علاج الكولون العصبي | أعراضه وأسبابه

Irritable Bowel Syndrome

قال أبقراط “كل الأمراض تبدأ في الأمعاء”، لكننا نعتقد أن كل الصحة تبدأ في الأمعاء أيضًا، بدايةً يعتبر الجهاز الهضمي جهازاً هاماً في جسم الإنسان، حيث يبدأ بالفم ثم المري والمعدة وبعدها الأمعاء ثم الكولون العصبي، وأخيراً المستقيم والشرج، فهذا التعدد في الأقسام والتنوع في الوظيفة، يجعل هذا الجهاز عرضةً لطيف واسع من الاضطرابات والأمراض. والكولون العصبي (IBS) من أكثر هذه الاضطرابات انتشاراً وشيوعاً بين الناس، ويعد حالة مزمنة في الأمعاء الغليظة، مما يعطل حركة الطعام عبر الأمعاء مما يسبب الإمساك، وإذا كانت الحركة سريعة تسبب الإسهال، وبرغم أن الآلية المرضية الخاصة بتهيج القولون العصبي ما زالت غامضة، إلا أنه من الممكن علاجه، تابع معنا لنتعرف على كافة التفاصيل…

الكولون العصبي
                 ألام الكولون العصبي المتهيج 

تأثير الكولون العصبي على المريض

من أكثر الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي هي أمراض الكولون: هو مرض مزمن ماتزال الآلية المرضية غير مفهومة بشكل كامل، قديماً كان يعتقد أنه مرض وظيفي أي خلل في وظيفة الكولون دون موجودات أو تغيرات مرضية في القولون نفسه.

أسباب الكولون العصبي

حديثاً أمراض القولون العصبي محط تركيز الأبحاث والدراسات التي نتج عنها العديد من الفرضيات التي حاولت
معرفة سبب هذا المرض وكيفية علاج الكولون العصبي ومنها:

  1. الأمراض الالتهابية في الكولون.
  2. اضطراب وظيفة الكولون المناعية والحركية.
  3. الاضطرابات النفسية والتأثير المتبادل بين الكولون والدماغ.
  4. التغير في الجراثيم الموجدة بشكل طبيعي في الكولون والتي تسمى الفلورا المعوية.
علاج القولون العصبي
علاج القولون العصبي

أعراض الكولون العصبي

️ يمتاز مرض الكولون العصبي بطيف واسع من الأعراض والعلامات، ولذلك يسمى أحياناً بمتلازمة القولون العصبي أو الكولون المتهيج، وهذه الأعراض والعلامات لا تقتصر على الأعراض الجسدية فحسب بل تتعداها إلى الناحية النفسية والاجتماعية والمادي.

الأعراض الجسدية

نسبة الإصابة بالقولون بحوالي 12٪ من السكان ونسبة إصابة النساء إلى الرجال 3-1 فهو أشيع عند النساء، وتشمل الأعراض الجسدية :

  • حرقة المعدة .
  • الانتفاخ والغازات.
  • الإسهال والإمساك.
  • تناوب الإسهال والإمساك والمغص.

الأعراض النفسية

فمن أهم النواحي التي تؤثر على حياة المريض المصاب بالقولون  بعد الناحية الجسدية هي الناحية النفسية، ونتيجة الدراسات الحديثة كلها تبين أن القولون العصبي يترافق مع مجموعة من الاضطرابات النفسية مثل: القلق والاكتئاب وبالمقابل فإن الشدة النفسية والضغوط اليومية والحياتية تلعب دوراً كبيراً في إحداث نوبات الألم وزيادة شدة أعراض المرض، وهذا ما بينته الدراسات التي أجريت مؤخراً عن التأثير المتبادل ما بين الكولون والدماغ.

تم اعتماد هذا التأثير المتبادل كأحد الفرضيات لأسباب هذا المرض، ولذلك يجب الانتباه جيداً لهذه الاضطرابات النفسية وتشخيصها وعلاجها بشكل مناسب، لأن ذلك له تأثير كبير على نتائج العلاجات الأخرى لمرض الكولون العصبي، فمن الواضح أن الحالة النفسية هي سبب ونتيجة بنفس الوقت.

الأعراض الاجتماعية

بالإضافة إلى الناحية الجسدية والنفسية فإن تأثير المرض يطال الناحية الاجتماعية أيضاً، فالألم البطني والمغص المتكرر والغازات المزعجة، قد تجبر المريض على التزام بيته تجنباً للإحراج، وأيضاً نتيجة القلق أو الاكتئاب المرافق للمرض، فإن بعض المرضى قد ينطوي على نفسه ويفضل العزلة فيؤثر ذلك سلباً على علاقته بأهل بيته وأقاربه وأصدقائه.

وعلى الجانب الآخر فإن الموروث الاجتماعي من عادات وتقاليد ومعتقدات حول المرض تسهم كثيراً في شكل وشدة المرض، مثل الروايات الشعبية والأمثلة الخاطئة عن أمراض الكولون والاعتقاد أن المريض مصاب بالسرطان وقد يصل الكلام للمريض مما يزيد من قلقه ومرضه، الناحية الاجتماعية تؤثر وتتأثر بالمرض.

الأعراض المادية

الكولون العصبي مرض مزمن يمر بأطوار مختلفة ما بين تحسن وسوء الأعراض وخلال هذا الطور الطويل، فإن المرض يلقي بثقله أيضاً على الناحية المادية بشكل جلي، من خلال هذه الرحلة الطويلة للمرض فقد يَطّر المريض إلى زيارة العديد من الأطباء، والكثير من المشافي وإجراء الكثير من التحاليل، والاستقصاءات الشعاعية، وتنظير الكولون وشراء الدواء، طبعاً هذا كله يفرض تكاليف ومصاريف مادية قد تكون مرهقة على المريض وعائلته، وأيضاً فإن المريض قد يضطّر أحياناً للغياب عن عمله أو وظيفته وهذا أيضا يزيد من العبء المادي عليه وعلى أسرته.

الكولون العصبي
أعراض الإصابة بالكولون العصبي

تشخيص الكولون العصبي

عادة يعتمد على الأعراض والعلامات المذكورة وذلك بعد التأكد من أن المريض ليس لديه أي من عوامل الخطورة التالية:

  1. نزيف هضمي
  2. العمر أكثر من 50 سنة.
  3. نقص وزن مجهول السبب.
  4. فقر دم ونقص الحديد مجهول السبب.
  5. قصة عائلية متوارثة لأمراض في الكولون.
  6. تحاليل دموية تشير لوجود حالة التهابية في الكولون.

تاريخ تشخيص الإصابة بمتلازمة القولون العصبي

أعراض الكولون العصبي
تشخيص الكولون العصبي

خلال العقد المنصرم نشرت مؤشرات تساعد على تشخيص القولون العصبي تسمى مؤشرات روما وهي مجموعة أعراض نموذجية وفقاً لفحوصات وتحاليل أساسية، يتم تشخيص القولون العصبي اعتمادًا مؤشراتها وتتضمن : فحص الدم والبراز وفحوص باضعة (Invasive) في القولون، كا تنظير القولون القصير، وفي حال وجود الأعراض المناسبة وعدم إثبات دليل مرضي أو علامة تحذيرية يتوجب المتابعة في البحث والفحوصات والتحاليل على سبيل المثال :

النقص الحاد في الوزن الجسم، والحمى، وفقر الدم، يمكن تأكيد تشخيص أعراض القولون العصبي بثقة تبلغ نسبتها 98%، وقد يعاني المرضى بمتلازمة القولون العصبي، في بعض الأوقات من اضطرابات وظيفية في أجهزة الجسم على سبيل المثال : آلام المفصل والعضلات، والألم في العضلي الليفي واضطرابات وعم استقرار في النوم ومتلازمة التعب المزمن.

أمراض تصيب الكولون العصبي

هناك بعض الأمراض تصيب القولون وتسبب بالإصابة به وتتضمن:

  • الالتهابات والاضطرابات المناعية.
  • تغير النبيت الجرثومي الطبيعي للكولون.
  • لا تقتصر الأعراض على الناحية الجسدية فقط بل تشمل حياة المريض بشكل عام ومن نواحي مهمة نفسياً واجتماعياً ومادياً.

علاج الكولون العصبي

يبدأ بتحديد نمط المرض إسهال أو إمساك وكذلك التركيز على الحالة النفسية له دور كبير ويشمل علاج الكولون العصبي :

  • اتباع حمية.
  • إيقاف التدخين.
  • ممارسة الرياضة.
  • المحافظة على العلاجات الدوائية والنفسية والدعم النفسي والسلوكي.

وفي الختام، ما تزال الآلية المرضية الدقيقة لمرض القولون العصبي مجهولة تقريباً، وهناك العديد من الفرضيات الحديثة حولها، كذلك قديماً كان يعرف بأنه مرض وظيفي فحسب، ولكن حديثاً تبين أيضاً وجود بعض الإضرابات العضوية التي تصيب الكولون وتلعب دوراً في ظهور المرض وبالتالي ما تزال البحوث والدراسات قائمة حتى معرفة الأسباب الحقيقية لمرض الكولون العصبي.

قد يعجبك ايضا