الانفجار المعرفي knowledge explosion

بعد أن أدى الانفجار المعرفي الحاصل في السنوات الأخيرة إلى ثورة رقمية اكتسحت جميع مجتمعات الكرة الأرضية، أثرت على جميع تفاصيل حياتنا الصغيرة والكبيرة منها، حتى وصلت لتغيير شخصية الفرد وتفكيره بين الماضي والحاضر، ومن هذا المنطلق كان لا بد لنا من طرح هذا الموضوع المهم الذي سيسهم في رسم المستقبل ومعرفة إيجابياته وسلبياته وأسبابه، لهذا نقدم لك بحثًا مبسطًا عن موضوع الانفجار المعرفي.

ما هو الانفجار المعرفي knowledge explosion

بعد تطور وسائل التواصل والتكنولوجيا بشكل كبير، أصبحت المعلومات متاحة بأعداد هائلة. مقارنة مع السنوات الماضية التي كان فيها الحصول على المعلومة يتضمن وقتًا وجهدًا كبيرًا. أما الآن فأصبح بإمكانك إقامة أعمق الأبحاث والحصول على المعلومات وأنت في منزلك وضمن كرسيك حتى من خلال الإنترنت والتكنولوجيا. فكل ما ذكر سابقًا يعطي مؤشرات إلى أننا نسير نحو عالم ذكي بسبب هذا الانفجار المعرفي الحاصل ويكون تعريفه اصطلاحاً هو تعدد وسائل الحصول على المعلومة وسهولة انتشارها مما أدى لازدياد كبير في تدفق المعلومات حول العالم.

الثورة الرقمية digital revolution

لابد أنك سمعت بمصطلح الثورة الصناعية الذي جاء بعد الثورة الزراعية فأدى لنقلة هائلة عُدت تطورًا في حينها. لكن هل سمعت مسبقًا عن مصطلح الثورة الصناعية الرابعة؟. هذا المصطلح المذكور أعلاه يعني الثورة الرقمية التي شكلت نقلة غير مسبوقة اجتاحت العالم اجمع، وغيرت في نمط الحياة وحتى أدق تفاصيلها فاجتاحت العمل والتعليم والترفيه وكل ما يخطر في بالك. وشكلت نسبة انتشار التكنولوجيا حول العام ما يقارب 70 % وهي نسبة هائلة جدًا.

أهمية_التكنولوجيا_

سلبيات الانفجار المعرفي knowledge explosion

بالطبع كما ذكرت سابقًا فالانفجار المعرفي أدى لنقلة غير مسبوقة لكنه بذات الوقت حمل معه العديد من السلبيات التي يجب علينا التنويه عليها لتجنب آثارها، ومن أبرز تلك السلبيات هي:

  • التشتت الذي كان نتيجة لتدفق المعلومات الكبير جدا.
  • عدم الموثوقية للمعلومات المطروحة واختلاطها مع الشائعات والنوايا الغير حسنة فكما أدى الانفجار المعرفي لانتشار المعرفة. أدى لانتشار الأكاذيب والعلوم الزائفة أيضًا.
  • العزلة الاجتماعية التي تسببت بها الثورة الرقمية وهي نتاج سيطرة التكنولوجيا على حياتنا مما جعل البعض ينحاز لها في العمل والتعليم ويقلل مهارات التواصل مع الناس.
  • وجود شخصيات لربما تكون غير حقيقية ووهمية.

إيجابيات الانفجار المعرفي knowledge explosion

بالطبع حمل الانفجار المعرفي بين طياته إيجابيات لا تعد ولا تحصى ساهمت في جعل الحاضر والمستقبل أكثر إشراقًا وسهولة من الماضي، فإن تكلمت لأحد الشباب في شكل الحياة قيل 40 عامًا من الآن سيستغرب كيف عاش الناس بدون الإمكانيات التي يمتلكها هو وسيشعر أن حياتهم كانت خالية من السهولة، لأنه أتاح له العيش في بيئة متطورة نوعًا ما وصنع الكثير من البرمجيات والآلات التي تسهل من حياة هذا الفرد، وبكبسة زر يستطيع في ثواني إنجاز عمل ما، لربما كان جده يقضي الساعات ريثما ينجزه.

والجدير بالذكر أيضٌا هو زيادة التدفق في الإنتاج الفكري سواءًا علميًا أو فكريًا. مما جعل إنسان اليوم أكثر معرفة وإطلاعًا من الأمس. وبالطبع هذا الإطلاع والتراكم أسهم وسيسهم في الكثير من الاختراعات والأفكار الإبداعية التي ستجعل العالم أجمل وأسهل بكثير.

اقرأ أيضًا: هل تويتر في خطر

أين نحن من الانفجار المعرفي

للأسف كان عالمنا العربي متأثرًا بالانفجار المعرفي وغير مساهم فيه إلا بنسب قليلة جدًا وهذا بالطبع غير جيد. لكن الأمل يلعب لعبته في الشباب الحالي الذي برز عدد لا بأس به منهم في المجالات العلمية والفكرية. كما ساهم هذا التطور في سهولة اطلاعهم على مجالات متنوعة وتعليم أنفسهم ذاتيًا. ولعل المستقبل يحمل لنا دورًا ليس بقليل.

سمات المجتمع المعرفي

الاستجابة السريعة للمتغيرات

من أبرز سمات المجتمع المعرفي هي الاستجابة السريعة للمتغيرات النابعة عن المرونة التي يمتاز بها أبناء هذا المجتمع، فعند إطلاع الفرد على كم هائل من المعلومات والثقافات المتنوعة يصبح أكثر تقبلًا لكل جديد.

التطور التقني

كما ذكرنا سابقًا أدى الانفجار المعرفي إلى ثورة رقمية. بهذا يكون التطور التقني نتيجة طبيعية لهذا الانفجار والذي يشمل جميع مناحي الحياة وتفاصيلها.

إلغاء الزمان والمكان

سابقًا كان هناك أهمية للحدود المادية والزمنية لأن الحصول على المعلومة ربما يجعلك بحاجة للسفر بين الأماكن لتحصيل المعرفة وهذا ما كان يحصل سابقًا يأخذ الكثير من الوقت. عكس الوقت الحالي الذي ألغت فيه المعرفة اهمية المكان والزمان.

في الختام صديقي القارئ نكون قد قدمنا لك بحثًا مبسطًا عن الانفجار المعرفي knowledge explosion وأما عن النصيحة الأخيرة فهي مواكبة التطور لتكون جزءًا من المعرفة لا مجرد متلقي لها.

تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما

قد يعجبك ايضا