عصرنا اليوم هو عصر التكنولوجيا والتطور، فنادر جداً أن ترى أحداً لا يملك هاتف. وتأثير هذه التكنولوجيا على الأطفال كبير، فلا تجد طفلاً من عمر الخمس سنين ومافوق لا يحمل هاتفاً ليس فقط للاتصال بالأهل. بل عليه برامج ومواقع تواصل متنوعة، وهذه الظاهرة توجب الحديث عن آثار التكنولوجيا على الأطفال. والعديد من الأبحاث أظهرت بأن التكنولوجيا لا تؤثر على طريقة تفكير الأطفال فقط، بل تؤثر أيضاً على طريقة نمو أدمغتهم وتطورها فتلك القراءة التقليدية تُعرف بأنها ترفع مستوى التركيز والخيال عند الأطفال في الدماغ. والتكنولوجيا أيضاً لها القدرة على تحفيز أدمغتهم وعلى تفحص المعلومات وتخزينها بسرعه وكفاءة. لكن يجب التركيز على نوعيه التكنولوجيا التي تقدمها للأطفال وهذا ما يحدد إن كانت ضارّة أو نافعة. وما تأثير هذه التكنولوجيا على الأطفال.
المحتويات
سلبيات التكنولوجيا على الأطفال
إفراط الطفل باستخدامها يزيد من احتمالية قيامه ب سلوكيات خاطئة، دون إنكار أنّ بعض هذه السلوكيات مكتسبة من عائلته ومحيطه.
• الإدمان
إنّ استخدام الأجهزة الذكية بشكل متكرر تعوّد الطفل على وجوب استخدامها يومياً ومن ثم للإدمان.
• وأحد المشكلات الصحية التي تؤثر على حياة الطفل مستقبلاً هي نقص دقة النظر و السمنة.
إذ أنّ الاستعمال المفرط لوسائل التطور يؤدي لنقص دقه النظر فالإشعاعات التي تصدرها الوسائل التكنولوجية كاللابتوب تضر حاسة النظر فتنقص دقة النظر شيئاً فشيئاً حتى تصل إلى درجة الخطورة .
والسمنة تنتج عن الجلوس أمام الشاشات لفترات طويلة و تناول كميات كبيرة من الطعام دون الانتباه لذلك.
• حين يجلس الطفل أوقات طويلة في استخدام التكنولوجيا وعادة ما يقضون هذا الوقت على الألعاب.
وغالب الألعاب تعرض العنف والأكشن وهذا يؤدي لارتفاع مستوى الأدرينالين والتوتر.إضافة للمستويات العالية من إجهاد النظام الحسي،وزيادة معدل نبضات القلب .
• الانعزال والإنطواء،وهذا يؤثر على العلاقة بالمجتمع والعائلة.فتراه وحيداً لايحب اللعب مع أحد .
• يسبب زيادة الدهون.
• تناقص ساعات النوم وآلام في الظهر مبكرة. فيصبح الشاب ذو ال 20 سنه الذي من المفترض أن يكون في أوج قوته لا يتحرك خطوة دون حقيبة أدويه إن استطاع الحركة كما يفترض.
• وفق أبحاث فإنّ الاطفال مستخدمي التكنولوجيا من ثلاث إلى أربع ساعات يومياً كانوا أكثر عرضة بنسبة 50% من الوقوع في عدة سلوكيات خطيره و خاطئة مثل التدخين أو تعاطي المخدرات.
•لكن يمكن أن يتعرض الطفل الغير لائق وذلك لأنّ التكنولوجيا عالم مفتوح.فانتبه على طفلك،
• التقليد.
إن ظهر مشهد عنف أو سلوك خاطئ للطفل وكأنها فعل بطولي فتعجب الطفل و يسعى لتقليده.فمثلاً قد يخطط للسرقة بعد رؤيته لشخصية تلفزيونية سارقة تتمتع بالاحترام.
• اعتماد الاطفال على التكنولوجيا للقيام بواجباتهم المدرسية يؤثر على نمو مهاراتهم الذهنية ويضعفها .كالاعتماد على الآلة الحاسبة للقيام بالعمليات الحسابية.
إيجابيات التعليم الإلكتروني وتطوير المهارات
للتكنولوجيا دور مهم لا يمكن تجاهله في تعليم الأطفال وتنمية الذكاء لديهم .
فمن خلال الأجهزة الذكية مثل الهاتف وعبر عدد من التطبيقات المتاحة يمكنهم تعلم هواية الرسم مثلاً أو لغة أخرى بجانب لغتهم الأم.و أيضاً لها دور هام في تنميه مهارة الطفل بل واكتشافها.
• تنميه مهارات الطفل الاجتماعية.
إذ من خلال التطور والتكنولوجيا يكتسب الطفل مهارات مجتمعية في التواصل إذا تمّ استخدام هذه الأجهزة الذكية بشكلها الصحيح. فيستطيع الطفل التواصل مع أصدقائه وأقاربه من خلال برامج التواصل مثل الواتس اب أو سكايب.
• تحقيق الاهداف و تعلم الالتزام.
وذلك لأن العديد من البرامج و الألعاب والتطبيقات تفيد في تعليم الأطفال المسؤولية والالتزام بالوقت. كتلك التي تعطي مهاماً يجب إنهائها في وقت محدد لاستكمال اللعب مثلاً.
• اكتساب مهارة حل المشكلات.
و الكثير من الالعاب الفيديو المنتشرة بين الأطفال توجب امتلاك الطفل مهارة حل المشكلة التي تقابلهم في أثناء اللعب.
هذه التحديات في الألعاب والمشكلات تدفع الأطفال لتعلّم سرعة اتخاذ القرار والتغلب على العقبات للوصول لهدف اللعبة والفوز.
وذلك التصرف في الألعاب يؤثر على تصرفاتهم الواقعية كما يؤثر العنف، تؤثر مهارات حل المشكلات وذلك يساعدهم في حل الخلافات بينهم و بين الاصدقاء.
• تعلم الطفل البحث عن المعلومات.
يمكن للتكنولوجيا أن تعلم الطفل طريقة البحث عن المعلومات بنفسه دون الحاجة لمساعدة أحد.وذلك يعلمه مبدأ البحث والاعتماد على الذات دون اتكالية.
تربيه الأطفال ووجود التكنولوجيا
• تحديد عدد ساعات استخدام وسائل التطور كالموبايل.
• وقت العائلة يجب تخصيصه بتشدد. حيث تقضي العائلة وقتاً مع بعضها بعيداً عن اللابتوب وأشباهه.
تناقش الأهل وحوارهم مع أبنائهم يساعد على فهمهم أكثر واطّلاعهم على ردود أفعالهم وسلوكياتهم لتنبيههم عند اللخطأ .
• الطفل يفعل ما يفعل أبويه. لذلك يجب عليهم أن يكونوا قدوة لأبنائهم في حياتهم عامة.وفي موضوع التكنولوجيا خاصة. لذلك استخدام الآباء للتكنولوجيا بشكل معتدل لا إفراط فيه .يحث الأبناء على الإعتدال في استخدام التكنولوجيا وهذا يجنب الأطفال من مخاطر عدة أهمها الادمان.
• معرفة فكر الابن وأولوياته ومساعدته على ترتيبها بشكل صحيح .فلا يجب أن يكون اللعب واستخدام وسائل التواصل المتنوعة أولى من العلم والمدرسة.
- تعليم الطفل الاعتدال دائماً.
في الختام، إن التكنولوجيا ضرورة في وقتنا الحالي ولاننكر دورها الهام في عصرنا الحديث.
لكنّ كما لكل شيء إيجابيات فله سلبيات،كل مافي الكون سيفٌ ذو حدّين ونحن من نقرر أي حدٍّ يكون.
لذلك لايجب أن نحرم أطفالنا من وسائل التطور. ولكن يجب علينا أن تتيح لهم فرصة الاستخدام مع الإختيار الأمثل للوسيلة المناسبة.
فإن ساعدناهم واخترنا الوسيلة الصحيحة سيكبر الطفل مواكباً للتطور عارفاً بالتكنولوجيا .بعيداً عن مخاطرها وسلبياتها قدر ما يمكن .
الأطفال نور المستقبل ومسؤوليتنا التأسيس الجيد لهم ليكونوا بناة الحضارة لا مدمريها.
تابع ملهمون لعلك تكون ملهمًا يومًا ما