الشاعر نزار قباني | تعرف على حياته وعلى أهم أشعاره

إلى يومنا هذا مازالت كلمات الشاعر نزار قباني تتدفق في أعماقنا تلامس أرواحنا. كانت كلماته بمثابة صور مجدولة، صيغة محبوكة، موسيقى تصدح في عقول وقلوب كل عاشق محب للمرأة، محب للجمال، محب للحياة.

من منا لم يسمع باسم الشاعر نزار قباني العظيم. شاعر العصر الحديث. كنت أقرأ ذات يوم في ديوان له واستوقفني بيت من قصيدته.

“عند ما كانت تموت بيروت بين ذارعي

كسمكةٍ اخترقها رمح

جاءني هاتف من دمشق يقول:

أمك ماتت.

لمّ أستوعب الكلمات في البداية

لم أستوعب كيف يمكن أن يموت السمك كله

في وقتٍ واحد.”

إن الكثير من الشعراء كتبوا عن بيروت وعن دمشق. ولكن هنا نزار في هذا البيت في التحديد بلغ حد الجمال يلامس الخيال، يعانق السماء التي بوسطها تشع الشمس.

 

نبذة عن الشاعر نزار قباني

هو شاعر سوري ودبلوماسي معاصر، وُلِد في عام 1923 في 21 آذار لأسرةٍ عربية دمشقية. وكان جده أبو خليل القباني يعتبر رائد من رواد المسرح العربي. درس نزار كلية الحقوق في الجامعة العربية السورية، وفي عام 1945 تخرج منها، ودخل في السلك الدبلوماسي، حتى عام 1966 استقال من العمل السياسي.

 

حياة الشاعر نزار قباني

بدأ رحلته مع الشعر عند ما كان عمره في الواحدة والعشرين. وحينها أصدر ديوان شعر باسم ( قالت لي السمراء)، واستمر في الكاتبات الأبدية أثناء عمله وبعد الإنتهاء منه، ونشر له بما يقارب 35 ديوان شعر، ومن أبرز أعماله ديوان ( الرسم بالكلمات). قام نزار بتأسيس دار للنشر في لبنان (بيروت)، لتتخصص في نشر كتاباته الأدبية بعنوان (منشورات نزار قباني). لذلك تعلق الشاعر ببيروت مثلما تعلق بدمشق أم الياسمين، وكان ذلك واضحاً في قصائده. على سبيل المثال: “بيروت ست الدنيا”، ” القصيدة الدمشقية”. أشتهر الشاعر نزار بإنه شاعر الحُب والمرأة، ولكن في عام 1967 بعد الحرب التي أطلق عليها العرب ” النكسة”، ابتعد نزار قباني عن العاطفة وتوجه في المعترك السياسي، وقد أحدثت قصيدته في ذلك الوقت ” هوامش على دفتر النكسة” ضجة كبيرة وجدالاً حاد في الوطن العربي بأكمله لدرجة أصدر قرار بمنع نشر أي من أعماله لاحقاً.

من المعروف أن الشعراء يكتبون ما يشعرون به وبما يمرون به في حياتهم، فقد مر الشاعر نزار بكثير من المأسي في حياته، لعل أكثرها شدة هي مقتل زوجته بلقيس في تفجير السفارة العراقية ببيروت، وبعدها جاء موت ابنه توفيق، والذي رثاه في قصيدة جميلة جداً ومؤثرة تحت اسم (الأمير الخرافي توفيق قباني)، وانتقل بعدها نزار للعيش في لندن حتى توفي في عام 1998 في 30 نسيان ودُفِن جثمانه في دمشق.

 

كتابات الشاعر نزار قبَّاني

كانت أغلب كتابات الشاعر نزار في البداية عن الحب. لذلك أطلق عليه لقب شاعر الحُب، وأيضاً لُقِب باسم آخر شاعر المرأة، نظراً إلى معظم كتاباته التي كانت تتغزل في المرأة.

وإن قصائده الشعرية والنثرية مازالت إلى الآن متدثرة في أبيات وقصائد العديد من شعراء الجيل الصاعد. ولذلك هناك الكثير نافسوه والبعض انتقده، حيث يكاد لا يوجد شاعر لم يأخذ بشعره ويتأثر فيه. وكان لقصائده الرومانسية نصيب كبير في الشهرة حتى يومنا هذا لا تزال تُردد، ومن أبرز وأكثر القصائدة شهرة عن الشعر الرومانسي، هي على الشكل التالي:

قصيدة ”أحبك جداّ”.

قصيدة “أعنف حبٍّ عشته”.

قصّيدة “أحبك أحبك والبقية تأتي”.

 

أشعار المغناة للشّاعر نزار قبّاني

أغلب أشعاره تحولت إلى أغاني رومنسية اشتهرت كثيراً، والنصيب الأكبر من أشعار نزار قباني كانت للفنان كاظم الساهر والفنانة ماجدة الرومي. لذلك غنى البعض منها كاظم الساهر، هل عندك شك – من ألحانه التحديات – من ألحانه قولي أحبك – من ألحانه صباحك سكر – من ألحانه كل عام وأنت حبيبتي – من ألحانه يدك – من ألحانه حبيبتي والمطر – من ألحانه علمني حبك – من ألحانه زيديني عشقًا – من ألحانه أكرهها، أما ماجدة الرومي لقد غنت : طوق الياسمين – من ألحان جمال سلامة مع جريدة – من ألحان جمال سلامة كلمات – من ألحان كاظم الساهر يا بيروت – من ألحان إحسان المنذر لم تقتصر قصائد نزار قبَّاني على الفنانين الحاليِّين فقط. أما أم كلثوم فغنت: قصيدته (أصبح عندي بندقية) من ألحان محمد عبد الوهاب. وكذلك عبد الحليم حافظ غنى قصيدته (قارئة الفنجان) من ألحان محمد الموجي، وأيضاً غنت فيروز قصيدة (لا تسألوني) من ألحان الأخوَين رحباني، وغنت فايزة أحمد: قصيدة (رسالة من امرأة) من ألحان محمد سلطان.

 

الجوائز التي حصل عليها نزار قبّاني

حاز نزار قباني على عدد من الجوائز والأوسمة العالمية والعربية، ومنها:

• وسام الجمهور من المحيط الى الخليج وهو أجمل وسام ناله.
• في عام 1964م حصل على وسام الاستحقاق الثقافي الفرنسي، تقدير لجهوده في تمجيد الصلات بين الثقافة العربية والإسبانية.
• حصل على جائزة سلطان بن علي العویص لإنجهازه الثقافي العلمي. وقدمت إليه في عام 1994م في دبي في 24 آذار.
• قدم له النادي السوري الأمريكي وسام الغاز في بلدية دمشق (C,D) في عام 1994م في 24 أيار.
• قدمت له الجمعية الطبية العربية الأمريكية ولجنة الثاقفة والترك لكيفلان بونيه ميدالية التقدير الثقافي في عام 1994م.
• حصل على درع جمعية خريجي الجامعة الأمريكية في بيروت في عام 1995م في 30 تشرين الثاني.

 

 

في الختام، الشاعر نزار هو من أعظم الشعراء في العصر الحديث، وهو من اوائل الشعراء السوريين واللبنانيين الذين ذاع صيتهم بكثرة، وقد تميز نزار بأسلوبه البسيط والرائع أي بمعنى السهل الممتنع، لامس أسلوبه أوتار عواطف الكثير من الجماهير، وقام نزار بتغير ملحوظ في بناء القصيدة من حيث المضمون واللغة والشكل. لذلك جعل الشعر وسيلة يعبر من خلالها الأشخاص عن الهموم والقضايا وجميع ما يمرون به.

 

تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما