أشياء لا يستطيع الذكاء الاصطناعي فعلها مهما قد امتلك من قدرات

لا شك عند ذكرنا لمصطلح الذكاء الاصطناعي يتصور في أذهاننا الروبوتات والإنسان الآلي ونستحضر أفلام الخيال العلمي التي حذرت بشكل مبطن من امتلاك هذه الروبوتات لقدرتها على السيطرة على العالم. فهل وصل تطور الذكاء الصناعي إلى هذه الدرجة؟ هل لدينا القدرة على تسليم كل الأعمال للروبوتات؟ للأسف مازالت هذه الأفكار مجرد خيال ففي هذا المقال سنتعرف على أشياء لايستطيع الذكاء الاصطناعي فعلها مهما امتلك من قدرات.

الذكاء الاصطناعي في الخيال والواقع

وبينما قد تصور أفلام هوليود وروايات الخيال العلمي الذكاءَ الاصطناعي على أنه هو عبارة عن روبوتات وهي شبيهة بالإنسان وستسيطر على العالم وتقضي على البشرية بشكل كامل. فإن التطور الحالي لتقنيات الذكاء الاصطناعي هو ليس مخيفا، أو ذكيا إلى هذا الحد الكبير. وبدلا من ذلك، هو تطور الذكاء الاصطناعي وذلك ليوفر العديد من المزايا المحددة في كل من صناعة وذلك بما يخدم البشرية ويساعد على تقدمها وتطورها وازدهارها.

كما وذكرت دراسة نشرتها منصة “ساينس دايركت” (Science Direct) مؤخرا أن الذكاء الاصطناعي قد برز كأولوية تكنولوجية عليا للشركات والمنظمات على مدى وطول السنوات القليلة الماضية. ومدفوعا إلى حد كبير بتوافر وتجهيز البيانات الضخمة وظهور تقنيات جديدة أيضا وبنية تحتية متطورة جدا. وذكرت أيضا الدراسة أن عدد المنظمات والشركات التي قد تطبق الذكاء الاصطناعي هما بنسبة 270% من السنوات الأربع الماضية.

ولا عجب أيضا فالذكاء الاصطناعي هو قادر على توفير ووجود مزايا تنافسية كبرى لهذه الشركات الموجودة في سوق العمل، وهو أيضا مفيد في إنشاء بنى تحتية تكون أكثر كفاءة، وإحداث تأثير إيجابي أيضا على مناحي الحياة كافة. ولهذا السبب قد تعمل البلدان والحكومات على صياغة وتصميم إستراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي وذلك لضمان عدم تفويتها وضياعها حيث يتمتع بالقدرة الكبيرة على تقديم نشاط اقتصادي عالمي وإضافي بحوالي 13 تريليون دولار وذلك بحلول عام 2030. أو حوالي 16% من إجمالي الناتج المحلي والتراكمي مقارنة باليوم الآن وكما ذكرت مجلة فوربس في تقرير لها مؤخرا.

وأيضا في الحقيقة، فإن العالم كان قبل الذكاء الاصطناعي ليس ذات العالم بعده فالتغير قد يطال كل شيء حولنا. ويصل أيضا إلى كل القطاعات ليغيرها بشكل نهائي، فحيث يمكنه المساهمة في تحسين كل منتج بشكل أفضل. وفي الواقع أيضا فإن الذكاء الاصطناعي هو قادر على تحويل وتغيير مستقبل البشرية للأفضل إذا ما أُحسن استخدامه بشكل أفضل.

الذكاء الاصطناعي

لكل شيء حدود حتى للذكاء الاصطناعي

ومع كل ذلك أيضا فإن هناك حدودا لما يمكن أن قد يصل الذكاء الاصطناعي إليه، وما يمكن وما لا يمكنه فعله حتى. من مثل قدته على التحليل والتفكير بالقياس بما يفعل البشر، وذلك أيضا كما ذكرت الدكتورة المدعووة كلير ستيفنسون. بالإضافة إلى الأساتذة ممن يساعد طرق التحليل النفسي في كلية العلوم الاجتماعية ضمن جامعة أمستردام. قالت أنه يمكن للذكاء أن يحلل الكثير من المعلومات بطريقة أفضل من البشر ولكن هذا الذكاء لا يوازي قدرة البشر على التفكير والقدرة على القياس. ويعتبر أيضا هذا النوع من التفكير المنطقي المبني والمؤسس على السبب والنتيجة وهو أعظم قوة للذكاء البشري. فحيث يمكن للبشر بالتفكير في حلول لمشاكل جديدة من الممكن أن تواجههم في الحياة،وذلك قياسا على مواقف سابقة وهي شبيهة حدثت في الماضي. وهذه القدرة أيضا غائبة فعليا عن الذكاء الاصطناعي”.

وفي هذا السياق أيضا، قد ذكرت منصة “أناليتكس إنسايت” (Analytics Insight) 5 أشياء لا يستطيع الذكاء الاصطناعي أبدا فعلها مهما أوتي ووجد من قوة وقدرات. وهي:

اتخاذ قرارات أخلاقية

قد اعتاد الناس على اتخاذ قرارات أخلاقية فورية وذلك بناء على تحليلهم السريع لمحيطهم. وعلى الموقف الذي يجدون أنفسهم فيه. ومع ذلك، لا تستطيع أبدا الآلات القيام بذلك حيث قد يتخذ الذكاء الاصطناعي القرارات بناء على البيانات التي قد تمت تغذيته بها والقواعد التي يتم توجيهه خلالها. وبالرغم من أن الآلات يمكن أن تمتثل وتتبع للقانون تماما، فلا يوجد أبدا ما يضمن أن هذا الذكاء سيكون عقلانيا. و يراعي الجانب الأخلاقي عندما يتخذ القرارات المهمة.

الاختراع المبني على الإرادة الذاتية

ومن الناحية العلمية، قد نما المجتمع البشري وتطور الإنسان ببطء خلال ملايين السنين وحتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن. ففي هذه المسيرة الطويلة قد اخترع البشر الكثير من الأشياء بناء على حاجتهم. ومن المحراث وحتى المركبات الفضائية. و بالرغم من أن الآلات مصممة لتقليد البشر. ولكن فإنهم لا يستطيعون ابتكار أي شيء وهو بناء على إرادتهم الخاصة، فكل ابتكاراتهم هي موجهة ومصممة من قبل الإنسان. وما يحتاجه.

التعلم من خلال التجربة

وكما ذكرنا، قد تعلم البشر وابتكروا الأشياء أثناء نموهم وتطورهم وكبرهم، ولكن الذكاء الصناعي مختلف فحيث تتم تغذية الآلات بالبيانات وغيرها بدلا من أن تتعلمها أو تدركها مع الزمن. ولذلك، لا يوجد في الذكاء الاصطناعي أي شيء اسمه التعلم من التجربة إلا أنكان ضمن نطاق محدود جدا ومبرمج مسبقا.

كتابة البرامج الحاسوبية

كما وتتطلب كتابة البرامج الحاسوبية فهما عميقا جدا للعالم الحقيقي، والقدرة على تحويل كل تلك التعقيدات إلى قواعد، و بالرغم من تحقيق الكثير من التقدم  من القوة الحسابية، فلا يمتلك الذكاء الصناعي أبدا القدرة على الفهم العميق للعالم الحقيقي فبحيث يؤهله لكتابة برنامج حاسوبي بوحده دون أي تدخل بشري.

الإجابة عن الأسئلة المحيرة

كما ويُعرف الذكاء الصناعي جيدا بقدرته الكبيرة على حل المشكلات، وتقديم إجابات تعتمد على البيانات أيضا، فقد يستغرق البشر أياما وشهورا لكي يكتشف الحل الذي يقدمه الذكاء الصناعي بسرعة فائقة وذلك خارج نطاق القدرة البشرية، وبالرغم من ذلك فلا يمكنه أبدا حل بعض الأسئلة المحيرة مما ما يعرف علميا بمشكلة تدعى هيلبرت العاشرة (Hilbert’s 10th problem) فلم يستطع أبدا الذكاء الصناعي حل هذه المعضلة.

تابع ملهمون فلعلك تكون ملهمًا يومًا ما.

قد يعجبك ايضا