فيروس ماربورغ | جائحةٌ جديدةٌ تلوح في الأفق!
بعد 3 سنوات من تفشي COVID VIRUS بأشكاله وأسمائه المتنوّعة، والعديد من موجات الانتشار في بلدان مُختلفة، باتت الأوبئة أمرًا متوقّعًا ومُقلقًا بعد اعتقادنا لفترةٍ طويلةٍ من الزمن أنّ تطوّرنا العلميّ والطبيّ كافٍ للسيطرة عليها قبل انتشارها. إلّا أن التحوّلات الفيروسيّة والتحوّرات الجينيّة التي تطرأ على الفيروسات أسرع من قدرتنا العلميّة والدوائيّة على مواكبتها أو توقّعها، الأمر الذي يدفعنا لاستباق الخطر في الحالات القادمة المشابهة (خلال الإصابات الأولى بها). ومع عودة ظهور فيروس ماربورغ، والتوقّع الوبائيّ له، ينبغي علينا معرفة أعراضه، طرق انتقاله، كيفيّة الوقاية منه، وذلك للسيطرة على انتشاره أو حماية أنفسنا منه.
المحتويات
أصل تسمية فايروس ماربورغ
انطلقت تسمية هذا الفيروس باسمه “فايروس ماربورغ” كنتيجةٍ لتفشيه الواسع في مدينة ماربورغ الألمانيّة، حيث انتشر بشكل كبير وأدّى لإصابات ووفيّات بالآلاف وذلك في العقد السابع من القرن الماضي (تحديدًا عام 1967)، كما شهدت كلٌّ من مدينة فرانكفورت الألمانيّة، وبعض مدن صربيا انتشارًا مشابهًا في تلك الفترة.
أطلق على هذا المرض وقتها (حمى ماربورغ النزفيّة Marburg haemorrhagic fever)، وذلك لما يسبّبه من حمىً نزفيّةٍ شديدةٍ لدى المصابين وفقًا لمنظمة الصحّة العالميّة Who.
بيانات الفيروس
الاسم |
فيروس ماربورغ |
العائلة | فصيلة الفيروسات الخيطيّة. |
التشخيص التفريقي |
|
فترة الحضانة | من يومين إلى 21 يومًا. |
حدوث الوفاة | بعد 8 إلى 9 أيام من ظهور الأعراض الأوليّة، وعادةً ما يسبقها فقدان شديد للدم وصدمة. |
العلاج | لا يوجد علاج حتى الآن. |
أعراض الإصابة بـ فيروس ماربورغ MVD
توجد العديد من الأعراض التي يسبّبها هذا الفايروس، إلّا أنّها تشابهٌ إلى حدٍّ كبير أعراض أنواعٍ أخرى من الحمّى، ومن أهمّ هذه الأعراض:
- تشنّجات.
- آلام بطن.
- آلام عضلات.
- غثيان وإقياء.
- توعّك شديد.
- صداع شديد.
- إسهال مائي.
- ارتفاع الحرارة.
- نزيف من مناطق متعدّدة (وهو العرض المميّز لهذا الفايروس).
طرق انتقال عدوى فيروس ماربورغ
يعود السبب الرئيسي لتفشي هذا الفيروس إلى الاتصال المباشر مع المُصاب، حيث تنتقل العدوى عبر:
- الدم.
- الاتصال الجنسيّ.
- الأغشية المخاطيّة.
- إفرازات وسوائل الجسم.
- الأسطح والمواد (ألبسة أو أقمشة) ملوّثة بإفرازات المصاب.
نسبة الوفيات لدى مرضى فيروس ماربورغ MVD
ظهر 12 تفشيا لفيروس ماربورغ منذ أوّل ظهور له عام 1967، وجميعها تركّزت في بلدان جنوب وشرقيّ القارّة الافريقيّة، مثل أنغولا، الكونغو، كينيا، وأوغندا.
تفاوتت معدّلات الموت بشكلٍ عامٍّ في الحالات السابقة بين 24 إلى 88 المئة من إجماليّ المصابين، حيث تزيد الرّعاية الصحيّة المُبكّرة والمُكثّفة مع علاج الأعراض من فرص البقاء على قيد الحياة.
سير المرض
- يبدأ هذا المرض فجأةً، ويترافق مع حمّى، وهن عام، صداع شديد، وآلام في العضلات.
- في اليوم الثالث تبدأ أعراض الجهاز الهضمي، غثيان، إقياء، تشنّجات وآلام بطنيّة، مع إسهال مائي قد يستمر حتّى أسبوع.
- يعدُّ الطفح الجلدي غير التحسّسي، والذي لا يترافق بحكّة، أحد السمات الرئيسيّة للمرض خلال فترة التفشي الأولى (عام 1967 في مدينة ماربورغ).
- تبدأ الأعراض النزفيّة الشديدة في المرحلة التالية (2-7 أيام)، والتي غالبًا ما تترافق مع الحالات الشديدة والمميتة.
- في حين يصاحب الدم الطازج في القيء والبراز نزيف من الأنف واللثة والمهبل.
- بالإضافة لضرورة الانتباه إلى أنّ تدخل الجهاز العصبي المركزي قد يؤدي للارتباك والتهيج والعدوانية.
- كما تم الإبلاغ عن حالة من التهاب الخصية (التهاب إحدى الخصيتين أو كليهما) في المرحلة المتأخّرة من المرض (15 يوما).
المضيف الطبيعي للفيروس
تُشكّل خفافيش روسيتوس إيجيبتياكوس (Rousettus aegyptiacus) المضيف الطبيعيّ لهذا الفيروس، والتي تُدعى أيضًا بخفافيش الفاكهة. حيث انتقل المرض إلى البشر عن طريقها، في حين ينتشر بينهم من فردٍ لآخر.
إلّا أنّ القرود الافريقيّة الخضراء Cercopithecus aethiops كانت السبب الرئيسيّ للتفشي الأوّل للمرض، حيث تمّ استيراد عدد منها من أوغندا إلى ألمانيا، وكانت السبب في انتقال المرض وتفشيه وقتها.
وصف الجائحة الجديدة
في 28 يونيو 2022، استنفر القطاع الصحيّ في منطقة أشانتي بغانا نتيجة الاشتباه بحالتين من الحمّى النزفيّة الفيروسيّة. تقع هذه المنطقة في وسط غانا، وهي أكثر مناطق البلاد اكتظاظًا بالسكان.
الحالة الأولى لرجلٍ يبلغ 26 عامًا، كان يعمل في مزرعة في منطقة Adansi North، وله سجلُّ سفرٍ سابق، قبل ظهور الأعراض في 24 يونيو، وصل من غرب البلاد إلى منطقة أشانتي. سعى ههذا الرّجل للحصول على الرّعاية في المستشفى في 26 يونيو قبل أن يتوفي في 27 يونيو. نُقلت الحالة ودُفنت في منطقة صوالا تونا بمنطقة سافانا المتاخمة لكل من بوركينا فاسو وكوت ديفوار، وتم الدفن قبل ظهور نتائج الفحوصات المخبرية لـ MVD.
أمّا الحالة الثانية فتتعلق برجلٍ يبلغ من العمر 51 عامًا كان يعمل في مزرعةٍ في بلديّة بكواي بمنطقة أشانتي، حيث سعي للحصول على الرعاية في نفس المستشفى مثل الحالة الأولى في 28 يونيو قبل أن يتوفي في نفس اليوم.
تبيّن فيما بعد أنّ كلتا الحالتين كانتا مصحوبتين بحمّىً، وهنٍ عام، نزيفٍ من الأنف والفم، ونزيفٍ تحت الملتحمة (نزيف الأوعية الدموية في العين). تم جمع عيّنات دم المريضين في 27 يونيو للحالة الأولى و 28 يونيو للحالة الثانية وأرسلت إلى معهد نوغوتشي التذكاري لأبحاث الطب (NMIMR) للاختبار. في 1 يوليو، ثبتت إصابة كلتا الحالتين بفيروس ماربورغ عن طريق تفاعل البوليميراز المتسلسل العكسي (RT-PCR).
في 12 يوليو، تم إرسال العينات التي تم جمعها من الحالتين إلى معهد باستور في داكار، السنغال (IPD) الذي أكّد النتائج من NMIMR في 14 يوليو 2022.
هل الخطر قادم؟
حسب تقييم منظمة الصحة العالميّة لتفشي المرض، ترى أنّ مخاطره عاليةٌ على المستوى الوطنيّ، معتدلةٌ على المستوى الإقليميّ، ومنخفضةٌ على المستوى العالميّ، إلا أن عدم التحديد الوبائيّ لمصدر انتشار هذا الفيروس يثير القلق، ويدعو إلى المزيد من المراقبة المجتمعيّة والتأهّب الصحيّ على مستوى القطاع الطبيّ بشكلٍ عام.
في حين تبقى الاجراءات الوقائيّة ضرورةً للوقاية من جميع الأشكال الفيروسيّ والوبائيّة المنتشرة حاليًّا، مع ضرورة التأهّب وزيادة الوعي حول مخاطر هذه الأوبئة، وضرورة الكشف المبكّر عن الحالات والإفصاح عن الإصابة بها خوفًا من حدوث ما هو أعظم.
نسعى لنترك أثراً ملهماً حول العالم