لطالما تداول الناس القصص والحكاية والأسرار عن المدينة المفقودة أطلانتس. فكانت أحجية التاريخ على مر العصور ومن ثن مدينة السحر والخيال ومدينة الفضيلة. علاوة على ذلك راح الفلاسفة والأدباء يصفونها ويتغزلون بكمالها وجمالها وكأنها قطعة من الجنة قد هبطت على هذه الأرض. فما القصة وراء تلك المدينة الغامضة وما السر وراء اختفائها. حان الوقت لنأخذ دور الحكواتي العجوز ونذهب في رحلة زمنية بين ثنايا التاريخ لنكتشف ما يخفيه عن مدينة أطلانتس المفقودة.
المحتويات
قصة لغز أطلانتس المفقودة
احتلت المدينة المفقودة الغامضة تلك زاوية في روايات الخيال وحكايات الأطفال. فقد وصفها الفلاسفة وكأنها مدينة لم يعرف السوء لها طريقاً. كما احتلها الجمال وتربع على عرشها السحر لتغدو مدينة خيالية بامتياز. تلك المدينة المزدحمة بالأشجار الخضراء الملتفة والخمائل. ذات التربة البنية اللون الخصبة والهواء العليل النقي ومياهها الرقراقة السلسبيل المنسابة كأنهار الجنة. أما الظهور الأول لهذه المدينة الخيالية كان على لسان الفيلسوف أفلاطون. ويحكى أن تلك المدينة الأسطورية توضعت منذ آلاف السنين في منطقة المحيط الأطلسي كواحدة من الجزر الأسطورية وعلى وجه التحديد في الجهة الغربية من مضيق جبل طارق. واعتبرت مثالاً وقدوةً للشعوب في نواحي الحياة الكافة فلقبت بمدينة الفضيلة.
وصف مدينة أطلانتس المفقودة
تعددت أوصاف مدينة السحر والجمال هذه لتغدو كجوهرةٍ قد جسدت كل معاني الجمال. بالإضافة إلى ذلك فقد كان الفيلسوف أفلاطون حذرا في تقديم أجمل الصور في وصف تلك المدينة. كما ويروى أن قاطني تلك المدينة المفقودة هم أهلٌ لِلعلم ومكانٌ لعيش المعماريين وكبار المهندسين. وإن المهندسين الذين سكنوا تلك المدينة امتلكوا تكنولوجيا حديثةً ومتطورةً جداً. كما ويحكى أنهم كانوا الرقم واحد على مستوى العالم في التطور والرقي. أما الأثرياء من سكان مدينة أطلانتس المفقودة قد سكنوا جبالها. ويروي البعض أن نهاية هذه المدينة كانت على يد الإله زيوس. فقد انتظرت مدينة أطلانتس وعيداً قاسياً من هذا الإله.
كيف اختفت أطلانتس
في الواقع، تعددت النظريات والحكاية حول السبب الرئيسي في اختفاء هذه المدينة الأسطورية وظهر العديد من الأقوال والحجج التي كانت حذرةً في تقديم وصفٍ شاملٍ للمدينة المفقودة لتثبت مصداقيتها إلا أنه مع كل هذا لا يوجد إثباتات واقعية على صحة تلك الأقوال بل بالأحرى لا يوجد حتى إثباتات تؤكد وجود مدينة أطلانتس في أيام الزمن الغابر ومن هذه الروايات عن اختفاء تلك المدينة الأسطورية أنه يقال إن هذه المدينة قد اختفت في مثلث برمودا.
نظرية اختفاء مدينة أطلانتس في مثلث برمودا
قدم الكاتب دونيلي العديد من الأفكار حول هذه النظرية وبالفعل اشتقت تلك النظرية من أفكار وتخيلات هذا الكاتب وقد توسع الكتاب بشكل عام في أفكارهم وأبحاثهم لمعرفة موقع مدينة أطلانتس الفعلي وكثير منهم عرض توقعاته وأفكاره مرافقينا بالوصف الموسع لتلك المدينة. كما وقد أيد هذه النظرية العديدين وخاصةً بعد أن عثر على أثار لطرقاتٍ قديمة وجدران على الجانب المقابل لساحل بيميني. إلا أنه في الواقع قد درس العلماء هذه الآثار وتبين أنها مجموعة من الأشكال الطبيعية لا أكثر.
ومن الروايات الأخرى حول هذه المدينة هي النظرية الأسطورية.
كما وتخبر هذه النظرية أن مدينة أطلانتس ليست إلا أحد الأماكن الخيالية والمدن الأسطورية. وأما بالنسبة لقصة الفقدان الغامض لتلك المدينة الأسطورية فهي أحد الأحداث المشتقة من القصص التاريخية القديمة. ولربما كان لها صلة بالفيضان الذي حدث في البحر الأسود من مئات بل آلاف السنين. إذ كان البحر الأسود في ذلك الوقت عبارة عن بحيرة واسعة ويحكى أن العديد من الحضارات القديمة العريقة قامت حول تلك البحيرة فلربما كانت مدينة أطلانتس المفقودة إحدى تلك الحضارات التي كانت نهايتها على يد أحد الفيضانات التي أصابت البحر الأسود في ذلك الزمان.
أما ثالث هذه النظريات فتقضي أن أطلانتس كانت عبارة عن إحدى القارات التي ظهرت في المحيط الأطلسي.
ما هي نظرية القارة حول اختفاء أطلانتس
أما هذه النظرية فهي تشير إلى أن أطلانتس لم تكن مدينة قط بل كانت قارة بأكملها تربعت في منتصف المحيط الأطلسي. أما بالنسبة لاختفائها فقد اختفت نتيجة لغرق مفاجئ حل في هذه القارة. وهذا الكلام بشكل بديهي يعتمد على وجود أطلانتس بالفعل وأن هذه المدينة أو هذه القارة كما أشارت النظرية ليست من وحي خيال أفلاطون. وهذا ما أكده الكاتب دونيلي في كتابه الذي شرح فيه مطولاً حول نشأة هذه المدينة واختفائها وحضارتها وأيضاً إنجازاتها.
وهناك العديد من النظريات الأخرى حول اختفاء هذه المدينة. أما بالنسبة لدلائل وجود هذه المدينة فهي بالفعل قد تعددت أيضاً. وقد أجمع جميع من كتب عن أطلانتس الأسطورية أنها وقعت في المحيط الأطلسي بل في أعماق المحيط الأطلسي.
دلائل حول وجود مدينة أطلانتس المفقودة في أعماق المحيط الأطلسي
- أولاً: تم العثور على سور يبلغ طوله حوالي 120 مئة وعشرين كيلو متراً مربعاً في أعماق المحيط الأطلسي. ومن ثم اعتقد الكثير أنه يعود إلى بقايا المدينة الأسطورية أطلانتس وأنه أحد الأدلة التي لا يمكن إنكارها على أن حضارةً من الحضارات قد قامت هنا. إلا أن كتب أفلاطون ونظرياته وأيضا كتب دونيلي تذكر نفس المكان الذي وجد فيه هذا السور فما السر وراء تلك الصدفة الغريبة يا ترى.
- ثانياً: الخرائط القديمة وأشهرها خرائط البحار الشهيرة كولومبس والذي هو كما يعرف الجميع البحار الذي اكتشف أميريكا وبالتأكيد لا يوجد شك بخرائط هذا البحار إلا أنه من الغريب ملاحظة جزيرة كبيرة في المحيط الأطلسي وغير موجودة الآن على أرض الواقع فما هذه الجزيرة المفقودة التي وجدت بالفعل في تلك الخرائط القديمة إلا أنها الآن غير موجودة. فأجاب البعض قائلاً إنها وبكل بساطة مدينة أطلانتس.
- أما ثالث دلائلنا: هو تيار الخليج. هذا التيار الذي ينبع من أميريكا ويذهب متجهاً إلى أوروبا إلا أن الجميع يعلم بأنه ينقسم إلى قسمين في المحيط الأطلسي ولكن لماذا يا ترى. فأجاب البعض من جديد أن السبب هو وجود مدينة أطلانتس والمفقودة في الوقت الحالي.
وتعددت الروايات والحكايات والنظريات والدلائل لتبقى هذه المدينة الأسطورية لغز التاريخ الذي حير الكتاب والجغرافيين وأجمل أماكن الأرض التي لربما وجدت في يوم من الأيام وفي أحد الأزمان.