الثورة الصناعية في ألمانيا

مع نهاية القرن التاسع عشر ميلادي وبعد الثورة الصناعية في ألمانيا.. تم تصنيفها على أنها أقوى الدول الصناعية على مستوى العالم. وقامت كذلك بالتغلب على المملكة المتحدة بريطانيا التي كانت تعتبر في ذلك الوقت الدولة الصناعية الأولى في العالم.. والأمر الذي ساعدها على النهوض بواقعها يتمثل بامتلاكها المقومات الأساسية اللازمة لهذه الثورة الصناعية. وأهمها احتواء مناطق سار ورهر فيها على مخزون ضخم جداً من الفحم واحتوت كذلك مناطق كجبال الخام على كميات كبيرة للغاية من الحديد.

في هذه المقالة من ملهمون سوف نتناول أبرز النقاط التي أسهمت في قيام هذه الثورة الصناعية. بالإضافة إلى تاريخها وما مر على تطورها.

الثورة الصناعية في ألمانيا

بعد نهاية الحرب العالمية أصبح يوجد نقص كبير للغاية في العمالة بألمانيا. وبالرغم من ذلك كانت البنوك في ألمانيا جاهزة للبدء بالاستثمار والقيام بالمشاريع.. من أجل تطوير مجال الصناعة وهنا بدأت ملامح الثورة الصناعية في ألمانيا.. لتحتل بعد ذلك مكانة عالمية في مجال الصناعة ومن أوائل صناعة الصلب. والأمر الذي ساعد الثورة الصناعية فيها تتمثل بمحاولاتها في التعافي بعد الحرب التي قامت بإنهاكها ليعيد سكانها النهوض من جديد متحدين جميع الصعاب التي تعرضوا لها.. وتم اعتبار ألمانيا فيما بعد من الدول المتصدرة في مجال تصنيع المعدات الكهربائية. وذلك في أواخر القرن التاسع عشر، وبعد الوحدة الألمانية تم إغلاق الكثير من مصانع الغزل والنسيج فيها.. لكنها تجاوزت المشكلة بالنشاط في المجالات الأخرى.

ما قبل الثورة الصناعية في ألمانيا

بعد القرن التاسع عشر عانت ألمانيا من الكثير من المشاكل والأزمات التي قامت بشكل أو بآخر بإعاقة تقدمها. كما مرت بعدة أزمات أبرزها الأزمة الغذائية للعام 1866 والتي استمرت لمدة عام كامل وقلة نشاط في موانئها مما قاد إلى ركود اقتصادي كبير. وأيضاً كان تفكك ألمانيا لعدة دول من أبرز العوائق التي وقفت في طريقها.  حتى توحدت هذه الدويلات الصغيرة وبدأت في العمل بهدف واحد لا غير يتمثل في إعادة بث الحياة في ألمانيا من جديد رغم كل ما حدث لها في السابق.

تطوّر الصناعة في ألمانيا

 

العمالة في قطاع الصناعة بألمانيا

وفقاً للإحصائيات في عام 2017 وصل عدد العاملين في قطاع الصناعة إلى ما يزيد عن 6 مليون شخص في أكثر من 45300 شركة صناعية في ألمانيا.

وتبلغ القيمة الإجمالية بعد الثورة الصناعية 23% تم تحقيقها من خلال القطاع الصناعي الألماني، وبالمقارنة مع المملكة المتحدة بريطانيا والتي تعد كذلك رائدة في الصناعة فقد بلغت القيمة الإجمالية للصناعات 12%، والجدير بالذكر أن مبيع السيارات في ألمانيا لعام 2017 وحده تجاوز 425 مليار يورو.

نسبة التصدير في الصناعة

بالتأكيد ليست جميع الصناعات الألمانية لألمانية وحدها بل إن قسماً كبيراً منها من أجل التصدير لدول عدة وبشكل خاص فيما يتعلق بقطع الغيار والسيارات، وقد وصلت نسبة التصدير في ألمانيا بشكل عام 48% من الناتج كله أي ما يعادل النصف تقريباً.

أهم القطاعات الصناعية في ألمانيا

يوجد في ألمانيا قطاعات رئيسية تقوم بالسيطرة على الصناعة فيها. كصناعة الآلات والسيارات وكذلك الصناعات الكهربائية والصناعة الكيميائية، ومن أبرز الشركات فيها شركة بي إم دبليو، و فولكسفاجن وسيمبز.

وللاطلاع بشكل تفصيلي على هذه الصناعات يمكنك قراءة مقالة أشهر الصناعات في ألمانيا.

الاستثمار في البحوث

تجري الأبحاث في القطاعات الصناعية بغرض تطويرها حيث تقوم الشركات بإنفاق المليارات من الأموال على الباحثين. ووفقاً لآخر إحصائية بلغ الاستثمار في البحوث حوالي 9 مليار يورو. والذي يعتبر نقطة ممتازة لألمانيا لأنها لا ترغب في أن تعتمد على العلوم المتوفرة فقط. بل تسعى للقيام باكتشافات جديدة بنفسها تعمل على تطوير جميع القطاعات.

ويعتبر الاقتصاد في ألمانيا متطوراً بشكل كبير فهو يعد الأكبر في أوروبا. والجدير بالذكر أنه يأتي في المركز الخامس على مستوى العالم بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي. بحيث يقوم قطاع ألمانيا الصناعي بإنتاج المنتجات ذات الجودة الأفضل، ويُعتبر اقتصاد ألمانيا من أكثر الاقتصادات من ناحية الاستقرار، وهو الأقل عرضةً لأن يتعرض للأزمات المالية وحالات الطوارئ. الأمر الذي يجعل منها قوة عظمى متحكمة في الكثير من المجالات بسبب القوة الاقتصادية التي تجعل منها مؤهلة حتى يكون لها دور بارز في كل ما تريد ففي الوقت الحالي خاصة تعتبر القوى الأكبر اقتصادياً.

الصادرات في ألمانيا

تعد الصناعات التحويلية والصناعات الخدمية أهم الأنشطة الاقتصادية التي تهيمن في البلد. فألمانيا تعتبر واحدةً من أكبر المصدّرين للسلع الشهيرة في العالم. وتتضمن صادراتها على منتجات الآلات، والسيارات الحديثة وقطعها. والصناعات الكيميائية والغذائية، والصناعات المتنوعة كذلك، وتُعتبر كلّ من فرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة بريطانيا وإيطاليا شركاء تجاريّين رئيسيّين لألمانيا. فقد استفادت من السكان أصحاب المهارة العالية لسنوات عديدة من أجل النهوض بواقع اقتصادها وتطوير الصناعة فيها.

أخيراً نرجو أن نكون قد عرضنا أبرز الأسس التي ارتكزت عليها الثورة الصناعية في ألمانيا، وكيف حصل تطورها بعد الحرب العالمية التي قامت بإنهاك ألمانيا في ذلك الوقت، نتمنى أيضاً أن تكون التجربة الألمانية قد ألهمتك وتعلمت منها العديد من المعلومات وأهمها كيفية النهوض بعد الدمار ورؤية الفرص في كل مشكلة.

تابع صفحتنا على فيسبوك.

الثورة الصناعية في ألمانيا
تابع ملهمون فلعلك تكون ملهماً يوماً ما.
قد يعجبك ايضا