العصر الحجري هو من أهم العصور على مر التاريخ. فمن الضروري التعرف على العصور المختلفة من أجل معرفة تاريخ الحياة في البدايات. عزيزي القارئ إن كنت تريد معرفة بماذا يتميز العصر الحجري، وما طبيعته المعيشية، وشكل الحياة فيه، تابع قراءة المقال لتعرف الإجابة على جميع هذه الأسئلة التي تدور في ذهنك.
المحتويات
العصر الحجري
إن العصر الحجري هو عصر عرف منذُ الأزل، وله طابع ثقافي يميزه عن غيره من الثقافات. فقد أشتهر هذا العصر بأنه عصر الصناعة والفنون فظهرت فيه حرف صناعة الخزف والزارعة والبناء والخياطة وغيرها. وتعود تسمية العصر الحجري بهذا الاسم إلى أن الإنسان اعتاد على ابتكار الأدوات من الحجر، وكانت هذه الأدوات التي يستعملها في ممارسة نشاطات حياته اليومية، ولكنه لم يستعمل نوع واحد من الحجارة بل أكثر من نوع ومع قياسات مختلفة وعمل على نحتها واستخدامها في ابتكار الأسلحة.
أقسام العصر الحجري
يقسم العصر الحجري إلى ثلاث أقسام، وهي على الشكل التالي:
العصر الحجري القديم
عرف العصر الحجري منذ نشأة الإنسان على الأرض، واستمر حتى قبل الميلاد لعام 10000. وبالتالي وفي بداية العصر الحجري القديم، وجد في إفريقيا إنسان بدائي كان يعتمد على التنقل على الأقدام، واحتراف مهنة الصيد لتأمين الاستمرار المعيشي، وقد كانت أدواته مبتكرة من الحجر والعظم، وقام أيضاً بالكتابة على جدران الكهوف، ولكنه لم يتوقف عند ذلك بل عمل على مواكبة التطور من خلال تصنيع الرمح والإبر، وقام بإشعال النار لأول مرة في تلك الفترة عن طريق الخشب.
العصر الحجري الحديث
بدأ العصر الحجري من فترة 10000إلى 4000 قبل الميلاد. حيث قام الإنسان بالعمل في مجال الزراعة وتربية المواشي. لذلك شهد هذا العصر الكثير من الصناعات مثل النسيج والنجارة والحدادة وغيرها، وأبرز ما ساعد العاملين في هذا العصر بالحصول على الطعام هو المناخ المعتدل.
عصر الحجر والمعادن
بدأ هذا العصر بعد العام 4000 قبل الميلاد. حيث استطاع الإنسان فيه التعرف على أنواع المعادن وطريقة صهرها، ويعد الخنجر هو أقدم أداة حادة، وتم صنعه عام 1350 قبل الميلاد، ويشتهر هذا العصر بمعرفة الإنسان للكتابة والقراءة وتدوين التاريخ. نتيجة ذلك أدى إلى ظهور الأنظمة والقوانين السياسية، واختراع الفخار والتعرف على النقوش والآثار في مناطق كثيرة بهذا العصر.
اعتمد الإنسان في العصر الحجري على أهم مقومات الحياة
السكن
عاش الإنسان الحجري في مناطق بعيد عن عيون الحيوانات المفترسة. وقريبة إلى الأنهار والمناخ المعتدل، وذلك لوجود التربة الخصبة ليستخدمها في الزراعة، وكانوا قد اعتادوا على العيش في الكهوف على هيئة مجموعات. لذلك العديد منهم سكنوا في الخيام والأكواخ الصغيرة المصنوعة من القش والعصي، وتم العثور على منزل قديم في سيبيريا مصنوع من عظام الماموث.
الغذاء
كان الإنسان الحجري يعتمد في تغذيته على أشجار التوت والكثير من النباتات. واعتمد كذلك على الحيوانات المفترسة والطيور، وكانت أسنان الإنسان الحجري كبيرة نسبةً إلى أسنان الإنسان الحالي فهي ساعدته بنمط حياته البدائي، لذلك كان جهازه الهضمي يفرز الكثير من الأنزيمات لهضم ألياف النباتات وتحطيمها ليستمد جسده منها الطاقة، ومع ابتكار الأدوات الحديثة أصبح الصيد هو السبيل الوحيد للعيش وتأمين الغذاء، وهذا ما أكد عليه العلماء بنسبة 65٪ أن الإنسان أصبح طعامه هو اللحم، لأنه كان يصطاد الكثير من أنواع الفرائس، فهو تغذى على لحوم كل من الغزلان، الخنازير، الأغنام، الأسماك، وحتى الجواميس، وإن عملية تغير طعام الإنسان كانت تبعاً لتغير حجم فكه وتطوره حيث أصبح صغيراً ولايحتاج فترة طويلة لهضم الطعام.
أدوات العصر الحجري القديم
كان الإنسان الحجري يستعمل الكثير من الأدوات في حياته. على سبيل المثال، الخشب، الحجر، والعظام، وفي أواخر هذا العصر قد أصبحت صناعة هذه الأدوات أكثر تطوراً كصناعة السولوترين(Solutrean)، وصناعة الورجناسية(Aurignacian)، والكثير من الحرف اليدوية والتقليدية. وبالتالي فهو عمل على استعمال الإبر من أجل خياطة الألبسة التي صنعت من لحاء الأشجار، وفراء الحيوانات وجلدها، وأيضاً استعملت الإبر في خياطة الخيم المخصصة لعيش الإنسان الحجري فيها.
- المطرقة الحجرية: هي عبارة عن حجارة مصقولة ومسطحة. اعتاد الإنسان على استخدامها في تفتيح المكسرات، وابتكار الأدوات.
- الفأس اليدوي: إن الفأس اليدوي كان يصنع رأسه الصلب من حجارة الصوان. أما عن ذراعه فكانت من خشب الأشجار التي تتقشر، وكانوا يستعملونه في تقطيع خشب الأشجار من أجل التدفئة، وأيضاً في تقطيع لحوم الفرائس التي يصطادونها.
- أداة النقش: هي أداة تشبه الإزميل صنعت من الحجر. وكانت تستخدم من أجل نقش ونحت العظام والخشب.
- رأس الحربة: هي أداة مبتكرة من الحجر، مثبتة على الأعواد الخشبية الثخينة. ومهمتها كانت صيد الأسماك، وأيضاً لها دور في الحماية فهي تستعمل لقتل الحيوانات المفترسة.
- الكاشِطات: هي عبارة عن حجر حاد الطرفين، يستخدم لتقطيع الحيوانات، وتنظيف الجلود، وصقل الخشب، وتقطيع اللحاء.
- المخرز: هو عبارة عن مسمار طويل ومدبب. يستعمل في ثقب جلد الحيوانات والخشب ايضاً.
- اكتشاف النار: قام الإنسان الحجري باكتشاف النار عن الصدفة. وذلك من خلال اصطدام حجري صوان مع بعضهما، مما أدى إلى ظهور شرارة ساعدته في الكثير من الأشياء. وبالتالي أصبح يتناول طعام أشهى من خلال طهيه بشكل جيد، والاستفادة من النار في الليل كضوء، وكانت هي أحد أفضل الوسائل على الإطلاق في ابتكار الأدوات المعدنية من خلال صهر المعدن بشكل جيد.
الحالة الاجتماعية في العصر الحجري القديم
كانت الحياة الاجتماعية البشرية تتصف بالبساطة والمساواة. لذلك قام البشر بالاعتماد على الصيد لضمان استمرار الحياة. وكانوا يتنقلون من مكان إلى آخر بحثاً عن المياه والكلا، واعتمدوا نظام الملكية الجماعية. لذلك الملكية الصغيرة لاتفي بالغرض، حيث إن موضوع التفرق في الجنس بين البيض والسود لم يكن مفهوماً ذلك الوقت، وهذا يدل على عدم وجود التحيز، فالرجال كانوا يعملون على تأمين اللحوم من خلال الصيد، وأما النساء كانت تجمع الأغذية النباتية، ومع التطور وظهور أساليب الذكاء والشجاعة وقوة الشخصية لم يكن هناك أيّ تفرقة اجتماعية.
في الختام شهد الإنسان الحجري القديم على الكثير من الانفتاحات. وبالتالي لم يتوقف عن البحث والسعي من أجل تأمين حاجات حياته، بل استطاع أيضاً التعبير عن جانبه الفني على الرغم من امتلاكه أدوات قديمة وبدائية.
تابع ملهمون لعلك تكون ملهما يوما ما