أنواع الشعر في العربية الفصحى كثيرة، تتقسم باختلاف الموضوع واللغة والغرض. ويعود سبب ذلك لكون الشعر كلام العرب منذ القدم، فكان ومازال ينطق بحال الأمم من جهة، ويعبر عما يجول في خاطر الإنسان من مشاعر وعواطف. كما يستحوذ على تعابير لغوية تتغلغل في أعماق القارئ أو المتلقي، فلا تقل أهمية الشعر في الأدب عن النثر، وإن سبقه النثر في الأونة الأخيرة. في مقالنا سنتعرف على الشعر وأنواعه وبحوره ومختلف أغراضه.
المحتويات
تعريف الشعر قبل البدء بأنواع الشعر في العربية الفصحى
يُعرف الشّعر أنه الكلام الموزون والمقفى، يدل على معنى.
وهو الكلام البليغ الذي يبنى على الاستعارة، وبأجزاء تتفق في الوزن والقافية. وأجزاؤه مستقلة في الغرض.
ومنهم من يضع تعريف أخر فيقول: أنه مرآة للحياة والطبيعة والأحوال السياسية والاجتماعية والشخصية للشاعر، ومن ذلك أن الكلام عندما استعمل مع وزن أصبح شعراً، ويمكن أن يقال أنه الفيض التلقائي للمشاعر الجياشة.
أمّا ابن منظور فيعرّفه: (الشّعر مَنظومُ القول غلب عليه؛ لشرفه بالوزن والقافية، وإن كان كلّ عَلَم شعراً).
أنواع الشّعر في العربيّة الفصحى من حيث موضوعات الشعر العربي
حيث تتنوع موضوعاته بين المسرحي والملحمي والغنائي والقصصي.
فيطغى على القصيدة نوع واحد، والآن سنأتي على ذكرهم:
أولاً: الشّعر المسرحيّ: وهو عبارة عن مسرحيات يكتبها الشعراء بطريقة الشعر أو النثر المسجوع. يتميز هذا النوع بالوحدة العضوية، والمقصود بها ترتيب الأحداث ترتيباً زمنياً أو سببياً. وهو شعر موضوعي، ظهر في عام 1870، وتكثر فيها المقطوعات الغنائيّة.
ثانياً: الشّعر الملحميّ: وهو نوع يعالج موضوعاً بطوليّاً يرتكز على فكرة قومية. والجدير بالذكر أنه شعر أسطوري تألق في عصر الشعوب الذين تميزوا بخلط الواقع والخيال والتاريخ والحكاية.
كما يتضمن الشعر الملحمي فكرة الحرب والدفاع عن الأرض، وتمجيد أبطال الحرب.
ثالثاً: الشّعر الغنائيّ: وهو الشعر الوجداني، يعد من أقدم أنواع الشعر في العربيو الفصحى، وهو شعر ذاتيّ. تميّز بالتحامه مع الموسيقا والغناء، واحتوائه على العواطف البحتة: كالحب والإعجاب والحزن والفرح.
رابعاً: الشّعر القصصيّ: وفي هذا النوع من الشعر، نرى بين طيات القصيدة قصة على شكل شعر. والمدهش توافر كامل عناصر القصة من سرد والأحداث والوصف للشخصيات والمكان والحوار والنهاية.
أنواع الشعر في العربية الفصحى من حيث شكل القصيدة
يختلف شكل الشعر باختلاف وزنه وقافيته وحرف رويه، ويعود ذلك لظهور الشعر الحديث متحرراً من قيود القدماء المفروضة لكتابة الشعر.
ويدعه هذا النوع بالشّعر الحرّ وهو أحد أنواع الشعر الحديث الذي ترك القافية والوزن وحرف الروي، كانت بوادر ظهوره في بغداد عام ١٩٤٧. وتفرد الشعر الحر في حريته باختيار الوزن فلم يلتزم بتفعيلة أو قافية محددة. كما أنه لم يلتزم بشكل الشعر الخليلي والمقصود به: بيتٌ يتألف من شطرين بل استعمل نظام المقطع بأسطر مختلفة الطول. وتفرد أيضا باللّحن الموسيقيّ للمقاطع، وهذا ما أعطى الشاعر الحرية في نظم الأبيات. ويعد هذا النوع الشعر المتطور عن الشّعر العموديّ وهو الأصل الأول لأنواع الشعر في العربية الفصحى كافة. وفي ذلك النوع نرى مجموعة من الأبيات كل بيت يتألف من شطرين الأول يسمى صدر البيت، والثاني عجر البيت.
والآن ننتقل للشعر المنثور وسنعرفه كما عرّفته نازك الملائكة: (مجموعةٌ شعريّةٌ لم تعتمد الوزن والقافية التّقليديتين. وغالبيّة القُرّاء لا تُسمّي ما جاء في هذه المجموعة شعراً باللّفظ الصّريح، ولكنّها تدور حول الاسم، فتقول إنّه شعرٌ منثورٌ أو نثرٌ فنيّ، وهي مع ذلك تُعجَب به وتُقبِل على قراءته، ليس على أساس أنّه نثر يُعالج موضوعاتٍ أو يَروي قصّةً أو حديثاً، بل على أساس أنّه مادّةٌ شعريّةٌ، لكنّها لم ترضخ لمنحه اسم الشّعر). ومن ثم يليه الشّعر المُرسَل وشعر الرباعيّات.
أنواع الشعر في العربية الفصحى من حيث لغة الشّعر
- الشّعر العاميّ: وهو ينطق بتعريفه فهو شعرٌ شعبي محكي يكتب بلغةٍ عربية غير فصحية. فنصه مكتوب باللغة العاميّة المتداوّلة بين الناس عامةً. مثل: الزَّجل والموَّال والشعر الشعبي.
- الشّعر الفصيح: وهو شّعرٌ مَحكيّ يكتب باللّغة العربيّة الفَصيحة.
أنواع الشِّعر في العربية الفصحى من حيث الغرض
تتعدد أغراض الشعر التي تراود الشاعر ليعبر عنها، حيث أن المضمون يحمل الأغراض، ومنها:
- شعر الوصف: يستعمل الشاعر الوصف في الشعر للأماكن أو الأشخاص أو الأشياء، وما برع به الشعراء في الوصف هو وصف مفاتن النساء الذين يقعون في غرامهم. والأماكن التي تركتها أهلها وأحبته. حيث يجعل الشاعر المبدع القارئ يدخل في جو قصيدته فيصبح وكأنه يرى الشيء الموصوف.
- شعر الغزل: ويُعنى هذه النوع بوصف مشاعر الشاعر وأحاسيسه مع تغزله بالنساء. فيقع هذا النوع في قسمين غزلٌ عذري وغزلٌ صريح. فيعد الغزل العذري طريقة لتعبير عن الحب وعشق المحبوبة دون ترك الأدب والتكلم عن مفاتن الفتاة وخصوصيتها. بينما الغزل الصريح هو الإبحار في المخيلة، وخلق مواقف حميمة مع المعشوقة. والتغزل بها على العلن دون خجل أو استحياء.
- شعر المدح: وهو ذكر المحاسن والثناء الممدوح، وإظهار القوة والشجاعة له حتى وإن لم يملكهم الممدوح. وقد كان من الشعر التي يتكسب به الشعراء فيمدحون الملوك والوزراء وأصحاب الشأن.
- شعر الفخر: فيستعمل الشاعر هذا الغرض ليفخر بنفسه وبقومه وبنسبه. أو بأشخاص يراهم كقدوةٍ.
- شعر الرثاء: وهو شعر تذكر به مناقب ومحاسن الأموات، والتعبير عن الشوق لهم والحب.
- شعر الهجاء: وهو نوعٌ يستعمل بهدف التقبيح من الأشخاص، فينفي الشاعر عنهم أيّ بذرة خير أو أخلاق. ويمكن أن يلحق التقبيح أهله.
بحور الشّعر
سبق وعرفنا الشعر بأنّهُ كلامٌ موزونٌ له قافيةٌ مُعيّنةٌ؛ فيجب أن يكون للوزن ضابط أو قيد، بعبارةٍ أخرى هذا ما يُدعى البحور.
وهي عبارة عن مجموعة من التفعيلات يجب وجودها في كل بيت حتى يستقيم وزن القصيدة. وبحور الشّعر ستّة عشر بحراً وهم: الكامل، المُتدارَك، والمُتقارِب، والمُجتثّ، والمُقتَضَب، والمُضارِع، والخفيف، والمُنسرِح، والسّريع، والرَّمَل، والرَّجَز، والهَزَج، والوافر، والبَسيط، والمَديد، والطّويل.
وفي الختام، نرى كيف تشعب الشعر حتى أصبحت أنواعه متفرعة لأنواعٍ يسبقها اللغة أو الغرض أو الموضوع.
فأنواع الشعر في العربية الفصحى أنواعاً نطقت بالأدب والواقع والحال.
تابع ملهمون فلعلك تكون ملهماً يوماً ما.