بعض التجارب تكون مكلفةً جداً، بل إنها قد تقلب حياتك رأساً على عقب ومن هذه التجارب تعاطي المخدرات. نعم، قد نغض الطرف في بعض الأحيان عن تجارب أبنائنا رغم يقيننا بالنتيجة، إيماناً منا بأن التجربة قد تكون الدرس الأكثر فائدةً وإقناعاً لجيل الشباب. لكن هل يعلم المراهق أن بعض الأشياء لا تحتمل التجربة؟ لحظات ضعف، مجاملة في غير مكانها، أو إجابة بنعم في موقف يتطلب أن يدفع بعدها ثمناً باهظاً للخروج من هذا المستنقع. المراهقون هم الفئة الأكثر عرضة لتعاطي المخدرات، ويعود ذلك لعدم اكتمال النمو العقلي والعاطفي لديهم. يقدم ملهمون معلومات هامة عن تعاطي المخدرات لدى الشباب وأسبابه واجراءات الوقاية منه.
المحتويات
إدمان وتعاطي المخدرات
إدمان المخدرات،هو اضطراب عقلي وذهني مزمن، يتصف برغبة قهرية بتعاطي أحد أنواع المخدرات بشكل مزمن وانتكاسي، مع الفشل في مقاومة استخدامها على الرغم من المضاعفات الصحية لذلك، والأضرار التي تسببها على الدماغ ولتعاطي المخدرات تأثيرات ومضاعفات سلوكية واجتماعية.
يبدأ الأمر عادةً من تجربة المادة المخدرة، ثم الاعتياد على تناولها، وفي النهاية دخول مرحلة الإدمان.
الدراسات العالمية توضح أن نحو 271 مليون شخص أو ما يعادل 5,5% من سكان العالم الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 سنة قد استخدموا المواد غير المشروعة (ما عدا الكحول) مرة واحدة على الأقل في عام 2017، وأن نحو 585 ألف شخص ماتوا نتيجة تعاطي المخدرات.
أنواع المخدرات:
- مخدرات من مصادر طبيعية كالقات، الأفيون، المورفين، الحشيش، الكوكايين، وغيره.
- مخدرات من مصادر صناعية كالهيروين والامفيتامينات إضافة إلى الحبوب المخدرة وعقاقير الهلوسة والمذيبات الطيارة.
الأسباب النفسية لتعاطي المخدرات :
تشكل العوامل النفسية الجزء الأكبر من أسباب تعاطي المخدرات وأبرزها:
- ضعف الوازع الديني والأخلاقي.
- الوضع العائلي غير المستقر كالتفكك الأسري والإهمال أو الفوضى في المنزل أو وجود سوابق عائلية للتعاطي.
- التعرض لضغوط نفسية أو جسدية شديدة. كفقدان أحد الوالدين فقدان العمل، خسارة أحد المقربين، التجارب العاطفية للفاشلة، كذلك التعرض للإيذاء جسدياً أو جنسياً والشعور الدائم بالقلق والتوتر.
- الإصابة بمرض عقلي أو نفسي كالاكتئاب. فيتم اللجوء إلى المخدر كوسيلة للهرب من الحزن والاكتئاب، والعيش ساعات طويلة في عالم آخر غير واقعي.
- ضعف القدرة على التواصل وعدم وجود علاقات الاجتماعية، إذ يمكن للعلاقات الاجتماعية السيئة، سواء ضمن نطاق العائلة، أو الأصدقاء، أو في العمل أن تكون سببًا في البدء بتعاطي المخدرات، فالأشخاص الذين يعيشون في محيط تكثر فيه المشاكل والخلافات العائلية، غالبًا ما يكونون أكثر عُرضة لخطر تعاطي المخدرات
- تقليد الأصدقاء. أصدقاء السوء قد يكونون من أهم العوامل التي تزيد من خطر إدمان المخدرات لدى المراهقين والشباب، إذ أن مصاحبة المتعاطين والخروج معهم يزيد من الضغط على المراهق، مما يجعله يضطر لتجربة المخدرات، وبالتالي التعرض لخطر الإدمان.
- البطالة والفراغ والشعور بالفشل والتي تنتج عن الوضع الاقتصادي وضعف الأداء المدرسي أو في العمل.
- الميل الشخصي للتعاطي توجد فئة من الأشخاص خاصة الشباب يميلون إلى إدمان المخدرات رغم عدم وجود أي مشكلة أو نفسية، وهو ما يسمى التربة الإدمانية. وتزداد تلك الميول في حالة إن كان الشخص محاطً بالمتعاطين .
- الرغبة في التجربة فالمراهقين أكثر عُرضة للانخراط في السلوكيات الخطرة، وتجربة كل ما هو جديد وغريب.وقد تكون الرغبة في التجربة هي أول خطوة في طريق الإدمان.
- الجهل بمخاطر المخدرات وتأثيرها، فبعض حالات التعاطي تبدأ على سبيل التسلية، والهروب من المشاكل .
الوقاية من الإدمان وتعاطي المخدرات؟
يمكن اللجوء الى بعض الإجراءات الوقائية البسيطة، والتي تشمل:
- اتباع تعليمات الطبيب بحذافيرها حول تناول الأدوية، والالتزام بالجرعة اليومية، ومدّة الاستخدام. ومتابعة مخزون جميع الأدوية التي يصفها الطبيب والأدوية المتاحة بدون وصفة الموجودة في منزلك.
- توطيد علاقة الوالدين مع الأطفال، وتعزيز النقاش، بالإضافة إلى التحدّث معهم حول مخاطر المخدرات ، والحرص على أن يكون الوالدين قدوة حسنة لأطفالهم.
- التوعية من خلال المحاضرات والبرامج ، تشمل العائلة والمدرسة والمجتمع ووسائل الإعلام.
- التعرف على أنشطة المراهقين. وتشجيع المراهق على المشاركة بالأنشطة التي يميل إليها ويشرف عليها الراشدين كبعض الرياضات مثلاً
- تحديد القواعد الواجب اتباعها خارج المنزل، كمغادرة المناسبات التي قد تتضمن تعاطي المخدرات، وعدم دخول الأوساط التي تتضمن المتعاطين، مع توضيح عواقب الأمر.
- الانتباه واليقظة ومراقبة أصدقاء ابنك المراهق. فوجود صديق يتعاطى المخدرات، قد يجره إلى تجربتها هو الآخر..
- توفير الدعم والتشجيع . ومنحه الشعور بالنجاح والإنجاز. فالارتباط القوي بينك وبين المراهق يساعد على حمايته من تعاطي المخدرات.
كيف أعرف ما إذا كان ابني يتعاطى المخدرات؟
عليك الانتباه لبعض العلامات التي قد تكون إشارة تحذيرية منها:
- التغيير المفاجئ أو الشديد في الأصدقاء أو عادات النوم والغذاء أو المظهر البدني أو الأداء المدرسي.
- فقدان الاهتمام واللامسؤولية في السلوك وضعف القدرة على اتخاذ القرارات.
- الانعزال عن الأسرة.
- زيادة غير مبررة في طلب النقود.
- وجود عبوات أدوية أو أدوات المخدرات في غرفة ابنكَ المراهق بدون مبرر.
ماذا أفعل إذا كان ابني يتعاطى المخدرات؟
بعد الانتقال من مرحلة الشك الى مرحلة اليقين، بإمكانك القيام بما يلي:
- تحدث معه.في الوقت المناسب التدخل قبل الأوان. يمكن أن يحول استخدام المخدرات العارض إلى استخدام مفرط أو إدمان والتسبب في الكثير من المشاكل.
- شجّع الصدق. تكلم بهدوء عن شكوكك واستعن بالحب والاهتمام. وتحقق من الإجابات .
- ركز على نبذ الفكرة واحتواء المراهق. أكد على أن تعاطي المخدرات أمر خطير لكن يمكن للمراهق الإقلاع عنها وبدء حياة جديدة.
- تابع بشكل مستمر. خصص مزيدًا من الوقت لابنك المراهق وناقش معه تفاصيل يومه.
- احصل على مساعدة من أخصائي أو طبيب نفسي أو استعن بمقدمي الرعاية الصحية.
تابع ملهمون فلعلك تكون ملهمًا يومًا ما.