متلازمة كابجراس | تعرف على أهم أعراض وطرق علاج متلازمة كابجراس النادرة

تخيل لو أنك تعيش وسط مجموعة من الناس ينتحلون صفة أهلك أمك وأباك وإخوتك وأصدقاءك المقربين. ولكنهم في حقيقتهم هم كائنات غريبة ومخلوقات فضائية انتحلت شخصية أهلك وأصدقائك. في الواقع هذا ليس فيلم رعب أو حلقة من فيلم كرتوني خيالي. بل هذه الحادثة قد تتحول إلى حقيقة وأمر واقع في حال إصابة أي إنسان بمتلازمة كابجراس. هذا المرض النادر الذي تم تشخيصه آلاف المرات بطريقة خاطئة لأنه أحد الأمراض النفسية النادرة التي قلّما تصادف الأطباء. كل هذا يفرض علينا معرفة تفاصيل هذا المرض الغامض وكيفيّة علاجه وهذا ما سوف نستعرضه وإياكم الآن.

ما هي متلازمة كابجراس

في الواقع إن متلازمة كابجراس هي إحدى الأمراض النفسية النادرة. التي لم تكن معروفة من قبل الطب النّفسي حتى عام ألف وتسعمئة وثلاثة وعشرين. حين اكتشفها لأول مرّة الطّبيب النّفسيّ من جنسية فرنسية “جوزيف كابجراس”
يطلق على متلازمة كابجراس أيضاً اسم “متلازمة المنتحلين” كما يطلق عليها بالفرنسية اسم “وهم المتشابهون”
وكابجراس هي عبارة عن مرض نفسي ومتلازمة نادرة يصاب به بعض النّاس. وفي هذه المتلازمة يعتقد الشخص المصاب بها أن المقربين منه ولا سيما أهله وأصدقاؤه وحيواناته الأليفة قد تم استبدالهم بأشخاص آخرين هم على الأغلب كائنات فضائية أو وحوش خيالية. وهنا لا بد لنا من التنويه إلى أن النساء معرضون للإصابة بمتلازمة كابجراس أكثر من الرجال.

أعراض الإصابة بمتلازمة كابجراس

في الواقع فإن أعراض الإصابة بمتلازمة كابجراس تختلف من شخص إلى شخص آخر. وعلى أي حال فإن المريض يكون مقتنعاً بشكل تام بأن المقربين منه قد تم استبدالهم بمنتحلين. ولا يمكن لأي أحد أن ينجح في تغيير قناعاتهم هذه مهما كانت الإثباتات التي تم تقديمها لهم. وفي الغالب يكون هؤلاء الأشخاص الذين تم انتحال شخصيتهم. تربطهم مع المريض صلات عاطفية قوية ولا تشمل صفة الانتحال بالنسبة للمريض بمتلازمة كابجراس الأشخاص الغرباء ولا الأصدقاء غير المقربين.

ويترافق الاعتقاد بالانتحال اعتقاد آخر بأن هذا المنتحل هو شخص شرير وكائن غير بشري. ومن المهم ذكره أن المريض بمتلازمة كابجراس يتحول بشكل تدريجي إلى شخص عنيف. ومن المحتمل أن يؤذي الأشخاص الذين يتعلق الوهم بهم ويشكل خطراً عليهم. إذ من الممكن أن يلجأ المريض إلى محاولة قتل المنتحل أو إلحاق الأذى به لاعتقاده أنه شخص شرير.

متلازمة كابجراس
مريض متلازمة كابجراس بين أهله

مَن هم أكثر الناس عرضة للإصابة بهذه المتلازمة

في الحقيقة وكما ذكرنا سابقاً فإن الإناث أكثر تعرضاً للإصابة بمتلازمة كابجراس من الذكور. ولكن هذا لا يعني عدم احتمالية إصابة أياً من الجنسين بهذه المتلازمة. ولا سيما إذا كان هذا الشخص ممن يعانون من أمراض نفسية أو عقلية وعصبية من أهمها:

  •  المدمنين على تعاطي المخدرات نتيجة ما تلحقه المخدرات من حالات اعتلال في الأعصاب وهلوسات. ولا سيما من يتعاطون مخدرات الكيتامين.
  •  الخرف ولا سيما “خرف ليوي” الذي يسبب تراجع القدرات الذهنية لدى المصاب. وهلوسة بصرية تجعله يرى أشياء غير موجودة أصلاً بل مجرد أوهام وخيال.
  •  التعرض لبعض الإصابات على الرأس والتي تؤثر على عمل الدّماغ.
  • الإصابة بمرض الألزهايمر والذي يتسبب في موت خلايا الدماغ تدريجياً وعدم القدرة على تعويضها.
  •  اضطرابات في المزاج والتي يكون سببها في الأغلب نفسياً.
  •  فقدان المريض اتصاله بالواقع نتيجة إصابته بالمرض النفسي المسمّى “الفصام البارانويدي” ويعاني المريض فيه من هلوسات سمعية وبصرية وكذلك توهم الاضطهاد.
  •  الأشخاص الذين يعانون من الإصابة بداء السكري
  •  الإصابة بنوبات الصداع النصفي.
متلازمة كابجراس
الآخرين بنظر مريض متلازمة كابجراس

كيف يمكن التعامل مع الأشخاص المصابين بمرض كابجراس

إن التعامل مع مرضى متلازمة كابجراس هو أمر صعب ودقيق. ولا سيما أنه من أفراد الأسرة غالباً وعلى احتكاك مع الجميع ولكن ثمة بعض الاستراتيجيات التي يمكن من خلالها التعامل بشكل ممكن مع المصابين بها ومن أهمها:

  1. التركيز على معالجة الأسباب: أي علاج الحالة التي أوصلت الشخص إلى الإصابة بمتلازمة كابجراس. فإن كان السبب مثلا تعاطي المخدرات يجب علاجه من الإدمان وإذا كان السبب الإصابة بمرض الفصام مثلاً فإنه لا بد من معالجة حالة الفصام عند طبيب نفسي مختص وبالتالي تتحسن حالة المصاب بمتلازمة المنتحل.
  2.  استخدام الأدوية في العلاج: ولا سيما الأدوية التي تحوي مثبطات أنظيم كولين استيراذ وبالتالي تحسن ذاكرة المريض ومن أهم هذه الأدوية مضادات الاكتئاب ومضادات القلق وأدوية الذهان.
  3. العلاج بطريقة التثبيت: في هذا النوع من العلاج يلجأ الكادر الطبي إلى دعم هذه الأوهام وتثبيتها لدى المريض عوضاً عن دحضها. وذلك بهدف التخفيف من النوبات العصبية وحالات القلق والتوتر العصبي التي يعاني منها المصابون بهذه المتلازمة.
  4. التركيز على العلاج السلوكي والعلاج النفسي للمريض: والهدف من هذا العلاج خلق بيئة إيجابية يحاط بها المريض تشعره بالكثير من العطف والحنان والأمان. وبالتالي ينخفض معدل توتر المريض ويصبح أكثر هدوءاً وطمأنينة وهذا بدوره يؤدي إلى تحسن حالة المريض. إضافة إلى قيام الشخص الذي يتولى علاج المصاب بتقديم تذكيرات متكررة حول المكان الحالي. والوقت والتذكير بالأحداث المهمة والتغييرات الجذرية التي تحدث حوله.
متلازمة كابجراس
متلازمة كابجراس

أحدث نظرية في علاج داء كابجراس

في الآونة الآخيرة تم التوصل إلى نظرية فعالة في علاج المصابين بداء كابجراس وهذه النظرية تقول “لما كان الوهم لدى المريض بمتلازمة كابجراس مرتبطاً بشكله. وأن هذا الوهم يختفي عند سماع صوت الشخص من دون رؤية شكله. كأن يحادثه عبر الهاتف مثلا أو من خلف جدار فإن أفضل طريقة للتواصل مع هؤلاء المرضى هو استخدام الصوت المرتفع ذلك أن الانطباع الأول والصورة الأولى التي يرسمها العقل عنك هي صوتك. لذلك يفضّل أن يتم التحدث مع المريض بصوت عالٍ قبل رؤيتك.

وأخيراً يمكننا القول إن الأمراض النفسية لا تقل خطراً عن الأمراض الجسدية. بل على العكس تماماً فالمرض الجسدي يكون غالباً ذا أعراض واضحة وممكنة العلاج. أما المرض النفسي فإنه غالباُ يبقى مستتراً تحت قناع الصحة والعافية. وقد لا يتم يتم اكتشافه حتى وقت متأخر. بعد أن يتفاقم المرض ويصبح علاجه أمراً صعباً وربما مستحيلاً.

فريق ملهمون ينصحكم بعدم الاستخفاف بالأمراض النفسية. وعدم التردد في زيارة الطبيب النفسي عند الإحساس بأي سوء وعدم الخجل من ذلك. ولا سيما بعد أن أصبحت حياتنا اليومية مثقلة بالضغوطات والأعباء التي تستنفد أعصابنا حتى الرّمق الأخير. دمتم سالمين بصحة وعافية.

تابع ملهمون لعلك تكون ملهما يوما ما
قد يعجبك ايضا