اضطراب الوسواس القهري ما هي الأسباب وطرق العلاج

يتميز اضطراب الوسواس القهري بأفكار ومخاوف غير مرغوب فيها تدفع المريض إلى ممارسة سلوكيات قهرية. حيث أن هذه السلوكيات تعيق الأنشطة اليومية وتتسبب في ضيق نفسي شديد. لذلك سنتطرق في هذا المقال عبر موقع ملهمون الى كل ما يتعلق باضطراب الوسواس القهري ماهي الأسباب وطرق العلاج.

ما هو اضطراب الوسواس القهري؟

يتمحور اضطراب الوسواس القهري في الغالب حول موضوعات محددة، ومنها على سبيل المثال: الخوف المفرط من التعرض للتلوث بسبب الجراثيم. ففي هذه الحالة يقوم المريض بغسل يديه بشكل قهري و متكرر حتى تصابا بالتحسس، وذلك من أجل تخفيف شعوره بالخوف من التلوث بالجراثيم وغيرها.

يمكن للمريض تجاهل هذه السلوكيات والوساوس أو إيقافها، ولكن لن يؤدي هذا سوى لزيادة الشعور بالضيق والقلق. وفي النهاية يشعر المريض أنه مجبر لأداء سلوكيات قهرية في محاولة منه لتخفيف الضغط والتوتر. وعلى الرغم من الجهود التي يقوم بها المريض لتجاهل هذه الأفكار أو التخلص منها، فإن الاستمرار في التفكير بهذه السلوكيات يؤدي إلى مزيد من السلوك القهري المتعب للمريض.

أعراض اضطراب الوسواس القهري

                                                                أعراض اضطراب الوسواس القهري

تعتبر الوساوس الناتجة عن اضطراب الوسواس القهري بمثابة سلوكيات تكرارية يشعر المريض بأنه مدفوع لفعلها. بحيث تهدف هذه السلوكيات إلى تقليل القلق المرتبط بالوسواس أو منع حدوث شيء سيء. وعلى الرغم من ذلك فإن اتباع سلوكيات الوسواس القهرية لا يجلب للمريض أي متعة ومن الممكن أن لا يوفر سوى راحة مؤقتة من القلق والتوتر.

عادةً ما تتضمن أعراض ومؤشرات الوسواس على ما يلي:

  • الخوف من التعرض للتلوث عبر لمس الأشياء الذي قام الآخرون بلمسها
  • الشك في أنك قد أغلقت الباب أو أنك أطفأت الموقد
  • الإصابة بالتوتر الشديد عندما تكون الأشياء غير مرتبة أو في اتجاه ما
  • الخوف من الصراخ والنطق بألفاظ بذيئة أو التصرف بشكل غير لائق في الأماكن العامة
  • تجنب المواقف التي يمكن أن تحفز الوساوس، منها المصافحة بالأيدي

في حال كانت الوساوس و الاضطرابات و الدوافع القهرية تؤثر على حياة الشخص عندها يجب مراجعة الطبيب المختص على الفور.

أسباب اضطراب الوسواس القهري

اضطراب الوسواس القهري ماهي الأسباب سؤال شائع جداً ولكن ما تزال الأسباب مجهولة حتى الآن، وغير مفهومة بالشكل الكامل، ولكن يمكن القول أن أكثر الأسباب شيوعاً هي:

  • الخصائص الحيوية: غالباً ما يكون اضطراب الوسواس القهري نتيجة حدوث تغير في كيمياء الجسم أو في وظائف الدماغ الأساسية.
  • الخصائص الوراثية: مع مراقبة الحالات المرضية يمكن اعتبار أن للوسواس القهري ارتباط مع عامل وراثي. ولكن لم يتم حتى الآن تحديد الجينات المعينة المسؤولة عن الإصابة بهذا المرض.
  • التعلم المكتسب من أفراد العائلة: في كثير من الحالات يتعلم الفرد مخاوف الوسواس وممارسة السلوكيات القهرية عن طريق مراقبة أحد أفراد الأسرة المصاب بأحد أمراض الوسواس القهري.

عوامل خطر الإصابة باضطراب الوسواس القهري

سنذكر لكم أهم العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، وهي:

  • أحداث الحياة اليومية التي تسبب التوتر: حيث أنه في حال التعرض لصدمة نفسية أو أحداث أخرى تسبب التوتر قد يزيد خطر الإصابة باضطراب الوسواس القهري.
  • اضطراب الصحة العقلية: من الممكن أن يكون اضطراب الوسواس القهري متعلقاً باضطرابات الصحة العقلية، مثل القلق أو الاكتئاب أو تعاطي المخدرات والكحول.
  • التاريخ العائلي للمريض: يمكن لإصابة أحد الوالدين باضطراب الوسواس القهري أن يزيد من خطر إصابة أحد الأبناء بهذا المرض.

مضاعفات الإصابة باضطراب الوسواس القهري

غالباً ما تترافق إصابة أحد الأشخاص بالوسواس بأي من الأعراض التالية:

  • اضطرابات في العلاقات الاجتماعية.
  • الاضطرابات النفسية والأفكار الانتحارية.
  • المعاناة من مشكلات صحية ومنها على سبيل المثال: التهاب الجلد التماسي الذي ينتج عن غسل اليدين بتكرار.
  • صعوبة المشاركة في الأنشطة الاجتماعية أو الذهاب للمدرسة أو العمل.

تشخيص اضطراب الوسواس القهري

عادةً ما يتم تشخيص الإصابة بالوسواس القهري من قبل الأطباء النفسيين عندما يظهر على المريض وساوس غير طبيعية وعادات قاهرة من الصعب التحكم بها. ويمكن للطبيب تشخيص المرض بكل من الطرق التالية:

  • الفحص السريري.
  • الفحوصات المخبرية.
  • التقييم النفسي.
  • استخدام قياسات ومعايير الاضطرابات النفسية.

علاج اضطراب الوسواس القهري

من الممكن أن لا يؤدي العلاج المتبع إلى التخلص من المشكلة بشكل كامل. ولكن بالتأكيد يمكن للعلاج أن يساعد في السيطرة على الأعراض التي تؤثر في سير حياتك اليومية. ونظراً لشدة الإصابة بالوسواس وأعراضه قد يحتاج المريض إلى علاج طويل الأمد أو أكثر كثافة. ومن أهم طرق العلاج المتبعة:

  • العلاج النفسي:

في الحالات البسيطة، يتم اتباع طريقة التعريض و منع الاستجابة. حيث أنه يمكن جعل المريض يواجه الوساوس و منعه من إصلاحها أو ترتيبها بشكل صحيح أي منعه من الاستجابة لرغبته في اتباع السلوكيات القهرية. في الحالات الشديدة قد يستغرق العلاج ما يقارب عدة أشهر.

  • العلاج الدوائي:

حيث أنه يمكن للطبيب اللجوء الى استخدام الأدوية في الحالات المتقدمة من المرض. وغالباً تبدأ بمضادات الاكتئاب، وفي حال سوء الحالة يتم إعطاء المهدئات وعلاج لمسببات القلق. ومن الجدير بالذكر أنه يجب الحذر من إيقاف الأدوية بدون استشارة الطبيب حتى لو ظهر تحسن في الحالة، والحرص على استخدامها حسب إرشادات الطبيب.

إرشادات للمصاب باضطراب الوسواس القهري

في حال كنت مصاب بالمرض، فعليك التقيد بهذه الإرشادات لما فيها من فائدة لك قد تساعدك على التخلص من أعراض المرض المتعبة:

  • التحكم بالضغوطات النفسية التي تزيد حالات الوسواس لديك، كما ينصح المريض بممارسة تمارين الاسترخاء بشكل مستمر ومتكرر.
  • التعبير عن المشاعر من خلال التحدث مع شخص مقرب، أو اللجوء إلى الكتابة، أو سماع موسيقى هادئة.
  • النوم بشكل جيد لتزويد الجسم بالقوة الكافية للتعامل مع الصعوبات التي نواجهها في الحياة.
  • الحرص على تناول الغذاء الصحي والمحافظة على مستوى السكر في الدم حيث أنه يتحكم في المزاج وطاقة الجسم.
  • ممارسة الرياضة باستمرار والمداومة عليها.

إرشادات للتعامل مع المصاب باضطراب الوسواس القهري

إذا كنت قريب من أحد الأشخاص المصابة باضطراب الوسواس القهري، عليك قراءة الإرشادات التالية كي تساعدك على التعامل مع المريض والتخفيف عنه:

  • الإطلاع بشكل جيد على المرض أو الوسواس المصاب به بالتحديد لمعرفة ما يمر به المريض.
  • مساعد المريض على تدبير أموره و ترتيب الأشياء كما يريد.
  • الصبر عند التعامل مع المريض والأخذ بعين الاعتبار المخاوف التي يعانيها حتى وإن كانت تبدو غير منطقية.
  • مساعدة المريض على مقاومة بعض الأفعال القهرية وتذكيره بأن الوساوس ليس لها معنى.
  • حث المريض على متابعة العلاج، و إخباره عن حالات تمت معالجتها و شفيت تماماً.
  • تشجيع المريض من خلال سؤاله عما يحتاج لمساعدته على تسهيل أموره الخاصة.
  • خلق جو مناسب لمريض اضطراب الوسواس القهري وإعطاؤه حقه من الراحة.

في ختام مقالتنا نأمل أن نكون قدمنا لكم ما تريدون معرفته عن اضطراب الوسواس القهري ماهي الأسباب وطرق العلاج. كما تناولنا أهم الأفكار والنصائح للتعامل مع الشخص المريض وإرشادات للمريض للحد من تأثير المرض عليه. إذا كنت ترغب في قراءة المزيد من المقالات الصحية ماعليك سوى زيارة موقعنا الخاص.

إقرأ أيضا:الوعي واللاوعي ماهما وما الفرق بينهما؟

 

 

تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما.

قد يعجبك ايضا