أبو القاسم الزهراوي، أعظم جراح في العصر الذهبي الإسلامي

عالم مسلم وطبيب، وجراح عظيم في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية ويشتهر بمعرفته وخبرته الجراحية، وما قدمه من إسهامات عظيمة لطب الجراحة، ما زال أثرها حتى عصرنا هذا ومن أعظم إسهاماته في الطب تأليف كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف، الذي ضَم ثلاثين رسالة في العلوم الطبية، تتضمن أكثر من 1500 ملاحظة في كافة مجالات الطب، كان معروفاً أيضاً في بلاد الغرب باسم البقاسيس، كما أطلق عليه عدد من الجراحين والعلماء لقب أبي الجراحة الجراحية، إنه الطبيب الجراح أبو القاسم الزهراوي أيقونة جراحة العصر الإسلامي الذهبي .

الجراح الزهراوي
رسم تصويري للطبيب أبو القاسم الزهراوي

من هو أبو القاسم الزهراوي

ولد أبو قاسم خلف بن عباس الزهراوي، المعروف في الغرب باسم البوقاسيس أو الزهرافيوس، عام 936 م في الزهراء، وهي ضاحية تقع على بعد ستة أميال شمال غرب قرطبة، عاصمة إسبانيا المسلمة (الأندلس)، بعد مسيرة 50 عاماً من الطب والجراحة، وتوفي عام 1013 م عن عمر يناهز 77 عامًا.

إقرأ أيضا: أحمد خالد توفيق

حياة أبو القاسم الزهراوي

ولد الزهراوي، في عام 936 م في مدينة الزهراء، الواقعة بالقرب من مدينة قرطبة في منطقة الأندلس بإسبانيا التي كانت آنذاك تحت الحكم الإسلامي.

كان أجداده من الأنصار المدينة المنورة، لذلك لقب الأنصاري، أكمل تعليمه المدرسي والعالي من قرطبة، أمضى الجزء الأكبر من حياته في الدراسة والتوجيه وممارسة الجراحة والطب في قرطبة.

كان الزهراوي محظوظًا لأنه عاش وازدهر في قرطبة في أيام الثقافة والحضارة الإسلامية؛ بسبب ازدهار الفنون والعلوم والتجارة والعلوم الطبية بشكل كبير.

عمل الزهراوي رئيساً للأطباء في بلاط الخليفة الأموي الحكم الثاني وكذلك في عهد الخليفة العسكري المنصور.

كان الزهراوي طبيباً يحب المساواة حيث كان يعالج جميع المرضى على قدم المساواة بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي والاقتصادي.

اعتاد على كتابة مقالات في المجلات والاحتفاظ بسجل ثابت للمرضى الذين يستشيرونه يومياً.

ساعدته ملاحظاته اليومية في كتابة ملحمته الطبية كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف.

إنجازات أبو القاسم الزهراوي في كتاب التصريف

يتألف كتاب التصريف من 30 كتابًا منفصلاً، يركز كل منها على تخصص معين أو فرع من فروع الطب، وكان بمثابة دليل مرجعي جاهز لكل من الأطباء الممارسين وطلاب الطب.

غطت المجلدات الثلاثين من الموسوعة الطبية جوانب مختلفة من المعرفة الطبية، بالإضافة إلى أقسام الطب والجراحة، كانت هناك أقسام حول القبالة، وعلم العقاقير، والعلاجات، ونظام التغذية، والعلاج النفسي، والوزن والقياسات، والكيمياء الطبية.

حمل الكتاب، لأول مرة في التاريخ الطبي، أوصافًا توضيحية لاستخدام ما يقرب من 200 أداة جراحية، كما صنفت المجلدات وشرحت أكثر من 300 مرض كامل مع الأعراض وأساليب العلاج.

المجلد الثلاثين الأخير

تم تخصيص المجلد الثلاثين أو الأخير للجراحة، ويؤكد على كيفية إجراء العلاجات الجراحية بغرض علاج الأمراض والعلل.

كان حجم مجلد الجراحة الذي يحتوي على 300 صفحة هو أول مجلد طبي يحتوي هذا العدد الصفحات للعلاجات والإجراءات الجراحية.

كتب بالتفصيل عن الجراحة، بالإضافة إلى التدفقات المرتبطة بها بدءًا من المسببات المرضية إلى علم الفيروسات.

كما خصص في هذا المجلد ثلاثة أبواب للجراحة، وتتضمن بعض الإجراءات والتقنيات المفصلة في هذه الفصول ما يلي:

جراحة العين والأذن والحنجرة

قام بكتابة عملية استئصال اللوزتين وفغر القصبة الهوائية بالكامل.

ابتكر أدوات للفحص الداخلي للأذن، كما ابتكر أداة تستخدم لإزالة أو إدخال أشياء في الحلق.

ووصف انكشاف الشريان الصدغي لتخفيف بعض أنواع الصداع، كما وصف كيفية استخدام الخطاف لإزالة ورم في الأنف

استخدم الكي، عادة لعلاج أورام الجلد أو الخراجات المفتوحة، قام بتطبيق إجراء الكي على ما يصل إلى 50 عملية مختلفة.

علاج البواسير الشرجية

إزالة حصوات المثانة البولية، حيث نصح الطبيب المعالج بإدخال إصبع في مستقيم المريض، وتحريك الحجر إلى أسفل عنق المثانة، ثم عمل شق في جدار المستقيم أو منطقة العجان وإزالة الحجر.

ابتكر أدوات لفحص مجرى البول.

هو أول من وصف الحمل خارج الرحم.

جراحة الفم

ابتكر العديد من أجهزة طب الأسنان والأسنان الاصطناعية المصنوعة من عظام الحيوانات.

مجلد أمراض النساء

تم تصنيف الأطروحة الجراحية التي تضمنت أقسامًا عن أمراض النساء والمسالك البولية وجراحة العظام والطب العسكري إلى ثلاث فئات متميزة وهي:

  1. الكي 56 قسمًا.
  2. جراحة العظام 35 قسمًا.
  3. الجراحة العامة 97 قسمًا.

المجلد الثامن والعشرون في علم الأدوية والصيدلة

هذا المجلد مخصص لعلم الصيدلة وعلم العقاقير صياغة الأدوية المختلفة باستخدام الأساليب المختبرية للتقطير والتسامي، كما أدرج وصفات لتركيب الأدوية المعقدة.

كان منظور الزهراوي في التحضير الطبي واقعياً وعقلانياً حيث لم يقتصر على علاج الأمراض بالأدوية ولكن أيضًا في الوقاية منها، وشدد على أهمية الالتزام بنظام غذائي متوازن والامتناع عن شرب الكحول للمحافظة على الصحة.

بقية مجلدات الكتاب

أكد الزهراوي على حتمية امتلاك معرفة جيدة بعلم التشريح البشري وعلم وظائف الأعضاء وكذلك الطب العام.

كان الزهراوي من أوائل الجراحين الذين استخدموا التخدير الفموي والموضعي لتخفيف الألم الشديد الذي يعاني منه المرضى أثناء العمليات.

ذكر تفاصيل إجراء عملية استئصال الثدي لنساء مصابات بسرطان الثدي.

بالإضافة لذكر الزهراوي عمليات إعادة ترقق العظام المكسورة وبتر الأطراف وسحق حصوات الكلى والمرارة.

كما أوضح كيفية التعامل مع الكتف المفكك، قدم وصفًا مفصلاً لإجراء الربط أو ربط الأوعية الدموية جراحياً.

إرث أبو القاسم الزهراوي
أدوات جراحية قديمة إستخدمها الزهراوي

إرث أبو القاسم الزهراوي

سجل العديد من مؤرخي ومؤرخي الطب العربي والإسلامي التأثيرات بعيدة المدى لأساليبه وإجراءاته الجراحية.

جاي دي شولياك، الجراح الفرنسي المشهور في القرن الرابع عشر اعتمد بشدة على كتاب التصريف واستشهد بالكتاب أكثر من 200 مرة، استمرت تحفة الزهراوي في التأثير في علم الجراحة بعد كتابته ب500 عام.

لا يزال منزل الزهراوي قائم في قرطبة، وقد تم الحفاظ عليه بعناية من قبل مجلس السياحة الإسباني.

وفي الختام لا يسعني القول إلا رحم الله الطبيب أبو القاسم الزهراوي رائد الجراحة الجراحية لما قدم من إسهامات ساعدت في تطوير الجراحة، نتمنى أن تكونوا قد إستفدتم من المقال وتعرفتم على الطبيب الجراح أبو القاسم الزهراوي.

 

تابع ملهمون لعلك تكون ملهما يوما ما
قد يعجبك ايضا