زهرة النرجس

زهرة النرجس مزيج من أسطورة يونانية وعبق فواح، هي سم ودواء في آن معاً، حيث يمكن لهذه الزهرة أن تهدئ الأعصاب، وفي مكان آخر قد تكون سبباً للموت!. فكيف يمكن أن تجتمع في زهرة صغيرة كهذه كل تلك التناقضات التي لا يمكن أن تلتقي، من الطبيعي أن تشعرك هذه الكلمات بالحيرة فمعرفة الحقائق حول هذه الزهرة تتطلب التوسع في البحث حول صفاتها وخصائصها، ولأننا حريصون على وقتك وجهدك، تابع معنا ما وصل إليه فريق ملهمون من معلومات عن زهرة النرجس.

زهرة النرجس

أولاً: معنى النرجس:

يعود أصل كلمة النرجس للغة اللاتينية، تحديداً من كلمة نرخ أو Nark والتي تعني خدر للإشارة إلى آثار هذه النبتة المخدرة، وذلك لقدرة بصيلاتها على تسميم الحيوانات، وهي واحدة من أجمل الزهور، تتميز ببتلاتٍ بيضاء، شاحبة من الخارج تتحول إلى اللون الأصفر في المنتصف.

زهرة النرجس Narcissus تُعرّف زهرة النرجس بأنّها نوع من أنواع النباتات العطرية، تنتمي لعائلة الأماريليس (amaryllis)، وقد تمّ استخدام النرجس طبياً كعلاج مسهل ومساعد على التقيؤ. بالإضافة إلى ذلك، استخدم زيت النبتة في صناعة العطور.

وسميت هذه الزهرة بالنرجس نسبةً لنرسيس وهو ابن سيفيسيوس اليوناني _ آلهة الأنهار حيث تروي الأساطير اليونانية إنّه كان شديد الجمال ومغرورًا نظر إلى انعكاس صورته في ماء النافورة فأعجبته لدرجة العشق، لاعتقاده أنها حورية الماء وظل يتأملها وحين قفز محاولاً الوصول إليها تسبب ذلك في موته. وأطلق اسمه على الزهور التي نمت بعد ذلك في مكان سقوطه فسميت (نرسيس)، ومنها ظهرت تسمية النرجسية في علم النفس، وهي شذوذ عشق الفرد لذاته وعندما دخلت الزهرة إلى بلاد العرب من بلاد فارس أطلقوا عليها نرجس.

تزهر هذه النبتة عادة في فصل الربيع، وتعتبر من النباتات المعمرة، وترمز زهرة النرجس إلى البدايات الجديدة في الحياة، حيث تتفتح في أوائل فصل الربيع، إيذاناً بنهاية فصل الشتاء.

سميت في المملكة المتحدة باسم زنابق الصوم الكبير، لأنّها تتفتح في بداية صومهم. وتلقب أيضاً بدموع الملاك والزنبق الصيني المقدس. بالإضافة إلى ذلك، ترمز زهرة النرجس في ثقافة الصين إلى الحظ والثروة، كما تعتبر الزهرة الوطنية الرسمية لويلز. إضافة إلى استخدامها كشعار لجمعيات ومنظمات مكافحة السرطان حول العالم.

ثانياً:تسمية زهرة النرجس:

النرجس: Narcissus ومفرده نرجسه. هي واحدة من أكثر من 40 نوعاً من النباتات البُصيلية المعمرة، حيث تُعتبر واحدة من نباتات الزينة.

موطن النبتة الأصلي أوروبا ودول المتوسط، وتحظى باهتمام كبير في إسبانيا والبرتغال، وتعود إلى ما يقارب 300 عام قبل الميلاد. دخلت إلى بريطانيا عبر الرومان الذين اعتقدوا بقدرتها على الشفاء، ويتضمن النرجس عدّة أنواعٍ، مثل: النرجس البري، والنرجس الأصفر، والنرجس الأسلي، كمايتراوح طول النبتة حوالي 5 سم-1.2 متر، ولها عدة أشكال مختلفة بحسب النوع، إذ قد تتخذ شكل البوق كما هو الحال في النرجس البري وقد تتخذ شكل الفنجان كما في النرجس الشاعر.

شكل الزهرة مستدير وتشبه النبتة الكوب أو البوق، لونها أصفر مائل للبرتقالي ولها بتلات بيضاء، كما تختلف ألوانها أيضاً بين الأصفر، والأبيض، والوردي، والبرتقالي، حيث تُوجد بعض الأنواع التي تفتقد للرائحة، بينما تمتلك معظمها رائحة قوية وعطرة، والبعض الآخر له رائحة خفيفة شبيهة برائحة الربيع.

يعتبر النبات من النوع الأناني الذي يحب أن ينمو لوحده حيث يقتل أي نبات ينمو بجواره، ويعيش هذا النبات في معظم أنواع التربة؛ باستثناء التربة المالحة، كما تتباعد نباتات النرجس عن بعضها البعض بمقدار 15- 30 سم، وعلى الرغم من ذلك، فإن زهرة النرجس ضعيفةً اتجاه الآفات.

ثالثاً: فوائد النرجس والاستخدامات الطبية لها:

كان العرب من أوائل من استعمل زيت النرجس كزيت للدهن، كما تستخدم رائحته للمساعدة على التركيز، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الذعر أو القلق لكن معظم أنواعه تحتوي على سم لايكورين القلوي، الذي يتركز بشكل خاص في بصيلات الزهرة، وقد تم استعمال هذه الزهرة في الكامبو kampo (الطب الياباني التقليدي)، كما ذكر الطبيب الروماني aulus cornelius celsus جذورها في لائحته الخاصة بالأعشاب الطبية. وللنرجس العديد من الاستخدامات والفوائد منها:

  • يستخدم زيته كمقوي للأعصاب، كما يعالج حالات التشنج من خلال تدليك الجسم به.
  • تخفيف أوجاع البطن وعلاج حالات الغثيان وتقرحات المعدة كما أنه مسهل و طارد للديدان، وذلك بغلي بصيلات الزهرة وشرب منقوعها.
  • مركبات النرجس تعمل على تخفيف حالات الاكتئاب وتحسن عمل الدماغ والخلايا العصبية.
  • يفيد في تخفيض حرارة الجسم العالية.
  • يعالج أمراض الزكام ويقلل من البلغم.
  • علاج بعض الأمراض المزمنة كالصرع والسعال.
  • يساعد على التئام الجروح ووقف النزف.
  • يفيد في زيادة القدرة الجنسية عند الرجل.
  • يدخل في تركيب بعض كريمات الشعر، لزيادة كثافته وعلاج تقصفه ومنع تساقطه، وذلك بنقع الأوراق لمدة أسبوعين في زيت الزيتون.
  • مسحوق بذور النرجس يزيل الكلف والنمش ويعالج الثعلبة.
  • يستخدم زيت نبتة النرجس في صناعة العطور والأدوية وبعض مستحضرات التجميل بالإضافة إلى ذلك يستخدم في الإضاءة.

النرجس

رابعاً: محاذير استخدام النرجس:

لابد من التنويه إلى محاذير استخدام هذه الزهرة فالنرجس نبات سام لذا يجب الحذر ومراعاة الحالات التالية :

  • إبقاؤه بعيداً عن الأطفال في حال زراعته في حديقة المنزل.
  • قد يؤذي النرجس المرأة الحامل ويتسبب في الإجهاض وموت الجنين لذا يحذر من استخدامه بالنسبة للحوامل.

في الختام، عالم الزهور عالم واسع ومن الصعوبة بمكان الإحاطة بكل المعلومات عنه، وبالرغم من أن أسطورة نرسيس اليوناني قد تكون المعلومة الأكثر شيوعاً عن هذه الزهرة! لكن من المؤكد أنك الآن قد عرفت ما تجهله من خفايا عن زهرة النرجس.

تابع ملهمون فلعلك تكون ملهماً يوماً ما

قد يعجبك ايضا