علم الاجتماع عندما يرى مشكلة أو نَمَطاً مثيراً للاهتمام، يشرع علماؤه في دراستها وتحليلها. ويستخدمون طرقاً لبحث وتصميم دراسة مفصلة ومنهجية وعلمية لإجراء البحث والحصول على البيانات. أو ربما دراسة تستخدم إطاراً تَفْسِيرِيًّا. أي أن علم الاجتماع يستخدم أكثر من منهاج في أي دراسة اجتماعية والتي سنأتي على ذكرها وتعريفها لك عزيزي القارئ في هذا المقال.
المحتويات
مناهج البحث في علم الاجتماع
من أشهر المناهج المستخدمة في هذ العلم:
المنهج التاريخي
يدرس هذا المنهج التغيير الحاصل على شبكة العلاقات الاجتماعية وتطورها وتحولاتها. يستخدم في حالة المقارنة بين الثقافات المختلفة. ومن أهم مصادره الوثائق الشخصية الرسمية والعامة.
المنهج الوصفي
هو من أكثر المناهج التي تناسب الواقع الاجتماعي. حيث إنه يشمل كل أبعاد ومعطيات الواقع الذي يتم تحديده على الخريطة، ووصف الظواهر المتعلقة به. ويعتمد على خطوات، وهي بشكل عام:
اختيار الوحدة الاجتماعية الأساسية والتي هي الأساس في الموضوع المدروس. ومن ثم اكتشاف الطريقة المناسبة من أجل قياس الكمية لمختلف عناصر الوحدة الدراسية. وأخيرا فحص العوامل المختلفة والتي من شأنها التأثير في تنظيم وظائف الظاهرة المدروسة.
مراحل البحوث الوصفية تتمثل في التالي:
- التعرف على الأمور وصياغتها.
- مرحلة التشخيص والوصف بشكلٍ عميق.
والأمور التي تمثل المنهج العلمي في البحث الوصفي هي وفق مايلي:
- إحصاء عدد السكان والحالة الاجتماعية للأفراد.
- معرفة عدد المواليد والوفيات.
- بحوث وصفية مثل البيانات والمعلومات التي تزيد المعرفة بالمظاهر اللازمة، والتي لها علاقة بالبحث.
المنهج الوصفي
هو المنهج الذي تعمد فكرة التجربة التي هي جميع العمليات التي من خلالها يتم التأكد من صحة فرضية علمية ما. والتجريب الذي هو القدرة على توفير كل الظروف اللازمة والمناسبة لعمل تجربة ما.على أن يتم اتباع أسلوب منتظم من أجل جمع البراهين والأدلة اللازمة في عملية الإثبات.
خطوات البحث التجريبي هي كالتالي:
- تحديد المشكلة التي يريد العامل مواجهتها وحلها.
- صياغة الفروض التي يكون لها علاقة بالمشكلة الموجودة موضوع الدراسة.
- تحديد العوامل المستقلة للبحث.
- ماهية العوامل المتغيرة للبحث.
- تحديد الشروط المهمة واللازمة والضروريةمن أجل ضبط المشروع وعملية التحكم به.
ومنها أيضاً
المنهج المقارن
هو المنهج الذي يشمل المجالات العلمية التي تخضع للبحث المقارن القادم ويدرس:
- وجوه التشابه والاختلاف بين المكونات الأساسية و الرئيسة للسلوك الاجتماعي.
نمو وتطور أنماط الشخصية المختلفة. - الاتجاهات النفسية والاجتماعية في المجتمعات المختلفة.
- نماذج النظم الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية وكل مانحو ذلك.
- النظم الاجتماعية المختلفة، كالزواج والطلاق وغيرها.
- النظام لأكثر من مجتمع واحد، ومن ثم العمل على مقارنة هذه المجتمعات مع بعضها البعض لمعرفة أوجه الاختلاف والتشابه فيما بينها وغيرها.
طرق البحث الأولية الرئيسية
من أكثر طرق (إجراءات) البحث الاجتماعي شيوعاً هي:
المسوحات الاجتماعية
عادة ما تكون استبيانات منظمة مصممة لجمع المعلومات من أعداد كبيرة من الناس في شكل موحد. تتم كتابة الاستطلاعات الاجتماعية مسبقًا بواسطة الباحث وتميل إلى أن تكون مشفرة مسبقًا ولديها عدد محدود من الأسئلة المغلقة وتميل إلى التركيز على موضوعات بسيطة نِسْبِيًّا.
يمكن للاستبيانات أيضًا أن تطرح أسئلة أكثر تعقيدًا مع إجابات أكثر تعقيدًا بخلاف “نعم” أو “لا” أو الخيار بجوار مربع الاختيار. ففي هذه الحالات، تكون الإجابات ذاتية وتختلف من شخص لآخر. فعلى سبيل المثال كيف تخطط لاستخدام تعليمك الجامعي؟
تتطلب هذه الأنواع من الأسئلة إجابات مقالية قصيرة، وسوف ينقل المشاركون الراغبون في قضاء الوقت لكتابة تلك الإجابات معلومات شخصية حول المعتقدات الدينية والآراء السياسية والأخلاق. من المستحيل ملاحظة بعض الموضوعات التي تعكس الفكر الداخلي بشكل مباشر ويصعب مناقشتها بصدق في منتدى عام. لأن من المرجح أن يشارك الناس إجابات صادقة إذا كان بإمكانهم الرد على الأسئلة دون الكشف عن هويتهم. هذا النوع من المعلومات عبارة عن بيانات نوعية ونتائج ذاتية وغالبًا ما تستند إلى ما يُرى في بيئة طبيعية.
التجارب
تهدف إلى قياس تأثير أحد المتغيرات بأكبر قدرا ممكنا من الدقة على آخر، بهدف إنشاء علاقات السبب والنتيجة بين المتغيرات.
المقابلات
في الحقيقة. هي طريقة لجمع المعلومات عن طريق طرح الأسئلة شفهياً، إما وجهاً لوجه أو عبر الهاتف.
المقابلات المنظمة هي في الأساس استطلاعات اجتماعية يقرؤها الباحث تستخدم أسئلة محددة مسبقًا وموحدة ومغلقة عادةً. الهدف من المقابلات المنظمة هو إنتاج بيانات كمية.
ملاحظة المشاركين
تتضمن انضمام الباحثة إلى مجموعة من الأشخاص، والقيام بدور نشط في حياتهم اليومية كعضو في تلك المجموعة وإجراء تسجيلات متعمقة لما تراه.
قد تكون ملاحظة المشاركين علنية، وفي هذه الحالة يعرف المستجيبون أن الباحث يقوم بإجراء بحث اجتماعي، أو خفي (مستتر) حيث يتم خداع المستجيبين للاعتقاد بأن الباحث “واحد منهم” لا يعرف أن الباحث يجري البحث.
المسح
وهكذا يستهدف المسح مجموعة سكانية معينة، أو الأشخاص الذين تركز عليهم الدراسة، مثل الرياضيين، أو الطلاب الجامعيون.
يختار الباحث هنا إجراء مسح على مجموعة صغيرة من السكان، أو عينة: أي عدد من الأشخاص يسهل التحكم فيهم على أن يمثلوا العدد الأكبر من السكان.
يعتمد نجاح الدراسة على مدى جودة تمثيل السكان بالعينة. في عينة عشوائية، يتمتع كل شخص في مجتمع ما بنفس فرصة اختياره للدراسة. وفقًا لقوانين الاحتمال، تمثل العينات العشوائية السكان ككل.
يجب على الباحث توخي الحذر عند الدخول في بيئة اجتماعية معينة. هناك أوقات يجب أن تظل مجهول الهوية وأوقات يجب أن تكون علنية. فهناك أوقات لإجراء المقابلات وأوقات للمراقبة ببساطة.
وفي النهاية، فإن مناهج البحث الاجتماعي تهدف إلى اكتشاف العوامل والأسباب التي ينجم عنها السلوك الاجتماعي، وهو الأمر الذي يؤدّي إلى اكتشاف القوانين العلميّة التي تفسر لنا النواحي المختلفة للاستجابات الاجتماعية، ممّا يساعد على فهم السلوك الاجتماعي .