يستمر مسلسل كسر عضم في إثارة ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي بالتوازي مع الجماهيرية الواسعة والنجاح اللافت الذي يحققه. مع تزاحم الأعمال الفنية التي يتم إنتاجها عربياً لتعرض في شهر رمضان. دائماً تكون الغلبة للأقوى جماهيرياً مع نسب مشاهدة عالية كإثبات لتفوق المجتهدين. هذا الموسم يبدو كسر عضم العمل الأبرز إذ استطاع فعلاً أن يكسر الحدود المتوقعة. المسلسل الذي تخرجه المبدعة رشا شربتجي في أول نص للكاتب علي معين صالح وتنتجه شركة كلاكيت أصبح حديث شريحة واسعة من الشباب محلياً وعربياً. كي لا تكون خارج الحدث، فيما يلي لمحة سريعة عن العمل وأصداء عرض حلقاته المفعمة بالتشويق.
المحتويات
قصة المسلسل
تدور أحداث مسلسل كسر عضم خلال فترة ما بعد الحرب في سورية. عن أحد المسؤولين الفاسدين وهو الحكم الصياد “أبو ريان” الذي يؤدي دوره باقتدار النجم فايز قزق حيث يستغل عمل ابنه في الجمارك لتمرير مهربات ممنوعة. في الوقت نفسه تسبب تصرفات “أبو ريان” لابنه صراعاً داخلياً مريراً ينتهي بانتحار ريان. كما تتوالى الأحداث الشيقة والحوارات العميقة مع حبك درامي بارع لتسلط الضوء على جوانب مختلفة للفساد. يشارك في بطولة العمل إلى جانب فايز قزق نخبة من الممثلين من أبرزهم :
كاريس بشار بدور “عبلة” المفجوعة بمقتل زوجها والتي تسعى للانتقام من “أبو ريان”، بالإضافة إلى القديرة نادين خوري بدور والدة ريان كذلك المتألقة ندين تحسين بك مع ظهور قوي لولاء عزام وغيرهم من النجوم.
كسر عضم وعوامل النجاح
لا شك في أن المشاهدة الواسعة التي يحققها المسلسل لها ما يبررها ولعل أهم أسبابها:
- تناول العمل لواقع الشباب في ظل الظروف الحالية والرغبة بالهجرة. مع الكثير من الإسقاطات الواقعية في الأحداث والحوارات والتي تصل في كثير من الأحيان إلى التسمية الواضحة لفتت الأنظار إلى جرأة الطرح الذي يقدمه العمل.
- أثبتت مغامرة الكاتب بإنهاء دور بطولي في الحلقات الأولى قوة العمل. حيث يعد انتحار ريان – المبدع سامر إسماعيل – حدثاً هاماً كان من الممكن أن يسبب انخفاضاً في جماهيرية العمل لكن ما حدث هو العكس تماماً إذ إن قوّة النّص والأداء وبراعة الإخراج فرضت هيبتها.
- رهان رشا شربتجي على الأسماء الشابة كان في مكانه. حيث تنال المشاهد التي يؤديها الثلاثي الشاب يوشع محمود وحسن خليل بالإضافة إلى يزن الريشاني جماهيرية واسعة. كذلك الأداء المتميز للشابة ولاء عزام الذي لفت الأنظار إلى موهبتها الفريدة.
- بصمة المخرجة رشا شربتجي وإدارتها للمشاهد ببراعة فائقة مع الاهتمام بأدق التفاصيل إذ لم يعد خافياً على أحد أهمية شربتجي في عالم الإخراج فما قدمته خلال مسيرتها من أعمال ناجحة حصدت جماهيرية كبيرة، بداية من “قانون ولكن” حتى “أشواك ناعمة” و”غزلان في غابة الذئاب” وأخيراً “الولادة من الخاصرة “بأجزائه الثلاثة. كل هذا النجاح جعل النقاد يصفون شربتجي بأنها خليفة الراحل الكبير حاتم علي.
اتهامات وخلافات حول كسر عضم
حتى الحلقات الأخيرة لا تهدأ العواصف التي يثيرها العمل. ما بين اتهامات بسرقة النص وأخرى بالإساءة والتشهير. وبين هذا وذاك استمرت كاميرا رشا شربتجي بالدوران. المخرجة التي تقاتل على جبهتين آثرت عدم الرد على الاتهامات مبدئياً لانشغالها بتصوير الحلقات الأخيرة.
ومن أبرز الاتهامات التي طالت العمل اتهام الكاتب فؤاد حميرة بسرقة نصه “حياة مالحة” حيث طال اتهامه بالاسم رشا شربتجي. وجاء الرد بعد صمت التزمت به أسرة العمل لعدة أيام حسب رغبة الشركة المنتجة. حيث تحدت الكاتب فؤاد حميرة للتنبؤ بخفايا الحلقات الأخيرة من المسلسل كما تطرقت لنص حياة مالحة الذي تم تسليمه ناقصاً مع وعود من حميرة بتتمة النص وهو ما لم يلتزم به حميرة وفقاً لتصريح شربتجي. وتابعت بأن ليس كل مسلسل يوجد فيه مسؤول هو مسلسل حياة مالحة. من جهة أخرى كاتب المسلسل الشاب علي صالح أكد وجود 3 خطوط درامية في العمل أولها خط الشباب وخط مالك وابنته يارا بالإضافة إلى خط الحكم مبدياً استغرابه من اتهام حميرة لسرقة نص يعود إلى 2010 بينما معظم حوارات المسلسل تحمل نبض العام 2022!
تهديدات باللجوء إلى القضاء
الزوابع الإعلامية التي أحدثها كسر عضم لم تقتصر على الاتهامات بسرقة النص. إذ انضم مايك فغالي إلى دائرة التراشق الإعلامي بعد الإشارة إليه بنوع من السخرية في الحلقة 15 من كسر عضم. ففي المشهد الذي تؤديه شخصية سومر يدور الحوار حول استضافة الإعلام السوري لبعض المنجمين ويعبر سومر عن انزعاجه بالقول ” منجّم وعلّاك رابط دنب فوق راسو وحقّو نص فرنك” حيث رد فغالي باتهام الدراما السورية بأنها فاشلة وتحاول استعادة بريقها من خلال الإساءة إليه مؤكداً أنه سيلجأ إلى القضاء.
وبالمثل اعتبر نقيب المحامين السوريين الفراس فارس أن العمل يتضمن إساءة واضحة إلى المهنة دون أن يستبعد إمكانية التوجه للقضاء. لافتاً إلى وجود مغالطات في العمل كما في المشهد الذي تضمن قسم المحامين. في نفس السياق أثار حفيظة النقابة أيضاً الحوار الذي يدور بين “شمس” التي تؤدي دورها الفنانة ندين تحسين بك وشقيقها حيث تقول: “الواحد منا من غشمنتو بدل ما يقرا ويتنور أكتر لحتى ما ينضحك عليه بيروح بوشو لعند المحامين لحتى يضحكو عليه أكتر وينيموه سنين بالمحاكم” .كذلك طال النقد أيضاً أصحاب المكاتب العقارية. بالإضافة إلى الأطباء من خلال فتح ملف تجارة الأعضاء البشرية إلى جانب الكثير من الملفات التي تعكس الأزمة الأخلاقية التي نعيشها في الوقت الحالي.
لا يزال الجدل الإعلامي مستمراً مع كل حلقة تقدمها شربتجي للجمهور. لكن بعيداً عن كل هذا الصخب وبغض النظر عن الانتقادات التي اتهمت المسلسل برؤية نصف الكأس الفارغ فقط. لندع العمل وأسرته يقولون كلمتهم ونتابع حتى النهاية فلاتفوت الحلقات الأخيرة وتمتع بإبداع الكبار.