النقد البنّاء ومهاراته

النقد البنّاء ومهاراته

النقد البنّاء ومهاراته

هل تساءلت يوماً إن كان ما نسمعه من نقد للفنانين للمشاهير عامة هو نقد فعّال وبنّاء؟

وماذا عن الناقدين أكلّهم يحملون صفات الناقد البنّاء، الذي يستحق أن ينقد أصلاً ضمن شروط معينة؟

والنقد  البنّاء حقاً يؤثر على بنية المجتمع؟يطوّرها أم يؤثر عليها سلباً

وتلك الكلمات الغير لائقة أحياناً أتندرج تحت مسمى النقد  الذي يساعد على التطوير لا لغايات أخرى دونية؟

بل ما هو النقد البناء أساساً؟

مقالنا اليوم سيجيب عن جميع هذه التساؤلات التي لا تراودك وحدك بل الكثير منا.

 

تعريف النقد البنّاء

بدايةً إنّ النقد البنّاء ليس تعداد سلبيات فقط، وإنما هو طريقة التعبير عن الإيجابيات والسلبيات.

فهو طريقة سامية لتحديد السلبيات بشكل راقي وسلمي، كما أنّ الناقد دون شك يجب أن يكون عالماً بما ينقد، ليحقق تمام النقد البنّاء والناقد ولا يتحوّل لنقد آخر!

الفرق بين النقد البنّاء والهدّام

الفرق بين النقد البنّاء والهدّام

رغم تعريفنا بالنقد البنّاء لكن يبقى  أثر التباس  بين النقد البنّاء والهدّام، فما الفرق بينهما؟

حيث أنّ الهدّام هو طرح السلبيات ولوم الشخص على

الخطأ، دون محاولة إصلاحه، بالطبع لن يحاول، فغالباً هذا النقد يكون من شخص ذو خبرة معدومة.

وكما المتوقع، أنه في هذا النوع من النقد تذكر السلبيات

فقط، فالناقد هنا يغضّ النظر عن الإيجابيات،  حيث يجعل الموضوع كلّه سلبيات مهما كانت الإيجابية واضحة، كما أنه يمكن أن يصل للشتم والتلفظ بألفاظ دونية.

أما النقد البنّاء، فهدفه الأول والأخير تصحيح الخطأ، والارتقاء بالعمل، حيث أنّ المناقشة لو امتدت لساعات المهم هو الوصول للحل ولعمل يرضي جميع الأطراف.

بالإضافةً إلى غضّ النظر عن الشخص وعدم لومه، بل التركيز على الخطأ ومعالجته بوضع الحلول والبحث عن الأسباب.

وهو بنّاء، إذاً هو مناقشة بطريقة وديّة تحمل أهدافاً سامية.

 

أنواع النقد

 

لنميّز بشكل كامل بين النقد وأنواعه المتعددة لنكون على دراية تامة بالنقد، إضافةً لمعرفتنا بنوع النقد الذي نوجهه للأفراد.

لنحقق شرط العلم وننقد بشكل صحيح نقداً بناء لا غيره.

النقد الخارج عن الموضوع

إنّ هذا النقد منتشر ومعناه أن الشخص ينقد كل شيء، وأي شيء، بغضّ النظر عن الموضوع وعن أي شيء له علاقة به.

على سبيل المثال: تجد شخصاً يقدم مشروعاً عن بناء عمارة ما كمول، وآخر غير مبالٍ للموضوع ولا يعرف ما هو حقاً، فيقول لمقدم المشروع حذاؤك ليس رسمياً بما يكفي أنه غير مناسب لهكذا مشروع.

المظهر الخارجي دون شك مهم، لكن المشروع أهم بالطبع!

فالشخص يرتدي حذاءً مناسباً من وجهة نظره، وحتى إن لم يكن ليس نقداً يساعد للتطور، أهدافه ليست التحسين، إلا أنه ليس عن المشروع أصلاً.

هذا النوع من الانتقاد لا يجب أن يعطى أهمية، فإعطاؤه أهمية يزيد من انتشاره، لهذا السبب الحل الأمثل هو تجاهله عسى أن يختفي.

أنواع النقد

النقد المدمر

هجوم مباشر على الشخص بعينه لا الموضوع هو!

ويستخدم الناقد في هذا النقد ألفاظاً دونية ومحبطة، مثال أن يقول أنت غبي لن تنجح، مغرور وأناني أنت.

ووجود مثل هذه الانتقادات أمر خطير، لكن الذي يجب أن تعرفه أن من ينقد داخله عقدة نقص كبيرة، إلا أنّ ما يوجهه لك ليس إلا صفاته وأنه ليس صريحاً مع ذاته ويحاول إخفاء ذاته الحقيقة، وذلك برمي هذه الصفات على الآخرين.

النقد البنّاء

عكسهم جميعاً! أسمى أنواع النقد، لأن هدفه التحسين والتطوير وليس رمي كلام مؤذي، فلولا وجود النقد البنّاء لما كان هناك مجتمعات متطورة وأشخاص ناجحين، إذ أنّ النجاح يُبنى من الفشل، والفاشل ليس من يحاول النجاح، لكنّ الفاشل من توقف عن المحاولة!.

بما أن هذا النوع من النقد هدفه التطوير، فيجب تقبله بروح رياضية والاستفادة منه بأقصى درجة.

صفات الناقد البنّاء

ثانياً ليكون النقد بنّاء، قبل كل شيء يجب وجود  أساس  للناقد يبني نقده عليه، وصفات تؤهله ليكون ناقداً بنّاء، وليس يصفّ الكلام فقط،دون خبرة!

وصفات هذا الناقد هي

  • القدرة على انتقاء الكلمات السامية، التي تجعل السامع يتقبل برحابة صدر.
  • مناقشة السلبيات، إضافةً للأفكار بطريقة علمية.
  • وضع حلول وطرق لتطوير الفكرة لا لتدميرها!.
  • أن يكون هدف الارتقاء بالعمل أمام عينيه.
  • وأن لا يتناسى ذلك الهدف ويضع هدفاً آخر غير أخلاقي، كإسقاط الآخرين وإحباطهم وإبراز ذاته.
  • التواضع والاحترام بين طرفي النقاش.

النقد في مجتمعنا

بصفة عامّةً وللأسف النقد المنتشر في مجتمعنا ليس نقداً بنّاء، وإنما مدمر، فانظر  لكمية النقد الذي يوجّه للمشاهير، أكلّه بنّاء؟

بل للأسف أغلبه رأي مطروح بأسلوب غير أخلاقي،بدون تفكير بالخبرة أصلاً!

لكنّ النقد البنّاء مهم جداً في الحياة والمجتمع، فكما ذكرنا سابقاً أنّ النقد طريقة أساسية لتصحيح الأخطاء وتطوير المجتمع، إضافةً أنه يعين على ازدياد الترابط بين أفراد المجتمع.

كما أنّ تطور المناهج أكّد ضرورة النقد وجعله ضمن الخطة التدريسية، بذلك استبدل النمط الحفظي دون تفكير بنمط يعتمد بشكل شبه تام على التفكير وبيان الأخطاء والحلول   بغض النظر عمن قام بالخطأ.

وهذه الطريقة تشجع على اعتماد النقد البنّاء أسلوباً في النقاش، مما ينمّي القدرة على الملاحظة لدى الفرد، كما  يتعلم الفرد أنه ليس وحده الناقد، بل يجب أن يتقبل النقد برحابة صدر وحب، واثقاً أنّ النقد لدافع التحسين لا الهدم.

تقبّل النقد البنّاء

فكما أنك تنقد وتسترسل بالنقد لتحقق الفائدة العظمى منه يجب أن تتقبل النقد وتعلم أنه، من أجل التطوير لا التدمير.

وذلك في النقد البنّاء الذي يفيدك أنت ويطوّر من شخصيتك،  فصدقني دونه لن تكون كما أنت الآن، إنك نتاج نقد بنّاء من أشخاص هدفهم تطويرك وتنميتك.

فتقبّل النقد برحابة صدر وثقة بهدف الطرف الثاني، كن مستعداً للتطوير، لتكون أفضل، بالطبع هذا النقد البناء سيكون بلطف ومستوفياً الشروط هو ومن ينقد.

وهذا في حالة النقد البناء، أما أنواع النقد الأخرى فتجاهلها هو الحل، وذلك منعاً من انتشارها بشكل أكبر.

 

نصائح أثناء توجيه النقد

  • الأفضل أن يكون النقد وجهاً لوجه لا عبر الواتساب أو البريد الإلكتروني، ذلك مراعاة للتواصل البصري وبيان الهدف من النقد بواسطة تعابير الوجه وأسلوب الكلام، فالنقد بشكل مباشر لا يقارن بنقد إلكتروني.
  • تخيّل أنّ شخصاً يوجّه لك انتقاداً وهو غاضب، وأنت أيضاً يجب عليك أن توجه النقد بهدوء ودون عصبية، لكي يفهم الشخص الآخر حرصك عليه ورغبتك بمساعدته.
  • يجب أن يكون النقد بمرافقة الهدوء وإظهار الود والعطف للشخص الذي تنقد.
  • ترك مساحة للشخص للتعبير عن وجهة نظره، فقد تكون وجهة نظره منطقية،  إذ طبيعي أن تختلف وجهة نظر الأشخاص فيُرى الموضوع من أكثر من جانب وكلاهما صحيح، أو قد تكون مخطئاً.
  • حاول إيجاد الحلول واقترحها.
  • اعرض المساعدة والدعم، ذلك سيساعد على تقبل نقدك.

 

مهارات النقد البنّاء

  • البحث.
  • تحديد المشكلة.
  • تحديد الأهمية.
  • الاستنباط.
  • حب الاستطلاع.
  • إضافةً لكشف التحيز.

ختاماً، بعد كلّ شيء،  النقد البنّاء أساسي في الحياة وفي جميع مجالاتها، لكن بالطبع يجب على الناقد أن يكون ذو كفاءة لينقد، لا أن يقول شيئاً، أو يعطي رأياً بفكرة لا يعلم أبعادها ولا حتى تعريفها، لذلك يجب أن نساهم جميعاً بمحو تلك الأنواع السلبية للنقد ونشر النقد البنّاء، ليكون المجتمع أكثر تطوراً.

 

تابع ملهمون لعلك تصبح ملهماً يوماً ما

 

قد يعجبك ايضا