تقنية الهولوبورت | كيف أظهرت ناسا طبيباً في محطة الفضاء من العدم

يبدو أن الأشياء التي كنا نحسبها محض خيال علمي أصبحت اليوم حقيقة. وهذه المرة استطاعت ناسا بث صورة ثلاثية الأبعاد لطبيب جراح هو جوزيف شميد من كوكب الأرض إلى محطة الفضاء الدولية. وذلك عبر تقنية الهولوبورت. وسيكون لهذه التقنية تطبيقات لا حصر لها. حيث يمكن أن نبث صوراً حية لمهندسين وخبراء إصلاح من حول العالم دون الحاجة إلى السفر المكلف والمرهق. بحيث يتم إجراء مجادثات وتوجيهات للعاملين في قطاع ما بشكل مباشر عبر الانترنت.

بث مباشر عبر تقنية الهولوبورت

ما هي تقنية الهولوبورت؟

في حال لم تسمع بهذه التقنية فلست الوحيد. الهولوبورت هو نحت من مصطلحي الهولوجرام والتي تعني المجسمات ثلاثية الأبعاد وتيليبورت أي الانتقال الآني بين مكانين دون أي وسيلة نقل. وهي تقنية تصوير جديدة تسمح بالتقاط صور ثلاثية الأبعاد وإعادة تكوينها في مكان آخر. وذلك بعد ضغطها وبثها عبر الانترنت بشكل مباشر. كما يمكن استخدام تقنية الهولوبورت مع أجهزة الواقع الافتراضي أو الواقع المختلط والذي يعرض صوراً افتراضية إلى جانب العالم الحقيقي. ومن هذه الأجهزة نظارات الهولولينز من ميكروسوفت. وعند ارتداء هذه النظارة يمكن التفاعل مع صورة الشخص التي تم بثها كما لو أنه حاضر في نفس المكان.

كيف تم نقل أشخاص إلى محطة الفضاء الدولية عبر الهولوبورت؟

وقد استطاعت ناسا استخدام تقنية الهولوبورت لنقل صورة حية مباشرة لكل من الطبيب جوزيف شميد ومدير شركة إيكسا فيرناندو ديلا بينينا الشريكة في المشروع. وذلك عبر استخدام كاميرا مخصصة هي كاميرا كينيكت هولولينز. والتي التقطت صوراً ثلاثية الأبعاد لكل من شميد وديلابينيا. من جهة أخرى وفي محطة الفضاء الدولية استخدم رواد الفضاء نظارات هولولينز لالتقاط البث. نتيجة لذلك استطاع رواد الفضاء محادثة شميد وديلابينيا بشكل مباشر.

وبهدف إنجاح هذه العملية تعاونت ميكروسوفت مع شركة إيكسا لإنتاج برمجيات مختصة لهذا العمل. وقد استطاع رائد الفضاء توماس باسكيت أن يجري محادثة كاملة مع شميد وديلا بينيا بعد ظهورهما كصورة مجسمة ثلاثية الأبعاد.

شاهد أيضاً: شبكات الجيل الخامس | المرحلة القادمة من الشبكات الخلوية

وقد صرح شميد بأن هذه طريقة جديدة للاستكشاف والتواصل البشري على أبعاد كبيرة. سيبقى الجسد البشري حالياً على كوكب الأرض. لكن كينونته ستغادر الكوكب إلى أبعاد جديدة.

بالإضافة إلى ذلك صرح شميد أن المركبة الفضائية أو المستقبل ليس مضطراً للثبات كي يستقبل إشارات تقنية الهولوبورت. حيث تطير محطة الفضاء الدولية بسرعة 17500 ميل بالساعة. وهي على ارتفاع 250 ميل فوق الأرض. بالرغم من ذلك يمكن لرواد الفضاء استقبال الاتصال بعد ثلاثة دقائق أو ثلاثة أسابيع دون أي فرق.

بدايات المشروع

ويذكر أن ميكروسوفت تعمل على تقنية هولوبورت منذ عدة أعوام. وأول تجربة بهذا الصدد كانت في عام 2016. لكن كان من المفترض أن تركز الشركة على أغراض الإعلان والتدريب الطبي. ويبدو أن التقنية لديها تطبيقات أكثر من ذلك بكثير.

وقد صرح الدكتور شميد العامل في وكالة ناسا أنه يمكن استخدام التقنية لعقد اجتماعات عديدة تخص الأمور الطبية والنفسية. فضلاً عن نقل المسؤولين إلى محطة الفضاء الدولية. بالإضافة إلى ذلك ستعمد ناسا إلى استخدام تقنية الهولوبورت مع الواقع المعزز. وذلك لإنشاء منظومة جديدة للتعليم عن بعد. والتي ستقدم خصائص جديدة فيما يتعلق بالسلامة والراحة خلال العمليات الحرجة. بمعنى آخر يمكن لشخص يتم نقله عبر تقنية الهولوبورت أن يقدم نفس القيمة التعليمية والنصائح والدروس دون الحاجة إلى التكاليف الباهظة لنقله الفعلي إلى المركبة الفضائية. بالإضافة إلى ذلك ذكرت ميكروسوفت على موقعها الرسمي أن التقنية لا تحتاج إلى سرعة انترنت كبيرة حيث يمكن لسرعة 30-50 ميجابت في الثانية أن تفي بالغرض.

نظارات هولولينز مع تقنية الهولوبورت
نظارات هولولينز

ما هي عدسات هولولينز المستخدمة في تقنية الهولوبورت؟

هي نظارة واقع افتراضي شفافة تمنح تجربة الواقع المعزز. الذي يدمج بين الواقع الافتراضي والحقيقي. ووفقاً لميكروسوفت تلعب الهولولينز دور كمبيوتر هولوجرافي كامل يسمح بعرض صور ثلاثية الأبعاد. بحيث تبدو مدمجة في البيئة المحيطة. ويسمح هذا المستوى من الإحاطة بتطبيقات جديدة. حيث يمكن مثلاً تشغيل فيلم على جدار المنزل. أو بناء قلعة أو منزل على طاولة المطبخ. وذلك على شكل مجسمات عالية الدقة.

أما من الناحية التقنية تحتوي نظارة الهولولينز على معالج يدمج بين معالج الرسوميات والمعالج الحسابي. بالإضافة إلى ذلك تحتوي على عدة مستشعرات حركة وسرعة. إلى جانب شاشة شفافة لكل عين. وميكروفونات ذات صوت محيطي. وتأمل ميكروسوفت في أن يتم استخدام نظارة هولولينز في تطبيقات التصميم وتحليل البيانات، والتصوير الطبي إلى جانب تطبيقات الحوسبة العادية والألعاب. وذلك في تجربة جديدة كلياً في الواقع المعزز.

ويعتمد الأمر بالمجمل على كاميرا كينيكت من ميكروسوفت التي تستشعر حركات اليد وتقوم بإرسال البيانات إلى النظارة. كما تعمل النظارة على تتبع حركات العين عن طريق شعاع ضوئي خفيف مثبت على العين. ولأن الجهاز يقوم بتتبع موقع الشخص فيمكن استخدام حركات الأيدي للتفاعل مع المجسمات الافتراضية. وتوجد عدة أجهزة أخرى تقوم بزيادة واقعية التجربة كما حصل في تقنية الهولوبورت. حيث يحتوي على عدة مستشعرات تحدد الحركة في الغرفة. بالإضافة ذلك توجد عدة طبقات من الزجاج الملون تعمل على إنشاء صور يمكن التفاعل معها. بالتالي في حال أردت رؤية مجسم ما من زاوية أخرى يمكنك التحرك للأمام والخلف كما لو أنك تستعرض غرض حقيقي.

تقنية الهولوبورت ليست سوى البداية. ففي المستقبل ربما لن نحتاج لنظارات كي نرى المجسمات ثلاثية الأبعاد في فضاء الحجرة. حيث يمكن التواصل بشكل أفضل مع من تحب عبر استحضار صورهم المجسمة أمامك حتى لو كانوا يعيشون على بعد آلاف الأميال منك.

تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما
قد يعجبك ايضا