وصول الروبوتات إلى الفصول الدراسية | هل ينتهي عصر الأساتذة

منذ وقت ليس ببعيد ونحن نتخيل إمكانية احتلال الروبوتات للأعمال البشرية. فها هو الخيال يتحول إلى حقيقة ولم يعد مجرد خيال علمي وذلك بسبب التقدم الحاصل في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي قد جعل هذه الآلات حليفة ومساعدة للمعلمين. الذين قد باتوا معرضين لخطر استبدالهم في المستقبل بسبب وصول الروبوتات إلى الفصول الدراسية.

قصة وصول الروبوتات إلى الفصول الدراسية

وفي مقاله الذي قد نشرته صحيفة “لاكروا” (la-croix) الفرنسية، قد قال الكاتب دينيس بيرون إن الروبوتات في أوروبا وفي آسيا قد بدأت تدريجيًّا تاخذ مكانة كبيرة في الفصول الدراسية، ولكن هذه الروبوتات المجهزة بأجهزة استشعار والمبرمجة أيضاً للتفاعل على نحو مستقل قد تكاد تشبه البشر.

وقد يبيّن الكاتب أيضا  أن الروبوتات ظهرت في بعض المدارس في أوائل العقد الأول من القرن الـ21 ومن أجل مساعدة الطلاب على فهم آلية وكيفية عملها، إذ قام  الخبير أنتونين كويس بتوضيح يقول فيه “استُخدمت الروبوتات وذلك لمساعدة الطلاب على فهم أن حركتها ليست سحرًا أبداً ولكنها تعتمد على خوارزميات قد أنشأها الإنسان”.

ويشير  أيضاً الكاتب إلى أن هذه الآلات قد تجعل المنطق الرياضي أكثر واقعية، فعلى سبيل المثال على الطلاب أن يقوموا بطلب من الروبوت الدوران أو جلب شيء ما، ولكنهم إذا ارتكبوا أخطاء في البرمجة فإن الروبوت سيفشل حتماً في إنجاز مهمته.

الروبوتات إلى الفصول الدراسية

إعطاء معنى للترميز

وقد ينقل الكاتب عن ستيفان برونيل، وهو أستاذ العلوم الهندسية ومنظم مسابقة “روبوكاب” ( إن أكبر مسابقة للروبوتات في العالم تضم 450 فريقًا 90% منهم كانوا من أطفال المدارس)، قوله :على المشاركين أن يقوموا بتصميم روبوتات تلعب كرة القدم أو  تقوم بتقدم عرضًا أو بإمكانها أن تقوم بمهام الإنقاذ وذلك من أجل إضافة معنى للترميز.

ويضيف أيضاً الكاتب أن الروبوتات قد تسهّل التعلم بل أنها تجعله ممكنًا من خلال الحضور بدلًا وعوضا من الطلاب. وفي هذا السياق قد قال فرانك أنجو، الرئيس المؤسس لشركة “أكزيما” والمتخصصة في تصنيع الروبوتات. الذي قد قام بتوقيع عقدًا مع نظام التعليم الوطني في فرنسا لتزويده بنحو 500 آلة تقريباً.  فهذه الآلات يمكن أن توفر للطلاب المعاقين أو للمرضى القدرة  الكاملة على عدم تفويتهم لأي الفصول الدراسية”.

متابعاً:

ويتابع فرانك أنجو  أيضاً بقوله “من منزله أو المستشفى سوف يتحكم (الطالب) في صورته الرمزية وذلك باستخدام عصا القيادة. فحيث يمكنه تحريكها، وبفضل إشارة ضوئية أيضاً يمكنه طلب الكلمة في الفصل”.

ويذكر أيضاً الكاتب أنه يمكن للروبوت أيضًا أن يقوم بتأدية دور مساعدٍ للمعلم. فحيث يقول ديدييه روي وهو عضو المعهد الفرنسي للأبحاث في علوم الحاسوب والتشغيل الآلي (إنريا). فيستطيع الروبوت أن يقوموا بذكر التاريخ في كل صباح، وكما يحدث أحيانًا في كوريا الجنوبية. أو الإجابة عن الأسئلة الموسوعية للطلاب، أو  في تقديم أنسب سلسلة من التمارين وذلك بمساعدة الذكاء الاصطناعي.

روبوت بدلًا من المعلم؟

ولكن هل هذا يعني أن وصول الروبوتات إلى الفصول الدراسية الذي قد شُري مقابل بضعة آلاف من اليوروهات  وذلك يمكن أن يحلّ في يوم من الأيام محل الأستاذ؟

وفي هذا الشأن، لا يعتقد ذلك ديدييه روي،  وهو المدرس الثانوي السابق. وفي حين تؤكد ذلك (مارجريدا روميرو) وهي أستاذة علوم التربية بجامعة (نيس). والتي قالت أن بعض الروبوتات لديها القدرة على التعرف على مشاعر الطلاب الإنسانيين وقياس مستوى الانتباه لديهم أيضاً وتمتلك ميزة القدرة على التكرار بتعريف القليل من المفاهيم من دون ملل. ويمكن  أيضاً أن تعطي للطالب انطباعًا بأنه لا يخضع لأي رقابة أو  أي سيطرة. ولكن في النهاية. المعلم هو الذي يقوم بصنع الفارق. ولذلك تعدّ مهنة المعلم واحدة من  أهم المهن التي تصعب أتمتتها”.

وينقل الكاتب تحذير هذه الخبيرة  المدعوة ب (ماري كارولين ميسير) والتي قالت بإنه عبر تقديم الروبوتات على أنها ستعمل بدل البشر وبذلك سيتم تهديد لمهنة التدريس بشكل كامل، فبذلك نحن نجازف بحرمان المدرسين والطلاب أيضاً من التعلم والتواصل الإنساني”.

ولفت الكاتب أيضا  إلى أنه رغبةً في تعزيز تعلم اللغة الإنجليزية و الأجنبية. قد سرَّع التعليم الوطني في المدة  والوقت الأخيرة نشر “الكابتن كيلي” في المدرسة الابتدائية. وهو  أيضاً مساعد صوتي قادر على الإجابة عن أسئلة الطلاب كاملة ويشبه مساعد غوغل (أليكسا). وقد أدى  هذا الروبوت دورا  عوضا عن نواقص بعض المعلمين

خوارزميات للتكيف مع احتياجات الطلاب

وينوّه الكاتب أيضاً إلى ما يقوله (تييري دي فولبيلييه)، حيث أنه العضو المنتدب والعضو المؤسس والمشارك بشركة المدعو ب(إيفيدونس.ب) الخاصة. و ذلك بخصوص مناهج شركته، “تُطوِّر شركتي مناهج، ولا سيما في الرياضيات. فتقوم على التعلم القائم على التكيف. ومن خلال مجموعة متكونة من نحو 5 آلاف تمرين تقريباً، قد تجعل من الممكن للخوارزميات التكيف مع احتياجات كل طالب ايضا. وذلك بتقديم العناصر الأكثر قدرة وقابلية على مساعدتهم على إحراز  التقدم في بعض المواد”.

لكن مع مرور الوقت ستقوم هذه الروبوتات بتقسيم الطلاب ضمن مجموعات وذلك تبعاً لملفهم الشخصي، وهذا يجعل من الممكن أن يتم تحديد البرامج الدراسية  الأكثر أهمية بالنسبة للطلاب.

وبهذا نكون قد استنتجنا أنه من الممكن ان تلغي الروبوتات عمل المعلمين الذين يشكلون نسبة مهمة من الأفراد في هذه الحياة. فلولا وجودهم ماتطورت الحياة ولم نتمكن من الوصول إلى هذا المستوى من التقدم العلمي الكبير. لكن مهما بلغنا من تقدم علمي في مجال الذكاء الصنعي تبقى المشاعر الإنسانية هي من تفضي العظمة لكل خطوة نخطيها في سبيل استحقاقنا لإنسانيتنا. فلولا ذكاء العقل البشري لما وصلنا لهذه المرحلة من التطور في مجال الذكاء الصنعي.

تابع ملهمون فلعلك تكون ملهمًا يومًا ما.

قد يعجبك ايضا