علم الفراسة | ما هو؟ ولماذا ينال هذه الشهرة؟

هل قام أحد بتحليل شخصيتك مستخدما علم الفراسة من قبل؟ وهل تطابق تحليله مع طبيعتك وصفاتك بالفعل؟ ترى هل كان ذاك الشخص الذي حلل شخصيتك شخصاً مثقفاً متعلماً أم مشعوذاً دجالاً؟ هل تعرف ماذا يسمى تحليل شخصيتك من تعابير وجهك وبنيتك الجسدية أو حتى حركات يديك؟ إنه يا عزيزي علم الفراسة. ترى هل هذا علمٌ حقيقي كبقية العلوم أم أنه تكهنات لا أساس لها من الصحة. مبنية على توقعات غير مدروسة ولا أصل لها؟ تعالوا نتعرف على معنى الفراسة ونحاول فهم هذا العلم وما إذا كان له أصل وأساس من الناحية العلمية والنفسية أم لا

تعريف علم الفراسة

إن علم الفراسة هو أحد العلوم التي تهتم بتحليل شخصية الإنسان. وهو علم تم بناؤه وفق دراسات ممنهجة تعتمد في أساسها على جملة من الركائز من أهمها بنية الإنسان الجسدية. وكذلك ملامح وجهه. بالإضافة إلى أن أهم ركيزة يستند إليها علم الفراسة في تحليله لشخصية الفرد هي العواطف. إذ أن هذه العواطف تتم ترجمتها تلقائياً لدى الإنسان على صورة تعابير تظهر على وجهه. ويعود السبب في ذلك أن الأنشطة الذهنية التي يقوم بها الإنسان. ومن ثم فإن مشاعره تؤثر تأثيراً مباشراً على حركة عضلات وجهه.

هذا بدوره يعد انعكاساً صادقاً عن طبيعته وحالته النفسية. وهذا ما يفسح المجال أمام المهتمين والمتعمقين في علم الفراسة إلى قراءة العقل وكذلك تحليل الشخصيات.

علم الفراسة

أصل علم الفراسة

من الخطأ الاعتقاد بأن علم الفراسة هو علم حديث العهد. إذ أنه في الواقع يعود إلى العصور التاريخية القديمة والعصور الوسطى. حيث لقي هذا العلم فيما مضى قدراً لا بأس به من الاهتمام فقد عده العلماء والفلاسفة جزء مهماً من الفلسفة القديمة. علاوة على ذلك فقد ظهرت فيما مضى العديد من النظريات التي شرحت الطبيعة البشرية. وليس هذا فحسب بل استخدم علم الفراسة كأداة ووسيلة للكشف عن بعض العيوب الجينية من مثل الكشف عن المنغولية (متلازمة داون).

ويعد الفيلسوف اليوناني أرسطو أول من وثق علم الفراسة في أطروحة قام بتأليفها. وقد تكونت اطروحته هذه من ستة فصول شرح فيها دراسة تفصيلية عن ملامح وجه الإنسان وصفاته الشخصية ذات الصلة بهذه الخواص الفيزيائية. ومنها لون العيون والصوت وشكل الأنف ومشية الإنسان وغيرها من الصفات الخاصة بالإنسان.

اقرأ أيضاً: لوحة الموناليزا | سبب شهرتها وبعض الحقائق عنها.

ما مدى صحة هذا العلم

إن أفعال الشخص الظاهرة هي في الواقع تترجم صفات هذا الإنسان ومستوى أخلاقه. حيث أنه من السهولة معرفة طبيعة هذا الشخص. وذلك من خلال التفرس في أفعاله وملامحه وحركاته. ويمكن القول بأن علم الفراسة علم صحيح ضمن حدود وقواعد تحده وتضبطه بعيداً عن التكهنات والتنبؤات العشوائية. كأن نحكم على شخص ما بمجموعة من الصفات الأخلاقية لمجرد وجود شامة على خده. إذ يعد هذا تطرفاً وشذوذاً مرفوضاً في علم الفراسة.

علم الفراسة

إن علم الفراسة يعتقد بوجود علاقة بين الملامح وصفات الشخص كأن يصف الأشخاص ذوي الجباه العالية بالذكاء والنباهة. ولكن هذا لا يعني أن كل إنسان له جبهة عالية إنساناً خارق الذكاء بل إن علم الفراسة لا يكتفي بصفة واحدة لإطلاق أحكامه. على سبيل المثال الجبهة العالية يرافقها عيون واسعة مثلاً وغيرها من الصفات التي تدعم بعضها البعض ومن ثم يتمكن الشخص المتفرس من أن يطلق حكمه على شخص ما.

على ماذا تبنى منهجية علم الفراسة

إن من يرغب في تعلم والتمكن من علم الفراسة فإنه يتوجب عليه أن يسير وفق منهجية محددة. قائمة على محورين أساسيين هما:

الاستنباط

عماد هذه المنهجية صفات خاصة بالشخص المتفرس لا يتلقاها المتفرس من أحد بل يمتلكها بشكل فطري مثل الحدس. كمعرفة مهنة شخص ما عند مقابلته للمرة الأولى. ومن دون معرفة مسبقة عنه.

الاستدلال

ويتم اعتماد هكذا منهجية في الحالة التي يكون فيها ما نريد معرفته غير ممكن الملاحظة. وهنا يمكن اللجوء إلى ثلاثة طرق للاستدلال هي:

  • معرفة الشيء بعلته: ومعناه التأمل والتفكر في الأسباب التي دفعت شخص ما إلى القيام بتصرفه. كدوافع اجتماعية أو أخلاقية أو وظيفية. وغير ذلك كأن يرى شخصاً يتلفت إلى ما حوله فقد يعود سبب ذلك إلى عدم معرفة هذا الشخص بالمكان.
  • الوصول إلى معرفة الأمر بالمعلول له: اي معرفة القصد من السلوك الذي يقوم به شخص ما. وهذا الأمر صعب جداً إذ أن المقاصد في الغالب تكون خفية.
  • معرفة الأمر لعلته: أي الوصول إلى فهم أسباب تصرف شخص ما بناءً على طبيعته الأصلية. كمشيه ببطء دائماً بسبب بلادته أصلاً.

هل لشكل الملامح علاقه بالفراسة

بالتأكيد فإن شكل ملامح الوجه تعكس الكثير من الصفات الشخصية للإنسان ومن أهم هذه الملامح:

شكل الجبهة: غالباً ما يربط علم الفراسة شكل الجبهة بالأمور المتعلقة بالذكاء ثم الأمور العقلية وهناك عدة أشكال للجبهة أهمها:

  • الجبهة المرتفعة والجبهة المنخفضة: في الغالب تدل الجبهة المرتفعة على شخصية مثقفة. بالإضافة إلى ذلك تكون محبة للعلم وذو ذاكرة ممتازة بعكس الشخص ذو الجبهة المنخفضة الذي يتسم بالبساطة ووعدم التفكير في الأمور المعقدة. وغالباً ما يكون شخصاً متهوراً ومندفعاً.
  • الجبهة الضيقة والجبهة الواسعة: يكون صاحب الجبهة الواسعة ذو تفكير منطقي. وهو شخص في الغالب مثابر ومحب للمال. أما إذا كان الشخص ذو جبهة ضيقة فإنه يكون شديد التعلق بالعادات والتقاليد وضيق الأفق.
  • الجبين المربع الشكل: تكون هذه الجبهة متناسبة العرض والطول و من ثم يتميز أصحاب هذه الجبهة بالمهارة في ممارسة أي مهنة.

علم الفراسة

شكل العيون من حيث الحجم واللون: تعكس العيون أحاسيس ومشاعر الشخص. وغالباً ما يدل حجم ولون العيون على صفات الشخص كما يلي:

  • حجم العيون: تدل العيون الصغيرة على القسوة والصرامة. وتدل العيون الكبيرة على دقة الملاحظة أما العيون المتوسطة فتدل على القدرة على اتخاذ وتبني آراء صائبة.
  • لون العيون: في الواقع فإن أصحاب العيون الخضراء هم أشخاص مزاجيون أما ذوو العيون الكستنائية فيتصفون بالرقة واللطافة. وأصحاب العيون الزرقاء هم أشخاص متفائلون. في حين أن أصحاب العيون البنية هم أشخاص عاطفيون وحساسون. أما أصحاب العيون السوداء فإنهم مخلصون.

هذه بعض المعايير والصفات التي يعتمد عليها علم الفراسة في تحليل شخصية الإنسان. وتبقى قضية الاقتناع بها رهناً بطبيعة وعقلية كل إنسان.

تابع ملهمون لعلك تكون ملهمًا يومًا ما
قد يعجبك ايضا