آلام الرقبة أنواعها أسبابها وعلاجها

تعتبر آلام الرقبة من أكثر المشاكل الصحية شيوعا في مختلف الفئات العمرية وخصوصا الفئة الشابة، وينتج ذلك غالبا عن الاستخدام المبالغ فيه للهواتف الذكية والجلوس في وضعيات خاطئة لفترات طويلة، أو نتيجة للتمارين العنيفة والحوادث، وتسبب هذه الآلام إزعاجا ملحوظا للشخص يتراوح بين التشنج الخفيف إلى الآلام الشديدة التي قد تمنع صاحبها عن أداء مهامه في بعض الأحيان، وربما تكون في هذه الحالة عرضا لمرض آخر أكثر خطورة، لذا سنتناول في هذا المقال أنواع الألم الرقبي وأسبابه المختلفة وكيفية علاجه، وسننوه للرايات الحمراء التي يجب عليك مراجعة الطبيب فورا عند ملاحظة أي منها.

ما هو ألم الرقبة وما هي أنواعه

يمكننا وصف الرقبة  بأنها جهاز داعم فريد يحافظ على بقاء الرأس منتصبا ويوفر له المرونة الكافية للحركة عبر ما تحتويه من فقرات وغضاريف وأربطة وعضلات، وبالتالي فإن الألم الرقبي بمختلف أنواعه يكون نتيجة لخلل في إحدى هذه المكونات.

الألم الناتج عن تشنج العضلات

وهو شائع جدا لدى الأشخاص في منتصف العمر نتيجة الجلوس بوضعيات خاطئة لفترات طويلة مثل الأعمال المكتبية التي تتطلب الانحناء للأمام واستخدام الهاتف المحمول الذي يؤدي إلى انخفاض الرأس وتزوي الرقبة طول فترة الاستعمال، أضف إلى ذلك الشد العضلي الناتج عن الحركات المفاجئة للرقبة والتمارين الشديدة، ولا يمكن أن ننسى وضعيات النوم الخاطئة على وسائد مرتفعة أو غير مريحة حيث يتم تصميم بعض الوسائد لإراحة الرأس مع إهمال الرقبة، لذا يجب أن تفكر في استبدال وسادتك إذا لاحظت أن الآلام تظهر لديك بشكل خاص بعد الاستيقاظ من النوم.

Neck pain

الألم الناتج عن أذية الغضاريف والفقرات

  •  فتق النواة اللبية:

وهي من أشيع مشاكل العمود الرقبي حيث يحدث فتق النواة اللبية في إحدى الفقرات الرقبية ( الديسك) نتيجة التآكل التدريجي للغضروف الذي يفقد مرونته مع التقدم في السن، ويعتبر الإجهاد الناتج عن الاستمرار في الوضعيات الخاطئة التي ذكرناها أعلاه عامل خطر مهم لتطور الديسك على المدى الطويل، وتشمل الأسباب الأخرى حمل أشياء ثقيلة على الرأس وحوادث الصدم والسقوط، ويتميز هذا الألم بأنه قد ينتشر إلى اليدين نتيجة الضغط على العصب المجاور.

  • داء الفقار الرقبي:

تتنكس الأقراص الفقرية وتصاب بالجفاف مع التقدم في السن فتفقد وظيفتها في تأمين الدعم وتخفيف الاحتكاك بين الفقرات، ويؤدي هذا إلى زيادة الإجهاد على الفقرات مما يدفعها إلى محاولة إصلاح الأمر وتشكيل بروزات عظمية ناتئة محيطيا للدفاع عن نفسها، وتؤدي هذه النتوءات العظمية التي تعرف بالمناقير إلى الشعور بألم وتيبس في الرقبة وقد تضغط على الأعصاب مؤدية لانتشار الألم إلى الذراعين، وفي حالات أشد ستسبب تضيق في القناة الفقرية وضغط على الحبل الشوكي.

  • هشاشة العظام:

قد يتصور البعض أن هشاشة العظام تحدث فقط في العظام المحيطية، إلا أن الفقرات أيضا معرضة للإصابة بالهشاشة وينتج عن ذلك كسور وانهدام في الفقرات خصوصا عند المتقدمين في السن.

  • الألم الليفي العضلي:

يكون الألم في هذه المتلازمة منتشرا في كل الجسم ولكن يتركز في الرقبة في بعض الأحيان.

أسباب أخرى لألم الرقبة

  • الضغط النفسي:

لا تكون آلام الرقبة ناتجة عن أي سبب عضوي أحيانا بل عن سبب نفسي، حيث تعتبر الرقبة والأكتاف أكثر المناطق تأثرا بالتشنج الناتج عن التوتر النفسي ويؤدي ذلك إلى آلام مزمنة في العنق بدون سبب واضح، ولا يتراجع هذا الألم إلا بزوال التوتر النفسي المحرض له.

  • التهاب السحايا:

السحايا هي الأنسجة التي تغلف الدماغ والنخاع الشوكي وتحميهم، وقد يؤدي التهابها بسبب بعض الجراثيم والفيروسات إلى ألم وتصلب في الرقبة مصحوبا بأعراض أخرى مثل الصداع والحمى والإقياء.

  • الذبحة القلبية:

قد ينتشر ألم الذبحة القلبية إلى المسافة بين الكتفين والرقبة ويكون مترافقا مع أعراض الذبحة المعروفة مثل الألم الصدري والتعرق والإقياء.

  • الأورام:

مثل الأورام السحائية وسرطانات العنق المنشرة.

كيفية علاج آلام الرقبة

تشفى معظم الآلام الرقبية الناتجة عن التشنج أو الشد العضلي في غضون عدة أيام أو أسبوع عند الحصول على الراحة اللازمة وإزاحة العامل المسبب، كما يوجد عدة أساليب لتسريع الشفاء وتخفيف الألم والوقاية من معاودته مثل :

_تطبيق بعض الثلج على المنطقة المؤلمة.

_أخذ حمام دافئ أو تطبيق كمادات دافئة.

_تناول مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية مثل الأسيتامينوفين (السيتامول) أو مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (إيبوبروفين).

_تبديل وسادة النوم أو تغيير وضعيتها الأفقية إلى رأسية لتضمن راحة الرقبة.

_جلسة تدليك لطيفة بإشراف أخصائي علاج فيزيائي.

_ممارسة تمارين التمدد الخاصة بالعنق خلال فترات الجلوس الطويلة على المكتب أو الهاتف.

Stretching

تحتاج الأسباب الأكثر شدة الناتجة عن الأمراض الغضروفية والعظمية أو الأمراض الكامنة الأخرى إلى علاجات أخرى يحددها الطبيب المختص بعد قيامه بالفحص السريري وطلب الوسائل التشخيصية اللازمة.

العلامات التي تدفعك إلى مراجعة الطبيب

  1.  عدم تحسن الألم على المسكنات والعلاجات السابقة واستمراره لفترة أطول من المتوقع.
  2. سماع صوت احتكاك أو فرقعة عند تحريك الرقبة.
  3. ترافق الألم مع حمى أو إقياء أو صداع.
  4. انتشار الألم إلى إحدى الذراعين والشعور بالضعف أو التنميل في اليد.
  5. تحدد شديد في حركة الرقبة.
  6. إذا كان الألم ناتجا عن صدمة أو سقوط.

إذا على الرغم من أن آلام الرقبة تكون سليمة في أغلب الأحيان وتتراجع عفويا، إلا أنه لا يجب إهمالها لفترة طويلة كي لا تتطور إلى مشكلة أخطر، ولأن الدرهم الوقاية أفضل حاول منذ الآن تغيير عادات يومك غير الصحية وزيادة فترات الاستراحة بين ساعات العمل، ولا تنس أيضا ممارسة التمارين الصحيحة والابتعاد عن مصادر الإزعاج التي تؤرق راحة بالك.

تابع ملهمون لعلك تكون ملهما يوما ما

قد يعجبك ايضا