ممارسة السوفرولوجيا

كانت روحي تؤلمني وهذا الألم أصعب من ألمِ الجسد فأشعرُ بأنني متعب ومشتت وغيرُ واعٍ على مجرياتِ الأحداثِ من حولي، أيعقل أن يصل الإنسان إلى مرحلةِ اللاوعي من شدةِ ضغطِ الوعي؟ وبعد معاناةٍ شديدة مع هذا الألم قد زرتُ الطبيب النفسي فاتبع في علاجي خطة ممارسة السوفرولوجيا بقوله أنّي بحاجة للشحن من جديد فقط لا للعلاج.

وتعلمتُ أن ممارسة السوفرولوجيا ليست علاجاً نفسياً ولكنه علاجٌ روحِي يرمم شخصيتك من جديد حتّى ظننت أنه يوغا لدرجةِ التشابه الشديدة بينهما ولكنّي أخطأتُ الظن. لذلك لن أبخل عليكم في رحلةِ علاجي الروحي والمعلومات التي اكتسبتها عن ممارسة السوفرولوجيا، وسأقدمها لكم تفصيلياً من خلال هذا المقال.

ما هو ممارسة علم السوفرولوجيا؟

ممارسة السوفرولوجيا هي طريقة سهلة التنفيذ صممت من أجل تخفيف الضغط النفسي و زيادة التركيز وهي طريقة ابتكرت قديمًا. حيث ابتكرها الطبيب النفسي الإسباني ألفونسو كايثيدو في ستينات القرن الماضي، والسوفرولوجيا معروفة جدًا في فرنسا وسويسرا. لدرجة أنها تدرس في المدارس والجامعات وغالبًا ما يغطي الضمان الصحي تكاليفها.

أصل كلمة سوفرولوجيا

أصل كلمة سوفرولوجيا يوناني ويعني هذا المصطلح “علم إحلال التناغم في الوعي” وعرف كايثيدو السوفرولوجيا لاحقًا. على أنها “علم الوعي وقيم الوجود”.

حيث بهذه التقنية تستخدم التنفس والاسترخاء والوعي الجسدي وتقنيات التصور إضافة للحركات البدنية التي يمكن لأي شخص ممارستها في أي مكان وزمان.

من يستطيع ممارسة السوفرولوجيا

عمليًا يمكن لأي شخص في العالم ممارسة السوفرولوجيا، والاستفادة من منافعها وهي مناسبة لكافة الأعمار. ولكن يجب الحذر للأشخاص الذين يعانون من الصرع أو الدوار أو يعانون من سرعة في الإغماء أو يتناولون الأدوية يفضل أن يأخذوا استشارة طبية قبل القيام بأي نوع من أنواع هذه الممارسات.

ويجب أن تصع عزيزي القارئ في الحسبان أن السوفرولوجيا ليست بديلًا عن المعالجات النفسية. في حال الاكتئاب الشديد، والهوس الاكتئابي، ومرض انفصام الشخصية، ونوبات الذعر إذ يجب في هذه الحالة مراجعة الأخصائي النفسي حصرًا.

ماهي منافع السوفرولوجيا؟

تساعدكم ممارسة السوفرولوجيا على التحكم بانفعالاتكم وأفكاركم وكما تساعد على الاسترخاء واستعادة التركيز وتزيد القدرة على التحمل. كما يمكن لهذه التقنية أن تؤثر إيجابيًا في نظرتكم للعالم من حولكم وفي كيفية تعاملكم مع أحداث حياتكم، فما هي منافع السوفرلوجيا؟

  • تحسين معدل التركيز.
  • زيادة مستويات الطاقة.
  • تقليل مستوى التوتر والانفعال.
  • تحسين النوم وتقليل الأرق.
  • زيادة القدرة على تحمل الألم.
  • الثقة بالنفس وتقدير الذات بشكل أفضل.
  • تحسين العلاقة مع الذات ومع الآخرين.

كيف يمكنني ممارسة السوفرولوجيا بشكل آمن

الكثير منكم يتسائلون الآن كيف يمكنني ممارسة السوفرولوجيا بشكل آمن، يتم تدريس علم السوفرولوجيا على يد معالج متمرس في هذا المجال. ضمن صفوف إما خاصة أو جماعية ويقوم المعالجون بالسوفرولوجيا بتقييم حاجتك وإرشادك من خلال سلسلة من التمارين الجسدية والفكرية التي بالنهاية يمكنك مع الوقت ممارستها بنفسك.

أما كيف لك أن تختار معالجًا بالسوفرولوجيا فيجب أن يكون الشخص مؤهلًا لممارسة هذا العلم بعد الانتهاء من التدريب لمدة سنتين على الأقل. في إحدى جامعات أو مدارس علم النفس المعترف بها ويجب أن يكون حاصلًا على شهادة فلا تتردد في سؤالك عن عدد سنوات الخبرة.

تمرين نموذجي بسيط للسوفرلوجيا

ما رأيك أن نقوم معًا بتمرين نموذجي بسيط للسوفرلوجيا؟ فهذا التمرين البسيط يساعدك لتصبح أكثر وعيًا لحالتك الراهنة. وله تأثير مهدئ يمكنك القيام به كما قلنا سابقًا في أي زمان ومكان والآن لنبدأ معًا.

من فضلك أغلق عينيك بهدوء واختر وضعية تكون هي الأكثر راحة لك في هذه اللحظة، والآن خذ شهيقًا عميقًا ثم زفيرًا وارخِ كتفيك.

راقب الآن أفكارك في هذه اللحظة، هل هي عن اللحظة الحالية أم تأخذك لمكان آخر؟ هل تأخذك لشيء في الماضي أم في المستقبل؟ فقط راقب أفكارك. والآن فلتنتبه لجسمك ولاحظ أحاسيسك الجسدية هل يوجد أي جزء في جسمك متوتر؟ أم أنك مرتاح ولا تشعر بشيء؟.

والآن ركز على مشاعرك، ما هو الانفعال الذي تشعر به في هذه اللحظة هل هو شعور تختبره عادةً في حياتك اليومية؟ أم أنه شعور جديد تشعر به في هذه اللحظة بالذات؟. خذ بضع لحظات لتقدير هذا الحضور مع نفسك ثم عندما تشاء خد بضع أنفاس عميقة، تحرك بلطف ورشاقة وافتح عينيك.

صف الأحاسيس التي تشعر بها بعد كل مرة تمارس هذا التمرين في مفكرة صغيرة خاصة بك. دون أن تقوم بتحليلها أو تحكم على نفسك من خلالها. السوفرلوجيا مع الأيام ستعلمك السيطرة على ضغوط حياتك ومواقفك الصعبة وستشاهد تحسن ملحوظ في صحتك النفسية والجسدية.

الفرق بين اليوغا والسوفرلوجيا

اليوغا رحلة من التأمل تجذب لك المستقبل البعيد الذي تحلم به بينما السوفرلوجيا تزيح عن كتفيك كل تعب تشعر به نتيجة الضغوط التي تلقيتها مسبقاً ويفضل إجراء اليوغا في الهواء الطلق أو الطبيعة ولكن السوفر لا تفرض عليك مكان محدد لممارستها حيث يمكنك القيام بذلك في منزلك أو حتى على الأريكة.

تعتبر السوفر ذات تمارين أقل تعقيداً من اليوغا. حيث تميزت اليوغا على مر العصور بصعوبة تدريب تمارينها وأنها لا تناسب كافة الأعمار حتى أن البعض صنف اليوغا على أنها رياضة ولكن السوفر تخطت هذه الصعوبة وتميزت بتمارين سهلة وبسيطة وفي الوقت ذاته مفيدة جداً لتخفيف التوتر وتناسب جميع الفئات العمرية.

وفي ختام هذا المقال أود إخبارك بأن ممارسة السوفر ستحسن مزاجك وتجعل منك شخص أفضل حيث علينا جميعاً تخصيص جزء من يومنا لنعالج جروح روحنا ونرمم كل تعب يرافق أيامنا.

        تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما
قد يعجبك ايضا