أعراض التصلب المتعدد | 8 أعراض إنذارية باكرة لا يجب تجاهلها أبداً

يعتبر التصلب المتعدد واحدًا من أكثر الأمراض التي يحصل التباس في تشخيصها طبياً، ولطالما سمعنا عن كوارث حدثت بسبب التشخيص الخاطئ لهذا المرض. وذلك لأنه إن لم يتم اكتشافه فور حدوثه والتعامل معه بالشكل الصحيح فإنه يترك آثارًا مدمرة على المريض الذي هو غالبًا شاب في بداية حياته قد تصل إلى العجز التام. لذلك لا بد من توضيح أهم أعراض التصلب المتعدد والتوعية حول كيفية كشفها وعدم إهمال أي علامات إنذارية مبكرة لتتمكن من حماية نفسك وأحبتك من عواقب هذا المرض التي قد لا يمكن عكسها.

ماهو التصلب المتعدد

هو مرض عصبي مناعي ذاتي، يحدث بسبب هجوم الجهاز المناعي للجسم على الخلايا الدبقية التي تنتج الميالين في الدماغ والنخاع الشوكي وتدميرها. فيؤدي ذلك إلى خلل أو انعدام نقل الإشارات العصبية في المناطق المتأثرة بهذا الهجوم. فالميالين هو المادة الدهنية التي تغلف الأعصاب وتحميها وتسرّع نقل الإشارات العصبية في الحالة الطبيعية. ويتصف التصلب المتعدد بأنه مرض مزمن يبدأ غالباً في سن الشباب بمتوسط 32عامًا. ويميل لإصابة الإناث بشكل مضاعف عن الذكور.

ماهو التصلب المتعدد

يوجد حوالي 2.8مليون شخص يعانون من هذا المرض حول العالم. وهو أحد أهم أسباب العجز طويل الأمد لدى البالغين الشباب. يشيع بشكل خاص في العرق الأبيض وفي الدول التي تقع شمال خط الاستواء في المناطق المعتدلة والباردة. ويوجد أساس وراثي للمرض، حيث يزداد خطر إصابة الفرد بالتصلب المتعدد عند وجود أقارب من الدرجة الأولى مصابين به.

أعراض التصلب المتعدد الباكرة

تبدأ أعراض التصلب المتعدد بشكل حاد عادة، أي تتطور خلال ساعات إلى أيام. ورغم أن هذه الأعراض تتفاوت بشكل كبير بين المرضى، لكنها تشمل بشكل عام مايلي:

  • اضطرابات الرؤية:

قد تكون مشاكل الرؤية هي العرض الأبرز لدى بعض المرضى، وتتراوح من ضعف الرؤية وازدواج الرؤية إلى الرؤية الزجاجية _يشعر المريض بأنه ينظر من خلف الزجاج أو بأنه يرتدي نظارات غير واضحة_ وصولًا إلى ضعف القدرة على تحريك العين أو التمييز بين الألوان.

  • اضطرابات الحس:

أبلغ عدد كبير من مرضى التصلب المتعدد عن اضطرابات حسية في بداية إصابتهم. وتظهر هذه الاضطرابات على شكل وخز أو تنميل طويل الأمد في الأطراف. وقد يتم تشخيص هؤلاء المرضى بشكل خاطئ بمتلازمة نفق الرسغ التي تسبب أعراض مشابهة في الطرف العلوي.

  • اضطرابات الحركة:

يشعر المريض بالتعب وبضعف في جسده وأطرافه، وقد يعجز خلال الهجمة عن القيام بمهامه اليومية الروتينية. وقد يحصل أيضا ألم وتشنج مفاجئ في العضلات.

اقرأ أيضا: ألم عرق النسا.
  • خلل التنسيق والتوازن:

يختبر العديد من المرضى شعورًا بالدوار يدوم لمدة يوم أو يومين، وصعوبة في المشي والتوازن قد تترافق مع تغير في الأحاسيس كأن يشعر بأن الأرض التي يقف عليها ليست صلبة تماماً.

  • ألم العصب مثلث التوائم:

يتصف بأنه ألم حارق طاعن ينتشر على أحد جانبي الوجه، ويتحرض بالكلام أو المضغ أو تنظيف الأسنان. وهو نادر الحدوث لدى الأعمار تحت ال50 عامًا، لذا لابد من استقصاء التصلب المتعدد عند تطور هذا الألم لدى الشباب في منتصف العمر. وقد أكدت إحدى الدراسات أن 15% من مرضى التصلب المتعدد عانوا من ألم العصب مثلث التوائم بشكل باكر قبل تشخيصهم بالمرض.

التصلب المتعدد على صورة الرنين المغناطيسي
تشير الأسهم البيضاء إلى آفات التصلب المتعدد في الدماغ على صورة الرنين المغناطيسي.
  • الشلل الوجهي الناكس:

يغلب أن يكون شلل العصب الوجهي علامة متأخرة خلال تطور المرض. ولكن أشارت إحدى الدراسات إلى أنه قد يكون العرض الأول للتصلب المتعدد لدى 5% من المرضى.

  • أعراض التصلب المتعدد المثانية:

وتتمثل بعدم القدرة على التبول بشكل كامل أو الإلحاح البولي وزيادة عدد مرات التبول.

  • علامة ليرميت في التصلب المتعدد.

وهي الشعور بصدمة كهربائية تنتشر من العنق لأسفل الظهر عند ثني الرقبة أو تحريكها بشكل مفاجئ. وتعتبر في كثير من الأحيان علامة مبكرة للإصابة بالتصلب المتعدد.

أنماط التصلب المتعدد

أعراض التصلب المتعدد
صورة توضح الفرق بين الميالين الطبيعي والميالين المتأذي في التصلب المتعدد.

لا يسير التصلب المتعدد بوتيرة واحدة لدى جميع المرضى، بل يتبع 4 أنماط مختلفة وهي:

  • التصلب المتعدد الهاجع الناكس:

وهو النمط الأشيع، حيث يحدث لدى معظم المرضى هجمات من الأعراض الحادة متبوعة بفترات هجوع تتفاوت في مدتها.

  • التصلب المتعدد المترقي البدئي:

لا يوجد هنا فترات نكس وهجوع بل تترقى الأعراض تدريجيًا على المدى الطويل.

  • التصلب المتعدد الثانوي:

وهو مزيج من النمطين السابقين، حيث يكون المرض في البداية ناكسًا هاجعًا ثم يصبح من النمط المترقي ببطء.

  • التصلب المتعدد الخاطف:

وهو نمط نادر، تحدث فيه الأعراض بشكل مفاجئ وصاعق، وقد تؤدي إلى الوفاة بشكل مبكر.

علاج التصلب المتعدد

لا يوجد علاج نهائي شافٍ للتصلب المتعدد. لكن يركز العلاج الحالي على تسريع فترة الشفاء من الهجمات  الحادة وتقليل معدل النكس والعجز على المدى الطويل وتشمل الأدوية المستخدمة ما يلي:

  1. الستيروئيدات القشرية: مثل الميتيل بريدينزيلون، ويعمل هذا الدواء على تسريع الشفاء من النكسات الحادة المرض، لكنه لا يقلل من معدل النكس في المستقبل.
  2. الانتيرفيرون بيتا: وهو أول دواء وافقت عليه ال FDA لتقليل النكس في النمط الهاجع الناكس من التصلب المتعدد، حيث يقلل النكس بنسبة 30% تقريبا.
  3. معدلات مستقبلات سفينغوزين-1-فوسفات: مثل Siponimod, و fingolimod, تقلل معدل النكس، ويعمل على حصار الخلايا اللمفاوية في العقد ومنع هجرتها للجهاز العصبي المركزي.
  4. الأضداد وحيدة النسيلة: مثل Natalizumab, و ocrelizumab, تقلل معدل النكس، حيث ترتبط بالخلايا المناعية التائية وتمنع وصولها للدماغ والنخاع الشوكي.
  5. معدلات مناعية أخرى: مثل الغلاتيمير أسيتات والميتوكسانترون.
  6. العلاج بالخلايا الجذعية: أفادت مراجعة عام 2017 بأن حقن الخلايا الجذعية لدى مجموعة من مرضى التصلب المتعدد ساهم في إيقاف نشاط المرض لمدة 4_5 سنوات لدى 70_80%من المرضى. وهو أعلى من أي معدل هجوع توفره الأدوية السابقة. لذلك يحمل هذا العلاج أملًا في تحسين حياة المرضى بشكل كبير والحد من العجز على المدى البعيد.

التصلب المتعدد والزواج

بما أن أكثر ضحايا هذا المرض هم الفئة الشابة في سن النشاط التناسلي، فإن هناك الكثير من التساؤلات حول قدرة هؤلاء المرضى على الزواج والإنجاب. وتؤكد الأبحاث بأن التصلب المتعدد لا يؤثر على الصحة الإنجابية حيث تستطيع المريضة الحمل بشكل طبيعي تماما بعد التشاور مع الطبيب من أجل تعديل أو إيقاف بعض الأدوية.

لكن في الواقع قد يؤدي هذا المرض إلى اضطراب الوظيفة الجنسية لدى الرجال إما نتيجة للإصابة العصبية المباشرة أو للشدة النفسية المرافقة للمرض. ويمكن التعامل مع الأمر باللجوء إلى بعض الأدوية التي يصفها الطبيب المختص.

وفي النهاية سنؤكد على أن التشخيص المبكر للتصلب المتعدد هو الخطوة الأهم للسيطرة على المرض والتقليل من المضاعفات قدر الإمكان. لذلك لا تتردد أبدًا في استشارة الطبيب عند ملاحظة أي من الأعراض السابقة وخصوصا في حال وجود أقرباء مصابين بالمرض.

تابع ملهمون لعلك تكون ملهمًا يومًا ما
قد يعجبك ايضا