قصور الغدة الدرقية عند الأطفال والرضع| أسبابه، أعراضه، وطرق التشخيص
قصور الغدة الدرقية عند الأطفال والرضع، مرض مهم لا بد من الانتباه إليه، لما له من تأثير على نمو الطفل العقلي والجسدي. لذلك في هذا المقال من موقع ملهمون، نقدم لكم مقال عن أسباب قصور الدرقية، وأعراضها المختلفة، بالإضافة إلى طرق التشخيص.
المحتويات
تطور الغدة الدرقية خلال الحمل؟
يكون توضع الغدة الدرقية عند الجنين في الصدر، ثم تصعد للأعلى مع تطور الجنين داخل الرحم. بالنهاية تستقر في مقدمة الرقبة عند الطفل السوي، وتبدأ بإفرز هرمون التيروكسين thyroxine. حيث يكون هرمون التيروكسين مسؤول عن تنظيم عملية الاستقلاب (الأيض metabolism). بالتالي تؤدي زيادة إنتاجه وإفرازه إلى زيادة الاستقلاب، في حين ينخفض الاستقلاب عند انخفاض إنتاج التيروكسين.
أسباب قصور الغدة الدرقية
يمكن لأسباب عديدة أن تسبب قصور في الغدة الدرقية عند الأطفال والرضع. حيث يمكن أن يتعرض الجنين لهذه المسببات في رحم الأم، أو خلال سنواته الأولى.
قصور غدة درقية خلقي
في هذا النوع يولد الطفل وهو يعاني قصور في الغدة الدرقية، يبلغ شيوع هذه الحالة طفل من كل 2000 أو 3000 مولود. وقد تكون هذه الحالات وراثية بنسبة 20-30%، بينما تكون النسبة المتبقية معزولة وغير مرتبطة بالمورثات. تتفاوت العوامل التي قد تسبب القصور الخلقي، ونذكر منها:
- مورثات منتقلة من الوالدين للجنين
- غياب الغدة الدرقية (عدم تشكل الغدة الدرقية)
- توضع الغدة الدرقية في غير مكانها الطبيعي (غدة درقية غاطسة في الصدر)
- عدم تناول الأم كميات كافية من اليود خلال الحمل
- عيوب في بنية وتطور الغدة النخامية
- في حال تناول الأم لأدوية الغدة الدرقية، يمكن لهذه الأدوية أن تنتقل عبر المشيمة، وتسبب قصور غدة درقية عند الجنين.
قصور غدة درقية مكتسب
تتظاهر الأعراض خلال فترة الطفولة أو المراهقة، وليس بعد الولادة مباشرةً. ويعتبر التهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو هو المسبب الأكثر شيوعاً لهذا النوع. حيث أنه مرض مناعي ذاتي (Autoimmune disease) يسبب التهاب مزمن في الغدة الدرقية. ذلك نتيجة هجوم الجهاز المناعي على الغدة الدرقية، مما يؤدي لنقص إنتاج هرمون التيروكسين. كما قد يؤدي تعرض الغدة الدرقية للأشعة إلى ضمورها وقصورها. حيث يتم اللجوء إلى التشعيع، لعلاج أورام العنق والرأس المختلفة. بالإضافة لما سبق، يمكن لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية غير المراقب جيداً، أن يسبب قصوراً فيها. إن جميع ما ذكرناه هي أسباب شائعة في مرحلة الطفولة، كما يمكن أن نضيف لها سرطان الغدة الدرقية. على الرغم من كون هذا السرطان قليل الشيوع في الطفولة، باستثناء السرطان الدرقي اللبي. وأيضاً يمكن لبعض الأدوية أن تسبب قصوراً في الغدة الدرقية. مثل الأميودارون المستخدم في الأمراض القلبية، والليثيوم المستخدم لعلاج اضطراب المزاج.
أعراض قصور الغدة الدرقية عند الأطفال
تختلف الأعراض باختلاف عمر الطفل عند الإصابة، وتتباين نتائجها بشكل واسع.
الأعراض عند الرضع
إن انخفاض هرمون التيروكسين خلال أشهر الحمل الباكرة، يؤدي لمشاكل خطيرة على الرضيع. يمكن ملاحظة نتائجها بعد الولادة بفترة قصيرة، حيث يطور الطفل صفات خاصة تسمى سحنة قصور الدرق. تتميز هذه السحنة بسمات وجهية ضخمة، وجلد خشن الملمس، بالإضافة إلى لسان ضخم الحجم وصوت بكاء مبحوح. كما أنه مع تقدم عمر الرضيع يلاحظ تأخر بنموه عن المعتاد، وإعاقة ذهنية، وكذلك مشاكل في حاسة السمع. أيضاً قد يعاني الطفل من تشنج العضلات، مما يسبب ضعف عضلي يؤثر على تطوره الحركي. لكن الأعراض السابقة قد تتأخر في بعض الأحيان، ذلك بسبب انتقال بعض الهرمونات الدرقية من الأم للجنين. الأمر الذي يبقي مستوى التيروكسين لديه سوي لفترة من الزمن، وبالتالي تأخر الأعراض.
الأعراض عند الأطفال الأكبر
إن انخفاض مستوى هرمون التيروكسن في وقت متأخر من الطفولة، يسبب أعراض مشابهة لقصور الدرق عند البالغين. بالتالي قد يسبب ما يلي:
- جفاف الجلد وزيادة سماكته
- خشونة الشعر وتقصفه
- زيادة الوزن
- الإمساك
- الخمول والإرهاق
- زيادة الإحساس بالبرودة
- تراجع الأداء والتحصيل الدراسي
لكن يتميز قصور الدرق عند الأطفال بتأخر البلوغ الجنسي، وكذلك تأخر نمو الهيكل العظمي. بالتالي يعتبر تأثير قصور الدرق المكتسب، أقل حدة وخطورة من تأثير القصور الخلقي، على التطور العقلي والجسمي للطفل.
تشخيص قصور الدرقية
تبدأ متابعة الغدة الدرقية منذ ولادة الطفل، لإجراء اختبارات تحري شاملة، تغطي أعضاء عديدة منها الغدة الدرقية.
في حال إيجابية اختبارات التحري السابقة، يجب الانتقال إلى إجراء اختبار دموي نوعي Blood test. من خلال الاختبار الدموي يتم تحديد مستوى الهرمون الدرقي بدقة في الدم، بالتالي تأكيد تشخيص قصور الدرقية أو نفيه. في الخطوة التالية، يتم اللجوء إلى التصوير الشعاعي، الذي يختلف نوعه باختلاف التوجه السريري لسبب القصور الدرقي. فيمكن اللجوء لتصوير الغدة الدرقية بالأمواج فوق الصوتية (إيكو)، ذلك لتحديد حجم العدة ومكانها وما إذا كانت تحوي على عقد. كما يمكن إجراء تصوير غدة درقية ومضاني (نكليوتيدات مشعة)، وذلك بعد تشخيص عقدة درقية، لمعرفة ما إذا كانت هذه العقدة منتجة للتيروكسين أم لا. أما في حال الشك بوجود قصور درق ناتج عن إصابة في الغدة النخامية، عندها يجب إجراء رنين مغناطيسي MRI للدماغ. وفي جميع المراحل العمرية، لا بد من إجراء فحص سريري مفصل للطفل، والسؤال عن القصة المرضية للعائلة. وكذلك يجب أخذ معلومات عن المشاكل التي واجهت الأم خلال فترة الحمل، والأدوية التي كانت تتناولها وجرعاتها.
بهذا نكون وصلنا لنهاية مقالنا، قدمنا لكم خلاله معلومات عن قصور الغدة الدرقية خلال الحمل والطفولة، وعن كيفية تشخيص ذلك، مع تمنياتنا لكم بدوام الصحة والعافية.
تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما.