الفرق بين حساسية الأنف والتهاب الجيوب الأنفية

حساسية الأنف والتهاب الجيوب الأنفية تعتبر من أمراض الجهاز التنفسي الشائعة، والتي كثيراً ما يتم الخلط بينها. في هذا المقال من موقع ملهمون سنساعدكم على التفريق بين هذين المرضين، بذكر أسباب كل منهما والأعراض وطرق العلاج المختلفة.

ما أسباب حساسية الأنف والتهاب الجيوب ؟

على الرغم من أن المرضين يصيبان التجويف الأنفي إلا أن الأسباب المؤدية لكل منهما مختلفة تماماً.

حيث ينتج التهاب الجيوب الأنفية بالإنجليزية (Sinusitis)، عن انسداد فتحات الجيوب الأنفية ببوليب أو ورم أو نتيجة تضيق.

يتلو ذلك تراكم المفرزات الأنفية في الجيوب نتيجة اضطراب التصريف، مما يؤهب لإصابة الجيوب بعدوى أحد الجراثيم أو الفيروسات أو الفطور.

في حين تنتج حساسية الأنف بالإنجليزية (Allergic rhinitis) عن رد فعل مناعي غير طبيعي تجاه بعض المحسسات، مثل غبار الطلع (حبوب اللقاح)، أو وبر الحيوانات الأليفة، أو عث المفروشات المنزلية.

حيث يتعرض الأشخاص الذين يتمتعون باستجابة مناعية طبيعية، لهذه المحسسات دون أن يصابوا بالتهاب أنف تحسسي.

عموماً يمكن أن تكون حساسية الأنف موسمية، تظهر أعراضها في الربيع نتيجة تطاير غبار الطلع، أو الخريف نتيجة تطاير الأغبرة.

كما قد تكون الحساسية سنوية، تدوم طوال العام وغير مرتبطة بفصل معين، غالباً تنتج عن وبر الحيوانات وعث المنازل.

في الواقع يمكن لكل من حساسية الأنف والتهاب الجيوب أن تتداخل فيما بينها، فيؤدي أحدهما للآخر.

حيث قد تسبب الحساسية الأنفية التهاباً في الجيوب الأنفية، وذلك من خلال إغلاق ممرات الجيوب الأنفية وحبس المفرزات، الأمر الذي يسبب تكاثر الجراثيم.

ما هو الفرق بين أعراض حساسية الأنف والتهاب الجيوب الأنفية؟

يمكن أن تكون الخطوة الأولى في التفريق هي عمر المريض عند ظهور الأعراض، حيث لا يرتبط التهاب الجيوب الأنفية بعمر معين.

وبخلافه يميل التهاب الأنف التحسسي لإصابة الأطفال واليافعين، وقد يختفي تماماً مع بداية البلوغ في بعض الحالات.

بالانتقال للأعراض قد يسبب التهاب الجيوب كل مما يلي:

  • انسداد في الأنف، وصعوبة التنفس
  • مفرزات مخاطية ملونة، كريهة الرائحة، سميكة
  • رائحة فم كريهة
  • تنقيط مفرزات في الحلق من مؤخرة الأنف
  • صداع
  • ألم الفك والأسنان
  • احمرار وألم بالضغط فوق الجيوب المصابة، وبالتالي فوق الجبهة والخدين والعينين
  • تعب وحرارة خفيفة
  • التهاب الحلق
  • ضعف حاستي الشم والتذوق

إن استمرار أعراض التهاب الجيوب الأنفية لأكثر من ثلاثة أشهر على الرغم من العلاج النوعي، يحوله إلى التهاب جيوب أنفية مزمن.

في حين تغلب على حساسية الأنف الأعراض التالية:

  • الحكة الأنفية والعينية
  • نوب العطاس المتكررة
  • دماع، مفرزات مائية من العينين
  • المفرزات المخاطية تكون عديمة الرائحة وقليلة اللزوجة
  • صوت صفير

كيف يتم تشخيص حساسية الأنف والتهاب الجيوب ؟

لابد من زيارة الطبيب لأخذ قصة سريرية مفصلة عن المرض الحالي، وسوابق المريض وعائلته.

كما يسأل الطبيب عن الأعراض التي يشعر بها المريض، ومنذ متى بدأ يعاني منها، وإذا ما كانت تشتد في بعض الأوقات دون سواها.

وبالطبع سيقوم الطبيب بإجراء فحص سريري مفصل لكامل الجسم وبالأخص الجهاز التنفسي.

حيث من الشائع ارتباط التهاب الأنف التحسسي مع أمراض عديدة، منها الربو والتهاب الجلد (الإكزيما) والتهاب الملتحمة التحسسي، وغيرها.

تشخيص التهاب الجيوب الأنفية

بالإضافة لما سبق، قد يلجأ الطبيب لكل من الاختبارات النوعية التالية لتأكيد تشخيص التهاب الجيوب، وهي:

  • إجراء تنظير للأنف والجيوب الأنفية، وكشف الانسداد الذي قد يكون ناتج عن انحراف وتيرة الأنف، أو بوليب أنفي، أو ورم.
  • التصوير الشعاعي بالطبقي المحوري CT، والرنين المغناطيسي MRI، حيث يظهر تفاصيل الأنف والجيوب الأنفية، كما يكشف عمق الالتهاب وانتشاره، ويظهر أسباب الانسداد التي يغفل عنها التنظير.
  • فحص المفرزات الأنفية، لا تعتبر من الفحوصات الضرورية للتشخيص، إنما يتم اللجوء إليها عند فشل العلاج والشك بصحة التشخيص، حيث يأخذ الطبيب عينة من المفرزات ويقوم بكشف الجراثيم أو الفطريات الموجودة فيها.

تشخيص حساسية الأنف

بالانتقال إلى اختبارات تشخيص التهاب الأنف التحسسي، فهي أكثر صعوبة من تشخيص التهاب الجيوب، وتعتمد بشكل أساسي على فترة ظهور الأعراض ومرافقاتها، وقد يلجأ الطبيب لما يلي:

  • التفصيل في القصة العائلية للمريض، لأنه غالبًا ما يوجد أفراد آخرين ضمن العائلة مصابين بحالات تحسسية مشابهة.
  • اختبارات دموية، وذلك لكشف ارتفاع الأجسام المضادة Ig E.
  • اختبارات جلدية، أشيعها اختبار الوخز Skin prick test ، الذي يكشف الحساسية تجاه أكثر من 50 مادة محسسة في آن معاً، ويتم إجراؤه عند البالغين في الساعد، أما عند الأطفال فأعلى الظهر.

طرق علاج حساسية الأنف والتهاب الجيوب

يختلف علاج التهاب الجيوب بشكل كامل عن حساسية الأنف، وفي كلا المرضين يمكن استخدام أدوية نوعية وأدوية بديلة بالإضافة إلى العلاجات المنزلية.

علاج حساسية الأنف

يعتبر علاج غير مرضي للمريض، ولا يمكن منع الإصابة التالية إلا من خلال تجنب المحسسات في حال معرفتها، أما الأدوية فتشمل:

مضادات الهيستامين

يمكن استخدامها بشكل حبوب فموية أو بخاخات أنفية، حيث تعتبر العلاج النوعي لحساسية الأنف، كما تعالج أي حساسية مرافقة عند تناولها بطريق الفم.

يعتمد عملها على معاكسة تأثير الهيستامين، وهو عبارة عن مادة كيميائية تنطلق في الجسم بعد تعرضك للمحسسات.

مزيلات الاحتقان

تتواجد على شكل بخاخات أنفية، وتعمل من خلال تضييق الأوعية الدموية الصغيرة في الأنف.

ولكن لا يجب استعمالها أكثر من 3-5 أيام، وذلك نظراً لتأثيرها العكسي على المدى الطويل، حيث تسبب زيادة الاحتقان عند إيقافها.

علاجات أخرى

تعتبر هذه العلاجات أقل استخداماً من سابقاتها، وتشمل بخاخات الأنف الستيروئيدية، والعلاج المناعي تحت اللسان بالإنجليزية (SLIT).

يعتبر (SLIT) علاج وقائي يمنع الهجمات التحسسية اللاحقة، ويعتمد على وضع أقراص تحوي عدة أنواع من المحسسات تحت اللسان.

تعتبر هذه الطريقة فعالة في علاج الحساسية الناجمة عن وبر الحيوانات، وغبار الطلع، والعث.

علاج التهاب الجيوب الأنفية

يعتبر التهاب الجيوب أكثر قابلية للاستجابة للعلاج من حساسية الأنف، كما أن وسائل علاجه أكثر تنوعاً، وتشمل ما يلي:

1- الستيروئيدات القشرية

تستخدم بعدة أشكال مختلفة، حيث يستخدم الشكل الموضعي (بخاخات أنفية) في الوقاية من الالتهاب وعلاجه.

أما الشكل العام (الفموي أو حقن)، فيستخدم لعلاج الأعراض الحادة الشديدة فقط، وذلك نظراً لأعراضه الجانبية العديدة.

2- المضادات الحيوية

تعتبر المضادات الحيوية ضرورية في حال إثبات وجود إصابة جرثومية، وقد يصفها الطبيب مع أدوية أخرى إذا لم يستطع نفي الإصابة بالجراثيم.

3- الجراحة

قد يلجأ لها في حال عدم الاستفادة من الأدوية السابقة، ويتم إجراء الجراحة باستخدام منظار أنفي، حيث يقوم الطبيب بإزالة سبب الانسداد أو توسيع فتحات الجيوب.

بهذا نكون قد وصلنا لختام مقالنا، نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم معلومات كافية عن الفرق بين حساسية الأنف والتهاب الجيوب الأنفية، وطرق علاج كل منهما، مع تمنياتنا لكم بدوام الصحة.

 

تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما.

قد يعجبك ايضا