جميعنا يتعرض للانتقاد مراراً. وقد يتغلغل هذا النقد في الأنفس لينعكس سلباً عليها. ستحبط ويصيبك اليأس. وكلّ هذا بسبب بعض العادات السيئة التي تلازمك من غير رغبتك وخارجة عن نطاق سيطرتك. ولكن ماذا لو نظرت إلى الجانب المشرق من كل نقدٍ لاذع؟. بالتأكيد سينتهي بك الأمر بإصلاحِ نفسك والتخلص من تلك العادات السيئة المزعجة.
لن يكون الأمر سهلاً وستحاول مراراً وسأحاول معك وأقف بجانبك لذلك دعني أطرح عليك الآن نقاط ستساعدك لضبط سلوكك فليس عليك الآن سوى التركيز بالقراءة وتخيّل الموقف حتّى تستطيع تصديقه تمامًا وأودّ إخبارك أنّي قمت بتجربة هذه الحيل وقد أبدت نفعًا عظيماً مع عاداتي السيئة وقد حان دورك الآن.
المحتويات
سيكولوجية العادات السيئة
اقتبست كلمة عادة من الاعتياد الذي يدل على الاستمرار في سلوك معين ولكن ليست كل العادات جيدة. فهناك حيّز مخصص في حياة كل منا لعادات سيئة اقتبسها من محيطه ولازمته دوماً ثمّ شعر بأنه فقد السيطرة عليها ولكن لماذا يصعب التخلص من هذه العادات السيئة؟.
إن سألت الآن شخص ما لمَ تدخن؟. سيجيبك بأنه ينفث همومه في الدخان، وإن سألت آخر لمَ تأكل بهذا الشكل سيقول إني أرى في الأكل راحتي التي فقدت أما عن إدمان الإنترنت فسيبرر الطرف الفاعل بأن وقته ممل.
عزيزي القارئ كل الذي ذكرته لك هو عادات سيئة يسببها اعتياد دماغك عليها حيث إن دماغك هو الموجه الأساسي لك بسبب الارتباط الوثيق بينه وبين تصرفاتك من خلال جزء اللاوعي من التفكير لديك، فإنه يفسر هذه العادات على أنها جزءٌ من راحتك.
كيف أتخلص من العادات السيئة
إن كنت في علاقة عاطفية ما وفقدت من تحب هل يمكنك تجاوز الأمر بسهولة.؟ بالطبع لا ستشعر بأنك محمل بطاقة فقد وفراغ كبيرة أليس صحيحاً؟. كذلك الأمر إن كنت معتاد على سلوك معين وأردت تغييره ستعتقد أن هذا مستحيلاً ولكن مع التوجيه الصحيح ستفعل وبدوري هذا سأمنحك بضع الخطوات التي تساعدك في التخلص من العادات السيئة.
استخدم الحيلة
بالتأكيد ستتساءل كيف يمكنك الاحتيال على نفسك، أريد إخبارك بإمكانية ذلك فمثلاً إن كنت تتأخر عن مواعيدك بشكل دائم قم بالتحايل على ساعتك وتقديمها بضع دقائق فعند قراءة الساعة ستشعر بأنك تأخرت عن موعدك ولكنك فعلياً ستصل على الوقت المحدد ومع مرور الزمن ستضبط ساعتك البيولوجية تلقائياً في دماغك على الالتزام بالوقت المناسب.
استبدل العادات السيئة للتخلص منها
حاول السعي للقيام بأشياء تحبها بدلاً من أشياء فقدتَ السيطرة عليها وبالتالي سيحول دماغك اعتياده من فعل لآخر مع مضي الوقت فعلى سبيل المثال للفتيات لا تقضمي أظافرك بل ضعي لها طلاء الأظافر وتأملي جمال مظهرها وللشباب يمكنك استخدام مكعب الأرقام لترتيبه من جديد.
الجأ لمساعدة خارجية
سيكون من الصعب عليك تقبل النقد لكنك في هذه المرة مجبر لأن هذا سيساعدك على التخلص من عاداتك السيئة لذلك اطلب من أحد المقربين منك الالتزام بتوجيه كلمات لاذعة لك كلما فعلت هذه العادة. ليحاول دماغك تفسيرها على أنها خطأ وعليك التغيير ومع مرور الزمن ستجد نفسك ترفض القيام بأي عادة سيئة قد صممت على التخلص منها.
اشغل نفسك
يقال أن أهم عامل لتجاوز أي شيء هو العمل. لذلك أنصحك باللجوء إلى إشغال نفسك بالعمل وخصيصاً إن كنت تعمل بالمهنة التي تحب سيصبّ ذلك في مصلحتك تماماً فتلاحظ بأن إنجازك وإبداعك سيتضاعف والسبب في ذلك هو استثمار الطاقة الناجمة من فراغ ترك عادة سيئة ما في العمل وبالتالي طاقة عمل أكبر وفي الخلاصة إنتاج أكثر.
إياك أن تضعف عند التخلص من العادات السيئة
الكثير من الأشخاص يسيرون في الدرب الصحيح لفترة من الزمن وعندما يبدأ التغيير بتثبيت مساره يتراجعون خطوة فيُهدم على رؤوسهم الطريق. لذلك أحذرك من الضعف أمام عاداتك السيئة يوماً إن قررت تغييرها. فعلى سبيل المثال إن كنت من المدخنين وقررت الإقلاع عن التدخين وبدأت في تنفيذ قرارك ولكن اجتمعت مع مجموعة من أصدقاءك المدخنين وقام أحدٌ منهم بمنحك سيجارة واحدة فقط. ستقع أمامَ خيارين إما تأخذها وتعتبر نفسك قد هدمتَ ما بنيت أو ترفضها وسيكونُ هذا صعباً جداً لذلك فكر جيداً قبل فوات الأوان.
كن مثقفاً أكثر
عزيزي القارئ ستفيد الثقافة بتجاوز العادة السيئة. وإن سألت نفسك عن الرابط بينهما ستجد أن الثقافة تقنعك بالابتعاد عن العادة السيئة بشكل علمي ومدروس. لهذا السبب أنصحك بقراءة كتب الصحة النفسية التي تساعدك على ذلك مثل كتاب سيكولوجية العادات السيئة لأخصائي علم النفس ريتشارد أوكونور ويمكنك مشاهدة الأفلام المختصة بذلك إن كنت من كارهي المطالعة.
ماذا لو لم تتخلص من العادات السيئة
فكر كم ستصبح شخص مكروه ومنقود إن رافقتك عاداتك السيئة بشكل دائم. وكم سيتعبك هذا الأمر؟ ناهيك عن كمية الأذى النفسي والجسدي التي ستعاكسك باستمرار. وينتهي بك الأمر أن تصبح شخصاً أسوأ.
على سبيل المثال إن كنت من مدمني التدخين وهي العادة السيئة الأكثر انتشاراً حول العالم. ستزعج من حولك بالتدخين السلبي وستصبح شخصاً مكروه بالإضافة إلى ما يسببه التدخين من مشاكل صحية.
وإن كنت من مدمني المأكولات الجاهزة فاستعدوا لمعركة طويلة مع البدانة ليس لها نهاية. وقد ينتهي بكم الأمر بالاكتئاب بسبب التنمر أولاً والدهون الزائدة ثانياً وهناك أمثلة كثيرة غير ذلك.
لذلك يمكنك الاستنتاج الآن أن ترك العادة السيئة ينبع من ذاتك وعقلك ودافعك. فابدأ الآن بقرار ثم القليل من التحفيز لينتهي بك الأمر بالتنفيذ. وستجد نفسك شخصاً آخر أفضل وتلهم غيرك للسعي والوصول كما فعلت أنت.