تأثير الأفلام الإباحية على دماغك | إدمان العصر

قبل كل شيء يجب أن نقول إننا في مدونة ملهمون لا نحكم عليك أخلاقياً في حال كنت تهوى الأفلام الإباحية. كما أننا نحترم المعتقدات الدينية للجميع. لكننا اليوم سوف نستعرض حالة دماغك تحت تأثير الأفلام الإباحية من وجهة نظر العلم المحايد.

دماغك تحت تأثير الأفلام الإباحية في فترة الوباء

مع فرض حظر التجوال بسبب انتشار وباء كورونا ازداد شعور الناس بالملل والإحباط. بالإضافة إلى التوتر والقلق من الأوضاع الغير أكيدة والمستقبل الغامض خصوصاً مع تسريح آلاف العمال. نتيجة لذلك يلجأ العديدون إلى المواد الإباحية كنوع من التخفيف من الضغط النفسي والتأقلم مع مشاعر الاكتئاب والقلق أو إيجاد متعة سريعة. مما يخضع دماغك تحت تأثير الأفلام الإباحية بشكل أكبر.

تأثير الافلام الاباحية

وتستغل صناعة الافلام الاباحية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات هذا الامر بتقديم محتوى مدفوع بشكل مجاني لتشجع على الاستهلاك الزائد. وتكمن المشكلة في هذا الأمر في احتمال حصول اعتمادية نفسية على جرعات المتعة السريعة والتي قد تتحول إلى إدمان بسرعة. وهذا ما يؤكد عليه عالم الأعصاب الهولندي ميركيرك:

من بين جميع المواد الإدمانية على الانترنت تعتبر الافلام الاباحية أكثر المواد قابلية للادمان

وهو ادمان يسبب الكثير من القلق والتوتر والشعور بالذنب خصوصاً إذا كنت من النوع المتدين. ويمكن تجنب كافة هذه المشاعر السلبية إذا عرفت كيف يعمل دماغك تحت تأثير الافلام الاباحية.

تتغير حياتك عندما تدرك كيفية عمل دماغك. فالمعرفة تلغي الشعور بالذنب عندما تدرك أن بعض المشاعر وأنماط السلوك لها أسس بيولوجية

وقبل الخوض في تفاصيل أكبر حول تأثير الافلام الاباحية النفسي والعقلي يجب أن نتذكر أهمية مقاومة الادمان. فالافلام الاباحية تلغي الحاجة إلى الاشباع والرضى في العلاقات الجنسية الحقيقية. وهنا تكمن المأساة الحقيقية لأن الحميمية الجنسية مع شريك الحياة هي واحدة من أجمل التجارب التي قد نخوضها كبشر.

إدراك تأثير الأفلام الإباحية

يمكن لهذه المعرفة حول تأثير الافلام الإباحية أن يساعد الكثير من الناس على تجاوز المشاكل النفسية والجسدية التي يسببها الإفراط في مشاهدة الأفلام الاباحية. وتوجد حتى الآن 85 دراسة وصلت إلى الارتباط بين الآثار السلبية على الصحة العقلية والعاطفية وإدمان الأفلام الإباحية. وتتراوح هذه الآثار بين التشتت الذهني والتوتر الاجتماعي وصولاً إلى الاكتئاب وسوء تقبل شكل الجسد والذكريات السيئة. حيث تملك الأفلام الإباحية أثراً بالغ السوء على كيفية إدراكنا لأجسامنا.

ربما تظن أن مشاهدة الافلام الاباحية من وقت لآخر أمراً غير ضار. وهذا صحيح في بعض الحالات. لكن حتى ثلاثة ساعات فقط أسبوعياً من استهلاك المواد الإباحية يمكن أن يترك أثراً ضاراً على الدماغ. بمعنى آخر تسبب الأفلام الإباحية نقصاً ملحوظاً في في المادة الرمادية المخية في مناطق أساسية وهامة في الدماغ. وهذه المادة المادية تحتوي على كافة الوصلات العصبية بين الخلايا. مما ينتج عنه تغيراً في أنماط السلوك والمزاج. حيث يؤدي الاستهلاك المفرط والمستمر للمواد الإباحية إلى اضطراب الصحة العقلية والاستخدام القسري بل وحتى الإدمان. وهذا ما يجعل تأثير الأفلام الإباحية كبيراً على جوانب عديدة من الحياة الشخصية للإنسان بل وحتى على رغبته في تحقيق الأهداف والطموحات. وقد تحدث من يعانون من الإدمان عن شعور بالخدر واللامبالاة تجاه متع الحياة الصغيرة اليومية.

تأثير الافلام الاباحية

العلاقة بين الأفلام الإباحية والصدمات النفسية

على الرغم من أن الأفلام الإباحية قد تكون ذات أثر ضار بحد ذاتها. إلا أن بعض الذين عانوا من صدمات ورضات نفسية من قبل يلجؤون إلى الأفلام الإباحية لكي يهدئوا أنفسهم من أثر هذه الصدمات السابقة. وفي هذه الحالة يحتاج الناس إلى العلاج النفسي كي يعيدوا التواصل مع أجسادهم وأنفسهم بدلاً من اللجوء إلى أساليب تأقلم غير صحيحة وغير مناسبة.

وهذا ما ذكره عالم النفس السريري باسيل فان دي كولك في كتابه “جسدك يتذكر كل شيء”. ووفقاً لما ذكره دي كولك توجد عدة أساليب للعلاج وفقاً لأنماط وأنواع الصدمات النفسية التي يمر بها الإنسان. وفي مقدمتها اليوجا والتأمل.

تأثير الأفلام الإباحية على النواحي المختلفة من الشخصية

ينتشر تأثير الأفلام الإباحية ليشمل عدة جوانب اجتماعية وصحية

تأثير الأفلام إباحية على الحياة الاجتماعية

  • انسحاب وعدم رغبة بالنشاط الاجتماعي
  • عيش حياة سرية مضطربة
  • الكذب وخداع الآخرين
  • الأنانية
  • تفضيل الأفلام الإباحية على الشركاء العاطفيين

تأثير الأفلام الإباحية على المزاج

  • الشعور بالانزعاج والتوتر
  • الشعور بالغضب والإحباط
  • تقلبات المزاج
  • توتر وخوف دائم ومفرط
  • الشعور بالعجز تجاه الأفلام الإباحية

التعامل مع الناس كغرض جنسي

  • الحكم على الناس من شكلهم فقط
  • عدم احترام الناس وحقهم بالخصوصية والأمان
  • اللامبالاة تجاه السلوك المؤذي جنسياً

الاضطراب السلوكي

  • مشاهدة الأفلام الإباحية في العمل أو المدرسة
  • مشاهدة المواد الإباحية الخاصة بالأطفال
  • سلوك جنسي مهين أو مؤذي أو غير آمن
  • بيع المواد الإباحية وتوزيعها

كراهية الذات

  • الانفصال عن القيم والمعتقدات والأهداف الشخصية
  • فقدان الصدق والنزاهة
  • قلة احترام الذات
  • إحساس مستمر بالعار والخجل

تأثير الأفلام الإباحية الإدماني

وفي حال استمر الاستهلاك المفرط للمواد الإباحية قد يصل الشخص إلى مرحلة الإدمان. حيث يصل تأثير الأفلام الإباحية إلى أقصى مدى له. ويتميز بصعوبة ضبط النفس والتفكير بالأفلام الإباحية طوال الوقت. بالإضافة إلى الشعور بالانزعاج عند الحرمان من الأفلام الإباحية فيما يعرف بأعراض الانسحاب. أما أخطر ما في الموضوع فهو ارتباط تأثير الأفلام بقلة فهم الدافع الجنسي وسلوك التحرش والاغتصاب في المواعيد الغرامية مع الشريك.

في الختام نقول أن المواد الإباحية قد أصبحت إدمان العصر نظراً لأنها متاحة وكثيرة. ويبقى توجيه المجتمع والأسرة هو الأهم في التعامل المناسب والجيد معها، خصوصاً أن المراهقين باتوا يشاهدونها الآن من أعمار صغيرة جداً على تتعدى العشرة سنوات.

لمزيد من التفاصيل يمكنك قراءة كتاب دماغك تحت تأثير الإباحية لعالم الأعصاب جاري ويلسون

ملهمون

تابع ملهمون لعلك تصبح ملهماً يوما ما

قد يعجبك ايضا