يُعرف بأنه أعظم رحالة في عصور ما قبل الحداثة، عاش في القرن الثامن الهجري الذي يوافق الرابع عشر الميلادي، ترك بلده في سن الحادية والعشرين لأداء فريضة الحج إلى مكة المكرمة، وأجرى سلسلة من الرحلات الاستثنائية التي امتدت لما يقرب من ثلاثين عاما، وأخذته الرحلات إلى أماكن بعيدة مثل الهند والصين، وصولاً إلى وادي نهر الفولغا وجنوبًا إلى تنزانيا، أنه المستكشف، القاضي، الرحالة ابن بطوطة، ويعتبر سرد رحلاته سردًا فريدًا للتاريخ الإسلامي والتاريخ في العصور الوسطى، وضعه المؤرخون في الإطار الثقافي الغني زار نصف الكرة الغربي لتاريخ عالم العصور الوسطى، وتم أكثر من رواية تتحدث عن رحلاته، لمعرفة تفاصيل حياة الرحالة ابن بطوطة تابع معنا..
المحتويات
من هو الرحالة ابن بطوطة
أبو عبد الله محمد ابن بطوطة في طنجة في المغرب عام 1304م، كان من عائلة ميسورة إلى حد ما من علماء الشريعة الإسلامية ينحدرون من البربر، وهم مجموعة عرقية أصلية في المغرب، وهو مسلم سني تدرب على التقليد المالكي للشريعة الإسلامية، كما كان رحالة وجغرافيا وعالم نباتات مغربيًا ورجل قانون، في بعض الأحيان كان قاضي، ومع ذلك اشتهر بالمسافر والمستكشف، الذي يوثق حسابه رحلاته على مدار ما يقارب من ثلاثين عامًا، والتي تغطي حوالي 73000 ميل أي ما يقارب 117000 كم، غطت هذه الرحلات كل العالم الإسلامي المعروف تقريبًا، وامتدت من شمال وغرب إفريقيا الحالية إلى باكستان والهند وجزر المالديف وسريلانكا وجنوب شرق آسيا والصين، وهي مسافة تجاوزت بسهولة مسافة سلفه وشبه المعاصر ماركو بولو.
بداية الرحلة
في عام 1325 غادر منزل والديه للحج في مكة، روى بداية أسفاره وكتب على النحو التالي:
“خرجت من بلدي طنجة متجه إلى مكة بنية الحج، وحيداً وتركت خلفي أصدقائي وبيتي، تمامًا كما يغادر الطائر عشه الأبوي، كان والدي وأمي لا يزالان على قيد الحياة ، وبألم شديد انفصلت عنهما، بالنسبة لي وكذلك بالنسبة لهم، كان سبب لمرض لا يطاق، كنت حينها في الثانية والعشرين فقط”
تفاصيل رحلته
عبر شمال أفريقيا، صعيد مصر، ووصل إلى مدينة أيدهب ليكتشف أنه لا يستطيع عبور البحر الأحمر إلى مكة بسبب الحرب.
بعد أن فشل في عبور آمن، مر عبر سوريا وفلسطين قبل أن يصل إلى مكة، من هناك ذهب إلى العراق وإيران.
ثم عاد إلى مكة المكرمة، حيث مكث ابن بطوطة عامين (728-730 هـ) يعيش الطمأنينة والزهد، قال فيها:
“المعيشة التي أعيشها هي واحدة من أكثر المعيشة رضاً، كنت دائمًا جزءًا من المواكب حول الكعبة، في خدمة الله، وفي قرب الأماكن المقدس”
عبر جنوب شبه الجزيرة العربية، وعاد إلى شرق إفريقيا، ليعبر جنوب الجزيرة العربية، ثم عاد مرة أخرى إلى مكة.
ثم مصر وسوريا، ثم عبر آسيا الصغرى، ليصل إلى شبه جزيرة القرم، وزار القسطنطينية، ووصل إلى شواطئ نهر الفولجا.
عبر خوارزم، بخارى، أفغانستان، ووصل إلى دلهي في الهند، وكانت أنذاك أرض مسلمة، أمضى هناك عامان وعمل قاضياً.
قبل أن ينضم إلى سفارة الصين، توقف في جزر المالديف، وعمل قاضي هناك لمدة عام ونصف.
ومن هناك، عبر سيلان، والبنغال، والهند، وصل إلى الصين، حتى زيتون (بكين) وكانتون، مر بسومطرة .
وعاد إلى شبه الجزيرة العربية (748 هـ)، وسافر إلى إيران وسوريا والعراق وعاد لأداء الحج الرابع في مكة.
وصل فاس عن طريق رحلة عبر شمال إفريقيا بأكملها، لكن بسبب عدم شعوره بالتعب الشديد، توجه شمالًا إلى غرينادا (إسبانيا).
قبل أن يتجه جنوبًا إلى المناطق الداخلية من إفريقيا ، ليصل إلى تومبوكتو، وهي في المناطق الداخلية من إفريقيا.
قام بزيارة ولاية مالي مادينكا العظيمة، ولا سيما مدينتا تمبكتو وغاو، وأخيراً عاد إلى المغرب، إلى فاس.
وبناءً على طلب السلطان المريني أبو عنان، أملى ابن بطوطة تفاصيل سفره على الكاتب ابن دجوزاي، المسؤول في البلاط.
كتاب ابن بطوطة
هو سرد لأسفاره التي أخذته من طنجة عبر أكثر من أربعين دولة، قائمة على حياة الزهد، والاستقالة من جميع مناصبه والتخلي عن جميع ممتلكاته، ثم استلم المنصب مرة أخرى من قبل سلطان الهند محمد وأصبح مبعوثه على رأس مهمة لأقوى امبراطور للصين، كما روى الكتاب أيضًا كيف كان ابن بطوطة هاربًا مطاردًا لمدة ثمانية أيام ولم يُترك إلا بالملابس التي كان يرتديها وسجادة صلاته، مما أجبره على اللجوء إلى مالابار، حيث أصبح قاضيًا مرة أخرى، ومن خلال رحلته من الإسكندرية إلى المغرب العربي، نجا مرتين بصعوبة من القبض عليه من قبل القراصنة الأوروبيين.
إرث ابن بطوطة
طوال حياة ابن بطوطة ورحلته قام بالحج أربع مرات، وخلال كل مرة يأتي للحج كان يروي تجاربه وملاحظاته، بطريقة سرد فريد عن حياة المجتمعات والطبيعة والتاريخ والجغرافيا وسياسة مختلف البلدان.
اهتمامات ابن بطوطة
اهتمام ابن بطوطة بالظروف السياسية وأمجاد الحكام الأجانب، وفي العوامل الاقتصادية، وفي جميع أنواع العادات الغريبة، مثل عادات الزواج والدفن، وفي بناء الأسرة الهندية ونوع الوقود المستخدم في الصين، وفي الاختراعات الغريبة، مثل العربات في شبه جزيرة القرم، وطريقة للتخلص من الحشرات، وفي الحيوانات والمعادن الرائعة، وبدرجة أكبر الأشجار والنباتات، وخاصة تلك المفيدة للإنسان.
وفاة ابن بطوطة
توفي في بلده طنجة في المغرب ولكن وفاته غير مؤكدة، وربما في عام 1368م عن عمر يناهز 64 عاماً.
وفي الختام كان لرحلة ابن بطوطة إسهام كبير معرفتنا جوانب الحياة في العصور الوسطى وتعد ملاحظاته الأفضل بلا منازع، نتمنى أن يكون المقال نال إعجابكم وتعرفتم على الرحالة المغربي ابن بطوطة.
تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما