ديسك الظهر الأعراض والأسباب وطريقة العلاج.. يعد ديسك الظهر من المواضيع الطبية التي يكثر السؤال عنها، وذلك بسبب انتشارها الكبير في حياتنا. لذلك حرص موقع ملهمون، على تقديم مقال يبين فيه ما هو ديسك الظهر وكيف يمكننا علاجه، والشفاء منه.
المحتويات
ما هو ديسك الظهر؟
يتكون العمود الفقري من تسلسل فقرات عظمية، يفصل بينها أقراص غضروفية بين فقرية Intervertebral disc. حيث يتألف القرص الغضروفي الواحد، من نواة داخلية مرنة، يحيط بها محفظة من الألياف الصلبة. وتكون الفائدة من هذه الأقراص الغضروفية، ربط الفقرات العظمية للعمود الفقري مع بعضها، وتجنب احتكاكها ببعضها. كما تسمح بالقيام بحركات بسيطة، وتعمل على امتصاص الصدمات التي يمكن أن تؤثر على العمود الفقري. وذلك بسبب النواة المرنة المكونة للأقراص، التي تعمل على التخفيف من حدة الصدمات، وحماية العمود الفقري من الأذيات الخطرة. حيث أن أي تغير في الأقراص الغضروفية لفقرات الظهر، سواء في البنية أو مكان توضعها، يمكن أن تسبب الإصابة بديسك الظهر.
ما هي أسباب الإصابة بالديسك؟
تحدث الإصابة بديسك الظهر، نتيجة أذية يتعرض لها القرص الغضروفي الذي يقع بين الفقرات. حيث يمكن أن تتخرب المحفظة الليفية الخارجية للغضروف، مما يسبب خروج المادة الداخلية التي تشبه الهلام (النواة)، من خلال المحفظة المتآكلة. وهذا ما يسمى بالانفتاق الغضروفي Spinal disc herniation ، الذي يمكن أن يسبب انزلاق الغضروف وخروجه من مكانه بين الفقرات. يحدث الانفتاق الغضروفي بشكل طبيعي مع التقدم في العمر، حيث إن نسبة كبيرة من الأشخاص فوق سن ال40، يتعرضون لتآكل تدريجي في المحفظة الخارجية للقرص الغضروفي. ويمكن أن يعود السبب إلى الجفاف الذي يصيب القرص مع التقدم في العمر. كما يمكن أن يحدث المرض نتيجة إصابة شديدة للعمود الفقري، كحادث سير أو سقوط من مكان مرتفع. ويمكن لرفع الأشياء الثقيلة بطريقة خاطئة، كالإعتماد على عضلات الظهر بشكل رئيسي في حملها، أن يسبب انفتاق وانزلاق غضروفي. كما تسبب وضعيات الجلوس الخاطئة، على المدى الطويل ديسك ظهر، مثل الجلوس لساعات طويلة أمام الكومبيوتر أو خلف المكتب. وبينت الدراسات أن أطباء الأسنان هم الأكثر عرضة للإصابة بديسك الظهر والرقبة.
ما هي أعراض الإصابة بديسك الظهر؟
يمكن أن تحدث الإصابة دون أن تتظاهر بأعراض واضحة، ولكن في بعض الحالات يؤدي الانفتاق الغضروفي، إلى ضغط القرص على العصب المجاور له. وهنا تبدأ الأعراض بالظهور، وتختلف حدتها تبعاً لمدى إصابة العصب، وغالباً ما تؤثر على جهة واحدة من الجسم. ومن أكثر الأعراض شيوعاً:
ألم أسفل الظهر
غالباً ما يراجع المريض الطبيب بسبب آلام أسفل الظهر، حيث يعد الانزلاق الغضرفي بين الفقرتين القطنية الرابعة والخامسة هو الأكثر شيوعاً.
ألم في الساق
عادة ما يحدث ألم ممتد على طول الساق، وقد يترافق مع خدر وتنميل، وذلك نتيجة ضغط القرص الغضروفي على العصب الوركي المجاور له، مما يسبب ألم على طول مسار العصب، وخدر في الأماكن التي يقوم بتعصيبها. وإذا كان الضغط شديداً على جذر العصب، قد يؤدي إلى شلل في الساق، وذلك في الحالات الخطيرة.
ضعف في عضلات الساق
حيث تضعف العضلات التي يتم تعصيبها عبر العصب الوركي، مما يؤثر على قدرتها في انجاز المهام، مثل المشي لفترات طويلة، وممكن أن تؤدي إلى السقوط في الحالات الشديدة. وتزداد شدة الألم في حالات عديدة مثل حمل الأشياء الثقيلة، الذي يؤدي إلى ازدياد الضغط من قبل القرص الغضروفي، على العصب المتأذي المجاور له. كما أن السعال والعطاس، أو الانحناء إلى الأمام كلها عوامل تودي إلى زيادة الألم.
ما هي طرق العلاج؟
عادة ما تكون الراحة لوحدها كفيلة بالعلاج من المرض، حيث تزول الأعراض تلقائياً خلال ثلاث أشهر. ولكن يوجد بعض العلاجات التي يمكن الإعتماد عليها، للتخفيف من الأعراض نذكر منها:
العلاج الدوائي للتخفيف من أعراض ديسك الظهر
يمكن الاعتماد على مسكنات الألم، للتخفيف من آلام أسفل الظهر والساق. حيث يمكن استخدام أدوية الotc التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين Ibuprofen وأسيتامينوفين (الباراسيتامول). وكذلك مضادات الالتهاب الغير الستيروئيدية Nsaids، على سبيل المثال الأسبرين (Aspirin) والنابروكسين (Naproxen). أما في حالات الألم الشديد، يلجأ الأطباء إلى الستيروئيدات القشرية، حيث يمكن إعطائها فموياً، أو حقنها في الحيّز فوق الجافية. كما يمكن صرف المرخيات العضلية muscles relaxers، وذلك للتخفيف من تقلصات العضلات وآلامها.
العلاج الفيزيائي
يمكن أن يترافق العلاج الدوائي مع بعض التمارين الفيزيائية، التي تهدف إلى تخفيف الألم وكذلك تقوية عضلات الظهر. حيث أن القيام بالتمارين الرياضية، التي تعمل على تقوية عضلات الظهر، تساعد في التقليل من الضغط المطبق على الأقراص، وبالتالي التخفيف من الألم الناتج عنها. ويمكن الإستعانة بطبيب فيزيائي، حيث يقوم بوصف تمارين رياضية تناسب الحالة، وكذلك مكان توضع الألم.
العلاج الجراحي لديسك الظهر
غالباً ما يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي في الحالات الخطيرة، أو الغير مستجيبة على الأدوية. وذلك إما باستئصال الجزء المتأذي من القرص الغضروفي، أو استئصال القرص كاملاً واستبداله بآخر صناعي. ولكن في معظم الحالات، يكون العلاج الدوائي والفيزيائي كافيين لعلاج ديسك الظهر.
كيفية الوقاية من ديسك الظهر
توجد العديد من النصائح التي يمكن اتباعها، للتقليل من خطر الإصابة منها:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لتقوية عضلات الظهر والبطن والأرداف.
- التخلص من الوزن الزائد، وذلك للتخفيف من الضغط المطبق على العمود الفقري.
- عدم الجلوس لفترات طويلة، وفي حال ذلك يجب الجلوس بطريقة صحية وتجنب الانحناء.
- تجنب حمل الأغراض الثقيلة.
- الابتعاد عن التدخين، حيث بينت الدراسات أن الأشخاص المدخنين، عرضة للإصابة بآلام الظهر أكثر ب3 مرات، بالمقارنة مع غير المدخنين.
وبذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تعرفنا فيه على أسباب الإصابة بديسك الظهر مع الأعراض وطريقة العلاج.
تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما.