طرق حل المشاكل | في حياتنا مشكلة، ما حلُّها؟

“لو كان حلّ المشاكل بالهروب، لكانت الكرة الأرضية كوكب مهجور” هكذا قال الشاعر نزار قباني. “الهروب تلتين المراجل” كما يقولون، إلا أنه غير مطلوب في حل المشاكل، ومن ناحية أخرى، من منا لا يتعرّض في حياته للمشاكل أو للعثرات والأخطاء؟، ومن هو الذي يعيش دون أن يواجه التحديات والصعاب أمامه؟. فالحياة بلا مشاكل، كالطعام بلا ملح، أي ليس له طعم، والأجدر بنا أن نجد حلولاً تساعدنا على تجاوز تلك المشاكل، لا الانتظار والبكاء على الأطلال ونحن لا حول لنا ولا قوة. في البداية دعونا نتعرّف على معنى المشكلة من المنظور الفلسفي، تابع معنا.

تعريف المشاكل

هي ذاك العائق في طريق تحقيق هدف واضح. زيادة على ذلك هو الذي يجعل الإنسان في حيرة من أمره، وفي حالة توتر وقلق، مما يدفعه في البدء بالبحث عن الحلول الملائمة. وبصفة عامة تنقسم المشاكل إلى :

  • المشكلة البسيطة: والذي يميزها بأنها معروفة، و واضحة المعالم والأسباب، وسهلة الحل.
  • أما المشكلة الصعبة: وهي التي تكون متداخلة مع مشكلة أخرى، وكأنهما مشكلة واحدة كبيرة، وإيجاد حل لها صعب، لكن ليس بمستحيل.
  • المشكلة المعقّدة: تتكون من عدة مشاكل متداخلة فيما بينها، وتحتاج إلى أكثر من حل إبداعي، ويلزمها استشاريون اجتماعيون للمساعدة في إيجاد حلول مناسبة.

    مفتاح أي مشكلة هو حلها
    مفتاح أي مشكلة هو حلها

طرق حل المشاكل

إن حل أي مشكلة يعتمد على العقل أولاً، وعلى الصبر الشديد ثانياً، وفي الحقيقة ليس هناك مشكلة دون حل، إليك عزيزي القارئ أهم النقاط الأساسية لحل المشكلات:

معرفة نوعية وماهيّة المشكلة من طرق حل المشاكل

قبل إيجاد أيّ حل، علينا تحديد ماهيّة المشكلة وأبعادها، سواءً على الصعيد الحالي أو المستقبلي.
من جهة أخرى إن جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات التي تخصّها، لجعل الصورة أوضح وأعمق، هو شيء مهم، فليس من المعقول، أن تكون مشكلة عدم إيجاد وقت للنوم، بذات عظمة مشكلة تهديد حياتنا من قبل مجرم.

تحديد الهدف المطلوب من حل المشكلة

علينا أن نعرف تماماً ماهي فائدة حل هذه المشكلة، لاسيما على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد العام أيضاً.
وما هي تلك الإنجازات الذي ستتم تحقيقها عند إيجاد الحل؟ .
وبالتالي ما هي حجم الخسائر التي سنحصدها، مقابل إيجاد الهدف النهائي، الذي سنحصل عليه عند حل هذه المشكلة وما هو الوقت المطلوب الذي يحتاجه لحلّها.

معرفة المسبّبات من طرق حل المشاكل

إيجاد أسباب حدوث المشكلة يعد من أهم طرق الحل، على وجه التحديد أن نعلم هل المشكلة سببها نحن، أم الآخرون، أم الأماكن، أم المحيط بشكل عام.

جعل المشكلة بسيطة قدر الإمكان

كلما تم تبسيط المشكلة وتحليلها، بالتالي ازدادت نسبة إيجاد الحلول بسرعة، علاوة على ذلك، لا بأس أن تقوم بالتركيز جيداً والتريّث التام، أثناء تحليل المشكلة إلى عدة عوامل مبسّطة، للوصول إلى الجذر الأساسي لها.

المواجهة والتحدّي من طرق حل المشاكل

بعد تحليل المشكلة إلى عواملها الأساسية ، من المهم أن نواجهها بكل شجاعة وإصرار، على وجه الخصوص عندما نجد سبب المشكلة، نحاول أن نغضّ النظر عن الحل، ونحاول الهروب منه، فليس الهروب هو الحل مهما بدت المشكلات معقدة.

استخدام لغة تفكير إيجابية

إن العقل الإيجابي يحفّز الأفكار، بصورة شاملة، أن تكون أكثر إبداعاً في إيجاد الحلول للمشاكل، واستخدام مصطلحات اللغة الإيجابية، يساعد كثيراً في دعم الحلول التي وجدتها، على سبيل المثال ( أنا قادر على إيجاد حل – الحلول موجودة لكن عليّ الاستمرار…الخ).

قد يهمك أيضاً معرفة: نموذج التركيز والإدراك

تنفيذ الحلول المطروحة ومتابعتها

إيجاد الحل أمر في غاية الأهمية، لكن تنفيذه هو الأهم. مهما اعتقدت أنك اخترت حلاً خاطئاً، لا تيأس بل اقترح الحلول على من تثق بهم، ونفّذها معهم إن أمكن.

تحليل المشاكل
تحليل المشاكل

أهمية الحصول على مهارة حل المشاكل

إن الانسان يحتاج لوجود المشاكل في حياته كي يصقل شخصيته ويزداد خبرة. وبالتالي إن استطاع تجاوز عدة مشاكل قد واجهته، فهذا يعدّ اكتساب مهارة رائعة. إليكم أبرز نقاط أهمية الحصول على هذه المهارة:

  • تطوير الأداء: إن الأداء المستخدم في حياتنا مبنيّ على شخصيتنا. في بداية مشوارنا المهني، قد يكون الأداء شبه ضعيف بناءاً على الخبرة الضئيلة. ولكن عندما نواجه المشاكل ونجد حلول لها، يصبح الأداء الخاص بنا على قدر من الذكاء والقوة.
  • التقاط الفرص المناسبة: إن مهارة إيجاد حلول للمشاكل لا تقتصر فقط على تنمية الأداء، بل أيضاً تساعد على توسيع أُفق التفكير في اقتناص الفرص المطروحة أمامنا، ونصبح أكثر وعياً لنختار أفضلها.
  • التنبؤ بالمخاطر: إن تعرضنا للمشاكل يجعلنا أكثر انتباهاً وتوخّياً للحذر، ويساعدنا أيضاً في التنبؤ بالمخاطر، التي ستأتي مستقبلاً قبل حدوثها.

طرق تطوير مهارة حل المشكلات

إن أعجبتك أهمية مهارة حل المشاكل في حياتنا، سوف تسأل نفسك كيف من الممكن أن تطور هذه المهارة وتجعلها نقطة قوة لديك، إليك أبرز الطرق المهمة

مفتاح أي مشكلة هو حلها

قراءة الكتب البوليسية

من الممكن أن تكون نوعية هذه الكتب لا تجذب اهتمامك ولكنها من أهم ما يحفّز الدماغ، ويستفزه كي يجد حلول وأسباب جرائم القتل أو السرقة المطروحة ضمنها. وأهم الروائيين في هذا المجل ( أجاثا كريستي ، آرثر دويل ، غاستون ليرو ، جون لو كاريه )

حل الألغاز وألعاب العقل

إن حل الألعاب الذهنية والألغاز يُعدّ من أهم طرق تطوير المهارات في إيجاد الحلول، لأن الألغاز تجعل العقل يفكر أكثر، ويحاول أن يقدّم أبرز الحلول الممكنة. كما أن أفضل الألعاب الذهنية لتنمية القدرات العقلية هي ( الكلمات المتقاطعة ، الشطرنج ، ألعاب تركيب القطع، إيجاد الأزواج المتطابقة).

قد يهمك أيضاً الاطلاع على أنواع الذكاء

خرائط ذهنية مساعدة في حل المشاكل

الخرائط الذهنية

حيث تعتبر هذه الخرائط، وسيلة هامة للتعبير عن المشكلة، وشكلها بأسلوب مرئي واضح للعيان. وهذه الطريقة تسهم في التعرّف على كل عناصر المشكلة، وتحفّز وتشجع العقل على التفكير الإبداعي، وإيجاد الحلول المتنوعة.

في النهاية تبقى المشاكل ملح الحياة، والجدير بنا أن نكون على قدر من الوعي الكبير، كي نجد أنجح الحلول لها. ومهما اشتدت علينا المحن، علينا أن نتذكر بأن الحياة مدرسة لكل مجتهد، تعطينا وتعلّمنا باستمرار، كي نحصل على الخبرة اللازمة لتجاوز الصعاب. وبالعقل والحكمة نحن قادرون على تجاوز كل ما يعترضنا، فالحكماء والعقلاء هم فقط من يجد أن المشاكل مؤقتة مهما طال الزمن.

تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما
قد يعجبك ايضا