فكرة قطع الإنترنت عن العالم، تأخذنا لسؤال مهم ألا وهو “هل سمعتَ بغزو التكنولوجيا؟” إنها القضية العالمية الأولى التي تسبق كل الحروب في العالم، الحربُ التقنية، حيث باتت الإلكترونيات تعيش معنا في كافة قطاعات عملنا وكل تفاصيل حياتنا ولاحظ أن أغلب التقنيات الحديثة تعتمد في عملها على الاتصال بالإنترنت وبالتالي أنت تعتقد الآن بأن هذه الشبكة هي العالمية والأقوى على الإطلاق، الشبكة العظمى التي تتدفق باستمرار ولا يمكن أن تتوقف مطلقاً ولكن عزيزي القارئ أنتَ مخطئ، ماذا لو قطع الإنترنت عن العالم؟
أتدرك أن الإنسان جعل المستحيل في هذا العالم ممكنناً مهما كان، وأن العقل البشري طوّر ما لا نفع منه ليصبح ذو جدوى، وبالتالي الإنسان نفسه قادر على قطع الإنترنت تماماً عن العالم وقد حدث ذلك مرة في هذا الزمن لذلك هيا بنا نتعرف على سبعة أشخاص فعلوها حقاً.
المحتويات
ممارسات قطع الإنترنت عن العالم
ثمة أنواع مختلفة من ممارسات قطع خدمة الإنترنت قد يعم بعضها كافة مناطق الدولة فيما قد يطال بعضها مناطق بعينها. وقد تأمر الحكومات مزودي خدمات الإنترنت بتقييد الوصول إلى مواقع أو خدمات محددة من قبيل تطبيقات الاتصالات أو موقع (يوتيوب) أو موقع Netflix مثلًا كإغلاق جزئي يحظر بعض الدول.
ومن الطرق الأخرى للتحكم بالإنترنت إبطاء سرعة الشبكة مما يجعلها عديمة النفع جراء عدم التمكن من تنزيل الصفحات. إلى الأجهزة أو من تحميل المحتوى إلى الشبكة أيضًا.
ومنه نستنتج أن قطع الإنترنت في بعض الأحيان يكون فرض سياسي من قبل الحكومة أو من أصحاب المواقع والتطبيقات بشكل شخصي.
سبعة أشخاص قادرين على قطع الإنترنت عن العالم
يوجد بعض المصادر والصحف الأميركية تقول بأنه يوجد هناك سبعة أشخاص قادرين على قطع الإنترنت عن العالم. حيث يسيطر هؤلاء الأشخاص على خدمات الإنترنت ويملكون مفاتيح إلكترونية قادرة على توليد شفرات يمكنها تعطيل خدمة الإنترنت وقطعها عن العالم بأسره. إن كشف حقيقة سيطرة هذا العدد القليل من الأشخاص على خدمات الإنترنت يبدو كأنه مستوحى من روايات الخيال العلمي لكنه حقيقة فعلية حقًا.
ولحماية أنظمة DNS وآيكان تم اختيار سبعة أشخاص لديهم بدائل للسيطرة على تلك الخدمة. حيث يصبح إجمالي عدد العاملين على ذلك ١٤ شخصًا وفقط ٣ من هؤلاء الأشخاص يمكنهم فك قفل الأجهزة. التي تحوي داخلها بطاقات ذكية لا يمكن استخدام أحدها بصورة منفردة.
إن أنظمة تحديد النطاقات DNS توضع تحت أعلى مستويات الحماية العالمية ويسيطر عليها أشخاص حول العالم. يسمون ب شرطة التشفير ويجتمع هؤلاء كل ٣ أشهر منذ عام ٢٠١٠ لتحديث التعليمات الخاصة بحماية وتأمين تلك الأنظمة ويتم تطويرها وتحديثها بصورة تسمح بتأمينها. وأهمية هذا الأمر تكمن في أن هؤلاء السبعة أشخاص اللذين يملكون مفاتيح الإنترنت في العالم يمكنهم أن يقوموا بتوليد. شفرات إلكترونية قادرة على تغيير اتجاه بيانات الإنترنت حول العالم بصورة تؤدي لتعطيله أو توقيفه.
تخيل فقط أن هناك مؤتمر سري للغاية يعقد كل ثلاثة أشهر يستطيع جعل العالم بلا إنترنت متى يشاء؟ أتدرك خطورة هذا الأمر؟.
أحد أسباب توقف الإنترنت مؤخرًا
إن أحد أسباب توقف الإنترنت مؤخرًا في العالم كان قيام قراصنة بضخ كميات كييرة من البيانات على شركة أمريكية. بصورة أصبحت تلك الخوادم غير قادرة على استقبالها وإن هذا الهجوم لساعات قليلة كشفت مدى اعتماد خدمات الإنترنت على نظام تحديد النطاقات. وتسبب ذلك في تعطيل العديد من المواقع حول العالم مثل (تويتر، أمازون) وعدد من المواقع الأخرى وبالتالي فإن الدرس المستفاد من هذا. هو أنه إذا استطعت السيطرة على جميع أنظمة تحديد النطاقات ستكون قادرًا على السيطرة على الإنترنت.
توقف الإنترنت وأثرها على الصحافة
هناك الكثير من الدراسات والأبحاث التي أوجدت رابطًا مباشرًا بين قطع الإنترنت وتأثره على الصحافة حيث أنها تؤدي إلى تبعات خطيرة على حرية الصحافة. فقطع الإنترنت أو تقييد الوصول إليه يعني أن العاملين في السلك الإعلامي لن يتمكنوا من الاتصال بالمصادر والتحقق من صحة البيانات وتقديم المادة الصحفية إلا بعد انتهاء الحدث.
وغالبًا تحدث عمليات قطع الإنترنت في أوقات النزاعات أو التقلبات السياسية او أثناء الانتخابات حيث تلجأ. الحكومات إلى هذه الأساليب لتقييد قدرة الجمهور العامة على الوصول إلى المعلومات.
تخيل صحافة من غير انترنت؟. هذا يعني لا يوجد بث مباشر على وسائط التواصل الاجتماعي ولست قادراً على متابعة الأخبار المهمة صوتاً وصورة إلا على شاشة التلفاز. وبالتأكيد عزيزي القارئ أنت لست قادراً على حمل شاشة التلفاز حيثما تذهب أو تعمل أليس كذلك؟.
خطر توقف الإنترنت على العالم بأسره
أنت على صعيد شخصي تخيل حياتك من غير استخدام واتساب؟. هل تتخيل عودتك لمكتب البريد وكتابة الرسائل الورقية لإيصال الأخبار البسيطة حتى.
وماذا إن أردت الإجابة عن سؤال ما؟. أتدرك أنك ستعود لعشرات المراجع الورقية حتى تجدها. وربما لن تجدها بينما غوغل سيحضر لك إجابة أي سؤال يخطر في بالك خلال عدة أجزاء من الثانية.
لن تصل موهبتك بسهولة في غياب الإنترنت. فإن كنت موسيقي أو كاتب أو ممثل أصبح من السهل التعريف بنفسك طالما تملك حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ولكن في غياب الإنترنت لا يوجد تواصل اجتماعي وسيصبح الأمر متروك لحرب المسرح وبيع البطاقات.
إن كنت من كارهي البحث في الأسواق ستصبح مجبراً على ذلك ففي غياب الإنترنت لا يوجد أمازون لتشتري ما تشاء عن بعد.
وبالتالي نحن عالقون تماماً بما يقدمه لنا الإنترنت من خدمات مهما كانت بسيطة. لذا سيتوقف العالم إن أقدم هؤلاء الأشخاص السبعة على إيقاف الإنترنت. وسنعود بالزمن إلى عصور قديمة رجعية قد بذلنا جهداً كبيراً للخروج منها.
اقرأ أيضاً:أقوى خمس سيدات في مجال التكنولوجيا في الشرق الأوسط وأفريقيا
تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما