مرض الشلل الرعاش من الأمراض التي تزايد الاهتمام بها في الآونة الأخيرة، ويتم مؤخراً طرح تساؤل حول احتمالية انتقاله الوراثي. لذلك سوف يقدم لكم موقع ملهمون، مقال يحوي أحدث المعلومات عن مرض الشلل الرعاش (باركنسون) وأسبابه، بالإضافة لمناقشة صحة النظرية الوراثية.
المحتويات
ما هو مرض الشلل الرعاشي؟
هو ثاني أشيع الأمراض العصبية التنكسية، التي تصيب المتقدمين بالسن، بعد مرض الزهايمر Alzheimer disease.
يتظاهر مرض الشلل الرعاش غالباً بعد عمر الستين عاماً، حيث يكون من النادر الإصابة به في مرحلة الشباب وقبل عمر الخمسين. كما يتصف مرض باركنسون بأنه بطيء الترقي، تتفاقم أعراضه خلال مدة قد تصل إلى عدة سنوات. وأيضاً يوجد اختلاف في توزع الإصابة تبعاً للجنس، حيث تزداد نسبة الإصابة بمرض الشلل الرعاش عند الذكور مقارنةً بالإناث، فإن إصابة أنثى واحدة تقابلها إصابة 46 ذكر. تنتج أعراض مرض باركنسون عن تموت خلايا مسؤولة عن الحركة وتناسقها في الدماغ. حيث يؤدي هذا التموت (التنكس) إلى انخفاض مستوى الدوبامين في الدماغ Dopamine.
ما هي أعراض مرض باركنسون؟
يؤدي انخفاض الدوبامين إلى رجفان (ارتعاش) يظهر في أثناء الراحة وعند التركيز في مهام معينة، وغالباً ما تتظاهر في الكفين والفكين. بالإضافة إلى بطء في الحركة، يشمل كل من سرعة أداء الحركة ومدى سعة الحركة، كما يسبب يبوسة في العضلات والمفاصل. قد تؤدي الأعراض السابقة إلى عدم تمكن المريض من القيام بأعماله اليومية، وبالتالي تؤدي لتراجع إنتاجيته، وشعوره بالرضا. بالإضافة إلى الأعراض السابقة، يمكن أن يسبب باركنسون العديد من الأعراض الذهنية (العقلية) والنفسية. على سبيل المثال، يمكن أن يسبب الشلل الرعاش اكتئاب وفقدان رغبة بالحياة، وكذلك اضطراب ذاكرة وعته Dementia.
سبب مرض الشلل الرعاش
إن السبب الفعلي وراء ظهور أعراض مرض باركنسون هو انخفاض مستويات الدوبامين Dopamine، ذلك نتيجة تموت خلايا الدماغ. أما عن سبب هذا التموت في الخلايا، فلا يزال السبب غامض حتى الآن، على الرغم من ظهور عدة نظريات تحاول تفسيره. حيث وجدت الدراسات الحديثة تعدد حالات الإصابة بمرض باركنسون ضمن العائلة الواحدة. مما دفع الباحثين إلى دراسة السبب الوراثي وراء الإصابة، حيث تم اكتشاف بعض الجينات التي قد تكون مسؤولة عن المرض. لكن النظرية الوراثية Genetic theory للإصابة بداء باركنسون لا تزال قيد الدراسة ولم تثبت بعد. علاوة على ما سبق، تم ربط الإصابة بالشلل الرعاش مع التعرض لبعض السموم، بشكل متكرر وبكميات كبيرة (تسمم).
أول هذه السموم وأكثرها انتشاراً هي المبيدات الحشرية Pesticides، حيث أظهرت الإحصائيات ازدياد معدل انتشار مرض باركنسون في الأرياف مقارنةً بالمدن. بالإضافة لما سبق، تم ربط الإصابة بمرض باركنسون مع التعرض للعديد من السموم التي قد تتواجد في بعض المهن. على سبيل المثال، التعرض لنشارة الخشب عند النجارين، أو التعرض للمعادن الثقيلة مثل النحاس والمنغنيز المستخدمان في بعض الصناعات الكيماوية. إن كل الأسباب المحتملة السابقة تزيد خطر الإصابة بباركنسون بعد عمر الستين، ولكنها ليست السبب الرئيسي المباشر.
النظرية الوراثية Genetic theory
إن أحدث الدراسات حول الجينات المسؤولة عن مرض باركنسون، تم إجراؤها على أسرة من إسبانيا واثنتين من إيطاليا. تم انتقاء هذه الأسر بناءً على تواتر ظهور حالات الشلل الرعاش، وذلك في أعمار مبكرة قبل عمر الستين. حيث لاحظ الباحثون وجود مورثة تحمل اسم PINK 1 اختصاراً، إن هذه المورثة تنتج بروتين يقلل تأثير الإجهاد والتوتر على خلايا الدماغ، بالتالي يحميها من التنكس والموت.
لذلك فإن أي طفرة mutation (ضرر) يصيب هذا الجين، يؤدي لإنتاج بروتين مخرب، غير قادر على حماية الخلايا العصبية من التأثيرات السلبية. على الرغم من العلاقة السابقة، إلا أن نسبة مصادفة هذه الطفرات الجينية ضمن العائلات ضئيلة جداً. بالتالي فإن احتمال كون مرض باركنسون ينتقل بشكل وراثي، من الآباء إلى الأبناء وارد ولكنه نادر جداً.
الوقاية من مرض باركنسون
إن المسبب الرئيسي لمرض باركنسون، لا يزال غامضاً حتى الآن، وإن جميع النظريات السابقة تزيد خطر الإصابة به دون أن تسببه. بالتالي لا يوجد طرق محددة فعالة في الوقاية من المرض، ولكن الدراسات الحديثة لا تزال تعمل على ربط خطر الإصابة به مع متغيرات متعددة. حيث ينصح الباحثون بالابتعاد عن السموم المتهمة بإحداثها لمرض باركنسون مثل المبيدات الحشرية والنحاس وغيرها.
كما يمكن اللجوء إلى إجراء فحص جيني ضمن العائلات التي تتكرر بها الإصابة بمرض باركنسون في أعمار صغيرة. أما في حالة الإصابة الحالية بمرض باركنسون، يوجد العديد من الإجراءات التي يمكن أن تمنع أو تؤخر تفاقم الأعراض.
على سبيل المثال، وجدت دراسات مؤخرة أن الكافيين الموجود في القهوة والكولا، قد يقي من الإصابة بالمرض. ولكن لا ينصح باتباع هذه الطريقة، ذلك بسبب مخاطر الكافيين على الجهاز العصبي والقلبي، التي قد تفوق فائدته لمرض باركنسون. كما يتم اللجوء إلى تناول التفاح، لما له من خواص مضادة للأكسدة، تساعد في حماية خلايا الدماغ من التنكس والموت.
بالإضافة إلى تواجد العديد من الحميات الغذائية المخصصة لمرضى الشلل الرعاش، والتي تساعدهم على تجاوز الأعراض المختلفة مثل الإمساك. كما يجب ألّا ننسى الفوائد المذهلة التي قد تعود بها ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة والمدروسة جيداً على مرضى الشلل الرعاش. حيث تنعكس آثارها إيجاباً على الأعراض الحركية للمرض من يبوسة العضلات واضطراب التوازن، إضافةً إلى الأعراض النفسية.
ختاماً نكون قد قدمنا لكم مقال عن مرض الشلل الرعاش وأعراضه، وكذلك ذكرنا أهم الأمور المتهمة بإحداثه والأساس الوراثي له. فضلاً عن الطرق المختلفة التي يمكن ابتاعها للوقاية من مرض باركنسون، مع تمنياتنا لكم بدوام الصحة والعافية.
تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما.