العلاج بالخلايا الجذعية

العلاج بالخلايا الجذعية تقنية ظهرت في الآونة الأخيرة، تهدف لعلاج الأمراض المستعصية التي لايعالجها الدواء، وهي استبدال الخلايا التالفة بخلايا جديدة متجددة.

العلاج بالخلايا الجذعية

حقق العلاج بالخلايا الجذعية في السنوات الأخيرة، النجاح في علاج العديد من الأمراض المزمنة التي كان من الصعب علاجها من قبل الطب.
تعرّف الخلايا بأنها عبارة عن خلايا غير متخصصة وغير مكتملة الإنقسام.

وتكمن أهميتها في قدرتها على التشكل على شكل أي نوع من خلايا الجسم الأخرى.
فتمتلك هذه الخلايا القدرة في البقاء على حالتها الأساسية أو التخصص لتصبح خلايا أكثر تعقيداً.
ومن وظائفها إصلاح وتعويض خلايا الجسم التالفة بشكل مستمر.
إنّ جميع أنواع هذه الخلايا تشترك في ثلاثة خصائص:
_التجدد الذاتي:أي القدرة على الإنتقال من خلال دورات عديدة من انقسام الخلية.

_القدرة على تكوين أنواع خلايا متخصصة: فهذا الأمر يتطلب من الخلايا الجذعية إما أن تكون مكتملة النمو أو متعددة الإمكانات.

_ليست مخصصة لأي نوع من الوظائف الحيوية.

أنواع الخلايا:

للخلايا الجذعية نوعان أساسيان ونوع فرعي، وهي:

الخلايا الجذعية الجنينية:

وهي عبارة عن خلايا مستأصلة من البيضة الملقحة في المختبرات، وهي في طورها الجنيني، بين الأربعة أو خمسة أيام.
فيتم استخدامها للأغراض البحثية.

كما وتسمى أيضاً الخلايا الجذعية متعددة الفعالية؛ وتكون في مرحلة الجنين الباكر، ولها القدرة على إعطاء العديد من أنواع الخلايا اللازمة للتكوين الجنيني؛ لأن فعاليتها وقدرتها ليست كاملة.

هذه الخلايا لاتعتبر أجنة، ولاتكون أجنة عند زراعتها في الرحم، لأنها غير قادرة على تكوين المشيمة والأنسجة الدعامية الأخرى التي يحتاج إليها الجنين في الرحم أثناء عملية التكوين.

الخلايا الجذعية البالغة:

والتي توجد في الأطفال والبالغين على حد سواء، وتكمن وظيفتها في استبدال وتعويض الخلايا المتضررة أو الميتة.
اكتشفت هذه الخلايا بعد اكتشاف الخلايا الجنينية، وكان لاكتشافها أثر مفاجئ وسار للعلماء.
لذلك اعتقد الكثير من الباحثين أنه يمكن استخدام مثل هذه الخلايا كبديل لعمليات زرع الأعضاء.
وقد تمكن الباحثون من إيجاد خلايا جذعية بالغة في الدماغ والأوعية الدموية والجلد والقلب وكذلك الكبد والخلايا العضلية وغيرها.

خلايا جذعية

كيفية عمل الخلايا الجذعية:

تبقى هذه الخلايا بدون انقسام لفترات طويلة إلى أن يأتيها أمر انقسام من الخلايا المتخصصة.

هناك نوع ثالث للخلايا الجذعية وهي الموجودة في الحبل السري عند ولادة الطفل.
فمن الممكن أن يحتاج هذه الخلايا الموجودة في الحبل السري، إذا حصل لديه مرض في أحد الأعضاء. فسيتطيعون تعويض الطفل من خلال هذه الخلايا.

بذلك نستنتج أنّ هذه الخلايا تصنف كنوع آخر من الخلايا الجذعية البالغة لأنّ هناك تشابه بالتركيب والوظيفة.

استخدامات الخلايا المحتملة:

إن الاستخدام الأكثر أهمية للخلايا الجذعية، في إنتاج خلايا متخصصة جديدة يمكن زرعها داخل أعضاء جسم الإنسان المصابة واستبدال الخلايا التالفة.

حيث تتيح الخلايا الجذعية للعلماء والباحثين القدرة على تجربة الأدوية الطبية بطريقة متميزة.

فمن خلال هذه الخلايا يستطيعون تجربة الأدوية مباشرة على خلايا جسم الإنسان في المعامل الطبية، دون أية مخاطر وتكلفة أقل.

إنّ دراسة الخلايا الجذعية الجنينية، تساعد العلماء على فهم كيفية تطور نمو الإنسان، من خلية واحدة إلى جسم كامل.

هذه الدراسات ستساعد العلماء على فهم كيفية حدوث الأمراض الوراثية والتشوهات الخلقية.

وجد العلماء أنه عند زرع مثل هذه الخلايا في العضو المصاب، تقوم باستبدال وإصلاح الخلايا التالفة في العضو، ممايغني الأطباء عن استبداله بعملية زرع الأعضاء.

كما يمكنك التعرف على:(آلام الرقبة)

 

علاجات الخلايا:

العلاج بالخلايا الجذعية لديه القدرة على تغيير وتخفيف معاناة المرض وحالاته.
فعندما تقوم تلك الخلايا بتجديد الذات، فإنها تبني أنسجة جديدة وسليمة، لتحل مكان الأنسجة المريضة والتالفة في الجسم، دون التعرض للخطر أو للآثار الجانبية التي قد تحدث عند زرع عضو من شخص إلى آخر.
تستخدم هذه الخلايا لدم حبل السرة ولعلاج مرض السرطان كسرطان الغدد الليمفاوية .

ومن العلاجات الواعدة للخلايا الجذعية، السكتة الدماغية وإصابات الدماغ،  التي تؤدي إلى موت الخلايا العصبية في الدماغ.
حيث تنقسم الخلايا لتحافظ على أعداد الخلايا عامة. فيمكن أن تستخدم لعلاج ضمور الدماغ كمرض الزهايمر.
وأيضاً تدخل في علاج أمراض السرطان؛ فمع التقنيات التقليدية لعلاج سرطان الدماغ، يكاد يكون من المستحيل العلاج لأنه ينتشر بسرعات كبيرة.

نتيجة لذلك  أثبت الباحثون، أنّ حقن الخلايا العصبية الجذعية في أدمغة حيوانات التجارب ناججة جداّ في علاج الأورام السرطانية.
كما وتدخل أيضاً في علاج أمراض القلب، فالعديد من التجارب السريرية التي تستهدف أمراض القلب قد أظهرت أنّ هذه الخلايا البالغة هي علاج آمن وفعّال، وعلى نفس القدرة من الكفاءة.

أيضاً يمكنك قراءة: ( الابتسامة اللثوية)

كما أنّ العلاج يغطي الجلطات القلبية، التي أدت إلى موت جزء من عضلة القلب بتجديد خلاياه من خلال تحفيز نمو الأوعية الجديدة، التي تؤدي إلى تعويض الجزء المفقود من أنسجة القلب أو إفراز أنزيمات.
من جانبٍ آخر هناك نجاح في علاج الصمم والعمى، في إعادة زراعة خلايا القوقعة الضرورية للسمع مع استخدام الخلايا الجذعية.
في كل يوم تزداد استخدامات هذه الخلايا.

ففي علاج مرض السكري؛ يعمل الأنسولين المفرز من خلايا بيتا في البنكرياس على خفض معدلات السكر في الدم.

بذلك نستنتج أنّ هذه الطريقة تعمل على تنمية خلايا قادرة على إفراز الهرمون اللازم لخفض نسبة السكر في الدم، وبالتالي التخلّص من معاناة الأنسولين اليومية.

خلايا جذعية

المصاعب التي واجهها الباحثون في مجال الخلايا الجذعية:

  • التحديات الطبية:

فمن أهمها هو إيجاد طرق فعالة للتحكم بتلك الخلايا وجعلها تنقسم متى يحتاجونها، وعلى الشكل الذي يحتاجونه.

وإيجاد طريقة أو طرق لمنع الجهاز المناعي من رفض هذه الخلايا بعد زراعتها في جسم المريض.

  • التحديات التقنية:

فقد يحتاج الباحثون لعدد كبير من الأجهزة المعقدة والمكلفة؛ كما أنّ البحث يكلف الكثير من الأموال؛ وهذا يؤدي إلى اقتصار البحوث على عدد قليل من المختبرات.
كما أنهم يحتاجون لعدد من المصنعين الذين يقومون بإنتاج هذه الأجهزة المعقدة وهذا صعب الحدوث.

إنّ العلاج بالخلايا الجذعية بات موضوعاً هاماً في دراسات وأبحاث الباحثين، وقد بدأ استخدامها في الكثير من الدول؛ حيث تستخدم الآن في علاج بعض أمراض القلب وأمراض العيون والعظام.

في النهاية نأمل أن تكونوا قد استفدتم من هذا المقال

تابع مُلهمون فلعلّك تكون مُلهماً يوماً ما

قد يعجبك ايضا