تقنية بومودورو | زيادة الإنتاجية عبر فترات العمل القصيرة

لطالما كانت فكرتنا عن الإنتاجية هي الجلوس لساعات طوال على نفس المهمة. لكن تقنية بومودورو تقترح أن العمل يجب أن يكون موزعاً على قطاعات زمنية قصيرة. حيث توصل عالم الأعصاب الإيطالي فرانشيسكو سيرريلو إلى أن العمل المتواصل لفترة طويلة من الزمن يزيد من احتمالات التسويف والمماطلة. بالإضافة إلى نقص كبير في التركيز والإنتاجية. لذلك اقترح فترات زمنية متقطعة يتم فيها التركيز الشديد غير المقاطع وبعدها أخذ استراحة قصيرة. قد يبدو الأمر بديهياً إلا أن الكثير منا لا يعي أهمية هذا الأمر.

ما هي تقنية بومودورو؟

كلمة بومودورو بالإيطالية تعني الطماطم. وقد استوحى العالم سيريلو التسمية من المؤقت المستخدم في الطهي والذي يتخذ شكل ثمرة الطماطم. وهي تقنية لإدارة الوقت تساعد على زيادة الانتاجية طورها العالم الإيطالي فرانشيسكو سيريلو في الثمانينات. ومنذ ذلك الحين حازت التقنية على شعبية واسعة بين العاملين على مشاريع كبيرة ومعقدة.

وتعتمد تقنية بومودورو على تقسيم وقت العمل إلى فترات صغيرة. والعمل بتركيز شديد خلال هذه الفترات. ومن ثم أخذ استراحات منتظمة قصيرة. وللتأكيد على انتظام الاستراحات يتم استخدام مؤقت يخبرنا بفترات العمل والتوقف.

مؤقت تقنية بومودورو

خطوات تقنية بومودورو

تنتظم الطريقة عبر ستة خطوات تبدأ بتحديد المهام المطلوبة وتنتهي بتوقيت الاستراحات

الخطوة الأولى: تحديد المهام

يجب في البدء تحديد المهمة أو سلسلة المهام المطلوب إكمالها. وتنصح تقنية بومودورو أن تكون المهام قصيرة بحيث يمكن إتمامها في فترة عمل واحدة. لكن في حال كان هناك مهمات ضعبة ومعقدة فعندها يجب تقسيم المهمة إلى أعمال أصغر تبلغ فترة كل منها 25 دقيقة. بالإضافة إلى ذلك يجب أن تحتفظ بقائمة مرتبة للمهام تتمتع بالوضوح ومتربطة بالناتج المطلوب.

الخطوة الثانية في تقنية بومودورو: ضبط المؤقت

بعد تحديد المهام يجب ضبظ مؤقت لمدة 25 دقيقة. ولا يجب عمل هذه الخطوة ذهنياً، بل يجب ضبط مؤقت زمني واضح يقوم يتنبيهك عند انتهاء فترة العمل البالغة 25 دقيقة. حيث يعمل رنين المؤقت على إخراجك من حالة التركيز الشديدة. وبهدف ذلك يمكن استخدام ساعة ميقاتية أو الساعة في هاتفك.

وتنصح تقنية بومودورو في هذا الصدد بوضع المؤقت في مكان يمكن سماع رنينه. لكن بحيث لا يتم رؤية أو معرفة الوقت لأن ذلك قد يسبب تشتت الانتباه.

الخطوة الثالثة: العمل على المهمة

باعتبار أن المؤقت تم ضبطه على زمن 25 دقيقة فيجب العمل بتركيز ودون أي مقاطعة على المهمة المحددة. ويجب أن تدرب نفسك على التركيز لهذه المدة القصيرة.

 

الخطوة الرابعة: تابع تنفيذ تقنية بومودورو عير أخذ استراحة قصيرة

بعد انتهاء فترة 25 دقيقة يجب أخذ استراحة لمدة 5 دقائق عند رنين المؤقت. لكن يجب مقاومة إغراء إطالة فترة الاسترااحة أكثر من ذلك. والتمتع بضبط النفس على إيقاف الاستراحة عند انتهاء فترة العمل والابتعاد عن مكان العمل لمدة 25 دقيقة. ويعتبر الابتعاد عن مكان العمل إلى مكان آخر أمر هام وأساسي في تقنية بومودورو.

الخطوة الخامسة: كرر العملية

يجب تكرار الخطوتين الثانية والثالثة وذلك لثلاثة مرات إلى أن يصبح أربعة تكرارات بالمجمل.

الخطوة الأخيرة في تقنية بومودورو

بعد التكرار الرابع للعملية يجب أخذ استراحة طويلة لمدة 30 دقيقة. وإذا تم إكمال كافة المهام يجب أخذ استراحة قبل المتابعة إلى العمل على أمر آخر. أما في حال لم تكتمل المهمة المفروضة فعندها يجب تكرار الخطوات من الثانية إلى الرابعة حتى تكمل كافة المهام المطلوبة.

لماذا ننصح باتباع تقنية بومودورو؟

يسمح أخذ فترات استراحة قصيرة بزيادة الانتاجية والتركيز. حيث يظن العديدون أن الفترات الطويلة من النركيز  ستساعد على إنجاز المزيد. لكن في الواقع ومع ازدياد زمن التركيز يزداد الزمن المطلوب لإداء المهمات على عكس المتوقع ونفقد احساسنا بالوقت. على سبيل المثال يشبه الأمر ما يحصل عند التمرينات الرياضية ورفع الأوزان. فمن المنطقي أن التمرين يحدث على فترات قصيرة لا تتجاوز دقائق وبعدها تأتي فترة استراحة حيث لا يجب استمرار التمرين لفترة طويلة لتجنب الإصابات والتعب العضلي.

بالإضافة إلى ذلك تساعدك تقنية بومودورو على التعامل مع الوقت على أنه صديقك ومساعدك الذي يخبرك بالفترات الصحيحة للعمل والراحة. بدلاً من النظر للوقت على أنه عدو يتربص بتركيزك ويفرض ضغطاً على عقلك.

وتمتاز هذه الطريقة أيضاً بأنها تخفف من أرهاق العمل عبر التحكم بالوقت وتحديد فترات معينة ثابتة للراحة. وهذا بدوره يساعد على التركيز والتقليل من تشتت الانتباه. بالإضافة إلى ذلك تعمل الطريقة على منحك شعوراً بالإنجاز وإيقاع العمل مما يساعد على مقاومة التسويف والمماطلة.

تقنية بومودورو لإدارة الوقت

هل أثبت العلم صحة طريقة بومودورو؟

الواقع أن هذا الأسلوب ينطوي على بعض الاعتباطية في اختيار فترات العمل والراحة. لكن هذا يحسب لصالح الطريقة لأنها تسمح باختيار الفترات التي تناسبك وبحسب إيقاع العمل والدراسة الذي يناسبك. مثلاً ربما أردت أخذ فترات استراحة قصيرة أصغر من 5 دقائق وبعدها أخذ استراحة طويلة مدتها ساعة بعد التكرارت الأربعة.

على المقلب الآخر يوجد إثبات علمي على صحة الطريقة من حيث المبدأ. وهي تتلخص في التوزيع الصحيح لفترات الاستراحة بين فترات العمل المتعددة. وقد صرح أحد الأبحاث المنشورة في مجلة Cognition المعروفة في الأوساط العلمية إلى أن أخذ فترات قصيرة من الراحة يؤدي إلى تحسن كيير في القدرة على التركيز لمدة زمنية طويلة.

في الختام يجب أن نقول أن تقنية بومودورو قد لا تكون صالحة للجميع. فالبعض قد أثبت أنه قادر على العمل لفترات طويلة وبنفس مستوى التركيز. لكن يبقى هؤلاء الاستثناء الذي يثبت القاعدة. والتي تتلخص في أن توزيع فترات العمل والراحة بشكل متداخل يمكن له أن يزيد من متسوى الإنتاجية بشكل ملحوظ.

تابع ملهمون لعلك تكون ملهما يوما ما
قد يعجبك ايضا