مع الطفل وقضاء وقت جميل وممتع معه بين الحين والآخر.
- مكافئة الطفل حين يقول الحقيقة عن طريق جلب الهدايا على سبيل المثال. أو تشجيعه والثناء عليه بإعلام من يحبونه على أنه طفل مطيع ومهذب، مما يجعل الطفل أكثر سعادة وحباً لإن يقول الحقيقة دائماً.
- استخدام أسلوب التحذير مع الطفل، من الممكن أن نحذره ونخبره مدى عواقب الكذب. وأن هناك حرمان من الامور التي يحبها، كمتابعة أفلام الكرتون أو الذهاب إلى مدينة الألعاب. فأسلوب التذكير هذا له نتائج مرضية بعيداً عن العقاب الجسدي.
- يجب تعاون الأهالي مع مدرسة الطفل إن تفاقم موضوع الكذب. وأن يكون المعلم مثالاً يُحتذى به في الصدق أمام الطفل، لأن الطفل سيقلد كل من يراه سواء كان التصرف جيداً أم سيئاً.
في الختام، علينا تذكر أنه مهما كانت الأمور صعبة في حل مشكلة الكذب لدى أطفالنا. علينا التريث والهدوء واستخدام العقل في محاولة معرفة الأسباب وعلاجها، فأطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض، لم يخلق الكذب معهم بل بسبب المحيط الذين يعيشون فيه اكتسبوا هذه الصفة، التي ربما أحيانا تكون إيجابية حين تدل على تنمية القدرات العقلية، وأحيانا تكون سلبية حين تسبب الأذى، فمن شب على شيء شاب عليه. ومن واجبنا نحن كأباء وأمهات أن نحتوي أطفالنا بكل محبة وأمان وعدم استخدام العقاب في معالجة هكذا قضية قد تكون حساسة وتسبب عواقب وخيمة إن ساء علاجها..
تابع ملهمون فلعلك تكون ملهمًا يومًا ما.