عندما تفتح غوغل وتبحث عن كيف أتحول من عامل لرائد أعمال ناجح سوف تجد المئات من النتائج والمقالات والأشخاص الذين يقدمون معلومات عن صفات وشخصية وأبرز الأمور التي يجب أن تمتلكها وأن تقوم بها لتصبح رائد أعمال ولكن في الحقيقة أنهم يجعلوك ترى النتيجة دون أن يتطرقوا للأساليب التي يجب أن تقوم بها والخطوات التي عليك أن تتبعها. سيقدمون لك طبق السمك ولن يعطيك أحد السنارة ولا حتى كيف تستخدمها. أما الآن سنبدأ معكم سلسلة كاملة مع تجارب عملية توصلك لغايتك وسنبدأ بأهم الخطوات التي سوف تتبعها والطريق الذي يجب أن تمر به بالتفصيل، وللأمانة لن يكون طريق سهل لذلك يجب أن تركز في كل كلمة تقال.
المحتويات
خطوات التحول من عامل لرائد أعمال ناجح
كن عاملا لتصبح رائدا
ماذا كنت تتوقع أن نقول لك؟؟ هل تتوقع أن نقول لك قف أمام المراة كل صباح وقل عشرة مرات أنا رائد أعمال ناجح وأنتظر بابانويل في رأس السنة ليسمع أمنيتك ويحققها لك !! أو تنتظر عصا سحرية تحولك من عامل لرائد أعمال ناجح؟. يعتقد الكثيرون وخاصة ((فئة الشباب الذين ينتظرون تخرجهم من الجامعة لكي يفكروا أن يبدأوا حياتهم المهنية)).
وأن الحياة وردية مشرقة وحين سينتهون من دراستهم سينتظرهم مكتب وكرسي دوار وأمامه فنجان نيسكافيه غولد وسيجار ويجلس ويبدأ بإعطاء الأوامر لموظفين يعملون تحت إمرته. ولكن المفاجأة التي يقعون بها وتنتظرهم أنهم عندما يتخرجون لن يجدوا أحد يحتويهم ولن يرضى بهم أحد إلا إذا كانوا ينتظرون مسابقات التعيين من الدولة. ليحصلوا على راتب لا يكفيهم أجار مواصلات وقطعة شوكولا واحدة من الكيتكات سوف تكسر ميزانيتهم.
ابدأ العمل إلى جانب دراستك
الحياة قصيرة وأصبحنا اليوم في عالم قائم على التنافس والخبرات والأولوية دائما لصاحب الخبرة. فالشهادات التي عبارة عن قطعة ورقية على الرغم من أهميتها وأنك تقضي سنين لتحصل عليها. ستجد فيما بعد أنك وقعت بخدعة كبيرة لأنك ستكون الخيار المستبعد أمام مدير الموارد البشرية أمام الشخص الذي لديه خبرة سنين في نفس المجال والذي لايملك شهادة.
ولكن ستكون الخيار الأفضل له حينما تكون تمتلك شهادة وإلى جانبها خبرة عملية كبيرة. لذلك قرر أن تعمل ابتداءً من أول سنة دراسية لك في الجامعة. والسبب الثاني المهم أنك يجب أن تتعلم كيف تعتمد على نفسك بعيداً عن الأهل وأن تدير المال الخاص بك الذي بذلته من تعبك فهذا أيضا سوف يصنع فرقا كبيرا كأول خطوة عملية في حياتك. وهنا يأتي أحد الشباب البارع في إيجاد الأعذار ويقول لك لن يكون هنالك وقت للدراسة والعمل وهنا النصيحة الثانية.
تعلم كيف تنظم وقتك لتحول ال24 ساعة إلى 48 ساعة
سيظن أحد الساذجين أنني سأعطيه برنامجا وقتيا محدد بالساعات كي يتبعه وينجح بذلك .ولكن لن تجد هذا هنا ستجده فقط في مواقع صناعة النجاح المزيف. لأنك لن تستطيع أن تتبع أي برنامج يضعه أحد لك مهما حاولت ذلك فلا أحد يعلم الأمور التي تمر بها أو الظروف والأوقات المناسبة لك أكثر منك. لذلك عوضا عن هذا عليك أن تتعلم التركيز في وقتك على الشيء الذي تقوم به. فساعة تركيز واحدة في دراستك تعوضك عن 5 ساعات دراسة تهدر وقتك بها وتفتح مواقع التواصل الاجتماعي وترد على الرسائل وتشاهد فيديوهات لأشخاص مغفلين يربحون المال من غبائك ومشاهدتك لهم. عندما تتعلم كيف تركز على أي شيء تفعله ستجد وقتا مناسبا لبدء العمل. وهنا يأتي السؤال الأهم،
ماذا سوف أعمل ؟
أذكر أن أول مهنة عملت بها في السنة الأولى من دراستي الجامعية هي في متجر بيع خضراوات لقد كان أول عمل تجاري أعمل به. وعلى الرغم من أني كنت مجبرا على ذلك العمل لكي أؤمن مصروفي الدراسي وعلر الرغم أيضا من أني لم أتخيل أن أعمل في هذا المجال ولكن تعلمت الكثير بعيدا عن (البطاطا والطماطم والخس). تعلمت كيف أكون مسؤول عن متجر وعن عملية شراء البضاعة وتسعيرها وبيعها والأهم من هذا كيف تتعامل مع العملاء وتصنع عملاء دائمين والكثير من الأمور التي تعتبر مهمة جدا في الحياة المهنية. لذلك عليك أن لا تتذمر من أي عمل تجده في البداية.
لا تخجل من المجتمع
أي شيء سوف يكون متاح لك لاتتردد في بدء العمل به فهذه أهم الأمور التي تحولك من عامل لرائد أعمال ناجح. أقول هذا خصيصا للأشخاص الذين يظنون أن قيامهم بدور العامل سينقص من قيمتهم الاجتماعية أمام أصدقائهم. أما أنا أقول لك لا تقع في فخ المجتمع والقيمة الاجتماعية. ففي يومنا هذا قيمتك الاجتماعية تكمن في كمية المال الذي تملكه بغض النظر عن العمل.
ومن الجيد أن تتعرف على هذه المعلومة الجديدة. عملك الذي تظنه مهين سوف ينقلك للعمل الذي ترغب بالقيام به . أو أنك سوف يجعلك تعلم ما العمل التي ترغب أن تكون به. نعم لا تستغرب ذلك فقد عملت ب10 أعمال مختلفة عن بعضها تماما. حتى توصلت في النهاية أني أحب مجال إدارة الأعمال والتسويق ((سوف نتكلم بهذه الجزيئة تحديدا في المقال الثاني من هذه السلسلة)).
أما اذا كنت من الأشخاص الذين يعلمون بالضبط رغبتهم فعليك أن تبحث أولا عن أي شيء يجعلك قريبا منها. فمثلا أذكر أن أخي كان حلمه أن يصبح (شيف مطبخ غربي ). وأراد أن يتعلم هذه المهنة ولكن الكورسات التدريبية في هذا المجال كانت باهظة الثمن فلم يستطع الالتحاق بها.
ولكن عندما كان يبحث عن عمل وجد شاغر متاح كنادل في مطعم .وفعلا بدء به دون تردد وبعد فترة من عمله الشيف المسؤول عن مكنات البروستد والكريسبي ترك العمل فجأة ولم يكن هنالك بديل. لذا اضطر صاحب المطعم أن يختار أخي ليعلمه العمل على هذه المكنات. وكان صاحب المطعم مذهولا من قدرة أخي على التعلم السريع. لهذا قرر تعيينه بشكل دائم وبعدها بسنتين أصبح أخي شيف غربي رئيسي في المطعم.
في نهاية المقال الأول لهذه السلسلة أردت أن أوضح لك أن من المهم جدا أن تبدأ عمل مع بداية دراستك الجامعية. وأن هذه الخطوة الأساسية للإجابة على سؤال كيف أتحول من عامل لرائد أعمال ناجح.