الإشاعات الطبية | بين الخيال والحقيقة

تعدّ الإشاعات الطبية هي مجموعة من الأفكار المتداولة والمنتشرة على نطاق واسع بغض النظر عن مدى صحتها، إذ يتم نقلها دون الاستناد إلى مصدر موثوق حولها. قد تحمل هذه الشائعات قصصًا مخيفة ومخيبة للآمال وقد تكون إيجابية أحيانًا، ولكن الضرر الأكبر عندما تسبب أذية نفسية أو جسدية لشخص ما. فكيف تكون هذه الشائعات ضارة؟، وماذا يحدث عندها؟، وما العمل حيال ذلك؟. سنتحدث في هذا المقال عن خرافات وإشاعات طبية بين الخيال والحقيقة، تابع معنا وتعلم معنا كيف تفرق بين الحقيقة والزيف.

أشهر الإشاعات الطبية

من الطبيعي أن نصادف شائعات كثيرة حول أمراض تهدد الصحة أو حتى حول عادات يومية بسيطة. سنذكر في مقالنا هذا بعض الشائعات التي انتشرت حول أمراض معينة ومدى مصداقيتها.

كوفيد – إشاعات طبية بين الخيال والحقيقة

انتشرت الكثير من الاشاعات والأقاويل التي لا صحة ولا مرجع لها حول هذا الفيروس. وتم تداول أساليب مختلفة للعلاج على مواقع التواصل الاجتماعي من دون مصدر علمي موثوق. فكان لهذه الجائحة الحصة الأكبر من الشائعات. وهذه بعضًا منها:

  1. ساد الاعتقاد فيما يخص COVID-19 أن استخدام الماء الساخن للغسيل أو الشرب أو حتى غسل الجزء الداخلي من الأنف بمحلول ملحي يؤمن حماية من الإصابة عند التعرض للفيروس. بالتأكيد لا يمكن الاعتماد على ذلك في الوقاية من الفيروس. فأنت لا تستطيع غسل الممرات الأنفية أو الوصول إلى الحلق، لذا لا بد من الوقاية بارتداء الكمامة وغسل اليدين والحفاظ على التباعد الجسدي.
  2. هل تستطيع حماية نفسك من الإصابة بالفيروس عن طريق الحقن أو البلع أو الاستحمام بالمبيضات والمطهرات والكحول؟. هذا الاعتقاد خاطئ تمامًا، لا بل شديد الخطورة أيضًا. فهذه المركبات شديدة السمية وتسبب مضاعفات خطيرة عند دخولها مجرى الدم او حتى السبيل الهضمي فهي مصممة للاستخدام السطحي وتطهير اليدين فقط.
  3. الفيتامينات والمكملات الغذائية ومادة الكيرسيتين تقي من الإصابة بالفيروس؟. إن تناول الزنك وفيتامين د وغيرها من المكملات الغذائية قد يعزز المناعة ويدعم الجسم ولكن لا تقي هذه المواد من الإصابة ولا تعالج المرض.
  4. يفيد استخدام دواء آيفرمكتين للوقاية وعلاج المرض؟. يستخدم الايفرمكتين كمضاد فطري للحيوانات والبشر، ولم تصدر منظمة الغذاء والدواء الأمريكية أي بيان حول استخدامه كعقار مضاد لفيروس COVID-19. لذا فإن استخدامه بشكل عشوائي ودون وجود تجارب علمية قد يؤدي إلى تأثيرات سمية بسبب الجرعة المتناولة.

الاستقلال الشخصي وبدء مشروع الحياة

شائعات حول سرطان الثدي

يعتبر سرطان الثدي الأكثر انتشارًا بين السرطانات لدى النساء، وهذا ما يجعل الإشاعات والخرافات حوله كثيرة جدًا، وهنا سنناقش بعضها:

  1. سرطان الثدي يصيب فقط النساء في منتصف العمر فما فوق؟. في الواقع، إن العمر يلعب دورًا كعامل خطر مهم للإصابة بالسرطان ولكن هذا لا ينفي إمكانية الإصابة لدى الشابات وخاصة في ظل وجود قصة عائلية أو عامل وراثي. ومن الاعتقادات الشائعة أيضًا استحالة إصابة الرجال بسرطان الثدي. بالتأكيد إن إصابة الرجل أقل شيوعًا بل إنها نادرة وتشكل أقل من 1% من سرطانات الثدي ولكنها ممكنة الحدوث. وقد تكون أشد خطرًا لديه من الإناث، لأنه غالبًا ما يكشف في مراحله المتقدمة.
  2. تظهر كتلة مجسوسة دومًا في سرطان الثدي؟. قد يتجاهل بعض الأشخاص الإجراءات الوقائية للكشف المبكر عن السرطان لاعتقادهم بأنه يسبب دومًا كتلة مجسوسة في الثدي عند الفحص الذاتي، وبالتالي هم قادرين على كشفه فور حدوثه، ولكن هذا غير صحيح البتة. فقد لا تظهر الكتلة في سرطان الثدي حتى مراحل متأخرة من المرض وذلك عند انتشاره، ما يحرمهم فرصة العلاج والشفاء من المرض.
  3. يسبب ارتداء حمالة الصدر سرطان ثدي؟. لا يوجد ما يشير إلى وجود رابط بينهما، يمكن لحمالة الصدر “وخاصة بوجود سلك سفلي” أن تحد من التصريف اللمفاوي للثدي، وهذا يراكم المواد السامة فيه. ولكن لا يوجد دراسات واضحة حول تسببها بحدوث سرطان الثدي، بل أجريت دراسة عام 2014 تؤكد عدم وجود صلة بين ارتداء حمالة الصدر وسرطان الثدي.

إشاعات طبية بين الخيال والحقيقة

إليكَ بعض الشائعات الأخرى المنتشرة بشكلٍ واسع:

  1. يستخدم الإنسان 10% من عقله فقط؟. هذا ما يحب الجميع سماعه، أنت تستخدم 10% فقط فماذا لو استخدمت 100%؟. في الواقع، أنت تستخدم فعليًا 100% من دماغك، فإن إصابة أو تلف أي جزء بسيط منه سيؤدي إلى ضرر وخلل واضح لديك بحسب المنطقة المصابة. فلو كنت تستخدم فقط 10% لما شكل أذية عدة أجزاء من الدماغ فرقًا لديك.
  2. الخروج مبللًا يمكن أن يصيبك بنزلات البرد؟. تسبب الفيروسات والبكتيريا نزلات البرد، ولا علاقة لذلك بالخروج مبللًا أو قضاء وقت طويل في الخارج، بل على العكس تمامًا. تكثر الفيروسات والجراثيم في الشتاء والأماكن المغلقة وبالتالي فإن الخروج في الهواء الطلق يجعلك أقل تعرضًا للعدوى والإصابة بنزلات البرد.
  3. إزالة الشعر الرمادي أو الأبيض يؤدي إلى تضاعفه وزيادة كثافته؟. لا يوجد ما يدعم هذا الخرافة، فكمية ووقت ظهور الشعر الرمادي يتعلق بعوامل وراثية بحتة. ولن يؤدي اقتلاع شعرة إلى ظهور اثنتين أو ثلاث من الشعر الرمادي مكانها.
  4. الاستحمام أثناء فترة الدورة الطمثية يضر بالصحة؟. من أكثر الخرافات شيوعًا بين الإناث، والتي ينافيها العلم تمامًا. فهذا لا يشكل ضررًا على الإطلاق، بل له فوائد كثيرة أيضًا. فهو يزيد من تدفق الدم وتقليل التقلصات الرحمية وبالتالي يقلل من آلام الحيض. كما أنه يحسن المزاج فيساعد على مواجهة الأعراض براحة أكبر.

كما وجدنا، يميل بعض الأشخاص إلى حل الأمور أو بالأخص التعامل مع الأمراض على حسب اعتقادهم وإيمانهم، أو بالأخذ بنصائح وتوجيهات الأصدقاء والمعارف ممن واجهوا التجربة ذاتها ونجحوا بالتغلب على المرض بمحض الصدفة أو تبعًا لمعايير شخصية. قد يكون اتباع الأساليب عينها بالنسبة لشخص آخر مفاقمًا للمرض أو مسببًا لأذية أخرى أو ببساطة ليس له أي تأثير يذكر. لذا يجب التأكد دومًا من مصدر علمي موثوق واعتماده بدل اتباع بعض الشائعات والخرافات السائدة، والتي يمكن أن تكون غير منطقية وغير مريحة أو تسبب ضررًا لك أو حتى تحرمك إمكانية النجاة.

تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما
قد يعجبك ايضا