هل أنت شخص قيادي؟، وهل تبتسم للآخرين في أغلب الأحيان؟، أيشعر الناس بالراحة بعد الجلوس معك؟، وهل باستطاعتك التواصل مع أي شخص من دون صعوبات أو شعور بالإحراج؟. في الواقع هذه الأسئلة ليست مجرد أسئلة عابرة. بل هي تمثل مقياساً لتحديد مستوى مايدعى مصطلح الكاريزما الخاصة بك. فما هي الكاريزما؟ وهل للبشر جَمِيعًا الكاريزما نفسها؟ تعالوا نتعرف على معنى الكاريزما وأنواعها والطريقة التي تجعل منك شخصاً يتمتع بكاريزما جذابة. فمن منا لم يحلم يوماً بامتلاك شخصيةٍ تجذب الناس إليه. هذه هي الكاريزما التي يحتاج إليها كل شخص.
المحتويات
ما هي الكاريزما
إن (كاريزما) هي كلمة يونانية الأصل معناها اللطف والنِعمَة وأن يقوم الإنسان بإظهار الأمور الصالحة فيه. كما أن الكاريزما هي إحدى النِّعم التي يمنحها الله للإنسان. ولقد تعددت التعاريف والمفاهيم التي أوضحت معنى الكاريزما وما المقصود بها على وجه التحديد. إذ يرى البعض أن الكاريزما تعني الجاذبية الشخصية. أو أن يمتلك الإنسان بشكل فطري شخصية متميزة عن الآخرين تكون قيادية ومؤثرة بشكل كبير فيهم بحيث تثير إعجابهم وتجذب اهتمامهم.
فينظرون إلى هذا الشخص نظرة قائد لهم. كما وأن البعض الآخر يعرف الكاريزما بأنها قدرة الإنسان على التأثير بمن حوله وجذبهم إليه. فيصبح محط إعجابهم واحترامهم ومحبتهم لما يتصف به من صفات إيجابية كالحيوية الدائمة. والتفاؤل والابتسامة الدائمة والثقة بالنفس. وغيرها من الصفات والمزايا التي يتفرد بها عن غيره.
في الواقع إن أول من قام باستخدام مصطلح الكاريزما في المجال العلمي هو ماكي فيبر عالم الاجتماع الألماني الذي استخدم هذا المصطلح في كتابه الشهير (القانون في الاقتصاد والمجتمع).
كيف يستطيع الإنسان أن يكوّن لنفسه كاريزما
على الرغم من أن امتلاك الإنسان للكاريزما أمر فطري غالباً إلا أنه من الممكن أن يصنع الإنسان لنفسه كاريزما مميزة بين الآخرين من خلال التحلي بالصفات التالية:
- أن يكون شخصاً حيوياً محباً للحياة قادراً على إسعاد الأشخاص من حوله. بالإضافة إلى ذلك أن يشارك مشاعره مع الآخرين مما يجعله شخصاً محبوباً ويزيد من جاذبيته.
- أن يتحلى بالثقة بنفسه: إذ إنه من الضروري أن يمتلك صاحب الكاريزما ثقة عالية بنفسه. بعيداً عن التعالي على الناس أو الانتقاص من شأنهم. على العكس من ذلك فإنه إلى جانب ثقته بنفسه يبدي ثقة بالآخرين. مما يوصل إليهم شعوراً بالراحة والقوة عند تواجدهم معه في نفس المكان.
- إظهار العاطفة الصادقة عند التعامل مع الآخرين. بعيداً عن التصنع بل تكون هذه العاطفة تلقائية وطبيعية ويكون صادقاً في مشاعره تجاههم. مستخدماً روحه وحواسه مما يوصل إليهم هذه المشاعر وصدق اهتمامه. ولا سيما حين يقوم بمشاركة المشاعر الإيجابية مع غيره.
- اهتمامه بأدق التفاصيل: ولا سيما أمور الأشخاص من حوله حتى ولو كانت هذه التفاصيل تافهة وغير مهمة. هذا النوع من الاهتمام يفتح أمام الشخص أبواب التواصل مع الناس الآخرين وتبادل الحوار معهم. ببساطة وسهولة بعيداً عن الحواجز والقيود التقليدية فيحسه الناس قريباً منهم وكأنه واحد منهم.
- التركيز على النقاط الإيجابية لدى الآخرين: إن الشخصية الكاريزمية لا تكتفي بالنظر إلى الآخر كما هو أو بمعنى آخر كما فرض الواقع عليه. علاوة على ذلك تعمد التركيز على الجوانب الإيجابية في الآخرين. ومساعدتهم على تطوير إمكاناتهم وقدراتهم وتعزيز الثقة بأنفسهم وتوقع الأفضل منهم بشكل دائم.
- طلاقة اللسان وسعة الخيال والقدرة على تحفيز الغير ورواية القصص. ومن ثم إيصال المغزى الذي يهدف إليه من القصة.كما إن أسلوب رواية القصص بطريقة تحفيزية وقدرة الشخص على صياغة وترتيب الأحداث بصورة متسلسلة ومترابطة. باستخدام أسلوب درامي أو فكاهي يجعل منه شخصاً محبباً للآخرين وجاذباً لاهتمامهم ومرغوباً في حضوره ومجالسة حتى يقال (لا يُمل من مجالسته) وبمعنى أكثر شعبيّة (لا يُشبع من كلامه).
خطوات تجعل منك شخصاً يستحق مصطلح الكاريزما
في البداية عليك أن تتقن لغة الجسد وأن تستخدمها بشكل إيجابي من خلال الأساليب التالية:
- أن تكون في الغالب شخصاً إيجابياً.
- النظر إلى الشخص الآخر والاتجاه إليه أثناء التحدث.
- أن تبقى الابتسامة مرسومة على وجهك عند التواصل والتعامل مع الآخرين.
- استخدام حركة الذراعين والإيماءات الكثيرة أثناء التحدث لجذب انتباه واهتمام الآخرين.
كما ولا ننسى ضرورة أن تكون شخصاً واثقاً من نفسك حتى تصبح محط ثقة الآخرين ويمكنك بناء ثقتك الشخصية بالخطوات التالية:
- فكر دوماً بشكل إيجابي واطرد الافكار السلبية من عقلك.
- حاول أن تتذكر أسماء الأشخاص الآخرين عند التقائك بهم.
- اعتنِ بمظهرك الخارجي بحيث تكون ملفتاً للانتباه بأناقتك ورقي مظهرك.
- حقق بعض الإنجازات من حين إلى آخر ومن ثم فإنك تدعم ثقتك بنفسك.
- أثني على الآخرين عند قيامهم بشيء جيد فالإطراء على الآخرين بشكل حقيقي يجعلهم أكثر محبة وتقديراً لك.
- قم بالأمور التي تحبها وتفضّلها ما دمت لا تؤذي الآخرين إذ إن حرية المرء تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين وهذا أمر معروف.
- تعلم فن الارتجال وطلاقة اللسان وسلاسة الأفكار فكلها أمور تحسن من ثقتك بنفسك. ولكي تكون شخصاً جذاباً ذا كاريزما مميزة عليك أن تتقن آداب التعامل مع الآخرين.
- لا تستخدم جهازك المحمول او حاسوبك الشخصي أثناء مجالستك لأحد وتبادل الحديث معه لأن هذه التصرفات قد تزعجه او تشعره بقلة الاهتمام او قلة الاحترام ولا سيما إذا كان ممن يكبرونك في العمر.
- أظهر تعاطفك مع الآخرين في المواقف التي تتطلب ذلك بعيداً عن إظهار مشاعر الشفقة التي قد تؤذين مشاعرهم.
وليس هذا كل شيء بل لا بد لك من أن تتقن التواصل مع الآخرين وأن تجيد التواصل معهم وذلك من خلال مبادلتهم الأحاديث ومشاركتهم اهتماماتهم ومناقشتهم في الجوانب والقضايا التي يرتاحون للحديث فيها.
أنواع الكاريزما وأشكالها
في الحقيقة هناك عدة انواع للكاريزما وهي تختلف من شخص إلى شخص آخر ومن أنواعها:
الكاريزما الودية:
إن من يمتلك هذه الكاريزما تغلب عليه صفة اللطافة والود والألفة. وهو في الغالب شخص مريح وإيجابي وتكون علاقته بصفة عامة جيدة مع الجميع. وإيجابية ذلك أنه يبتعد عن المنافسة مع الآخرين. والطاقة السلبية بل تكون علاقته مع غير القائمة على الاحترام.
الشخصية الملفتة:
شخصية تنجح في جذب انتباه الآخرين على الرغم من أنها قد تخاطر في أسلوب تعاملها مع الآخرين وحوارها معهم. إلا أنها شخصية ذكية اجتماعياً وهذا ما يجعلها ناجحة في جذب الآخرين ولفت انتباههم واهتمامهم.
الشخصية المغناطيسية:
تستطيع هذه الشخصية جذب اهتمام الآخرين والتأثير فيهم بسهولة. نتيجة امتلاكها حياة ملفتة وشيقة.
الكاريزما المخيفة:
أصحاب هذه الكاريزما هم أناس يتصفون بالقساوة والطباع الحادة. وقد تلقى هذه الشخصية إعجاب البعض من الناس. الذين يكونون بطبعهم ميالين إلى القساوة والجدية المفرطة في التعامل. الكاريزما التي تنبع من داخل الشخص والتي تبدو على صورة نقاط قوة فيه فتراه يلعب دوراً قوياً وأكبر مما يتوقعه الناس منه.
وَأَخِيرًا باستطاعتنا القول إن تنوّع طباع وشخصيات البشر هو أمر جميل وإيجابي. فالحياة كاللّوحة لا تكتمل إلا بتعدد ألوانها.