أقمار ستارلنك الصناعية | انطلاقة فجر جيل جديد من الانترنت الفضائي خارق السرعة

عندما ننظر إلى السماء في ليلة صافية مقمرة. مندهشين كمْ خلق الله من نجوم كادت أن تغطي السماء. نسأل أنفسنا هل يا ترى كل تلك الأشياء المضيئة في السماء عبارة عن نجوم ملتهبة. ولكن في الواقع هناك الكثير من الناس لا يعلمون أن كل تلك الأجسام المضيئة ليست عبارة عن نجوم تطفو في السماء. وإن الأقمار الصناعية في أيامنا هذه قد احتلت مكاناً لا يستهان به من مساحة فضائنا الواسع. دعونا نتعرف أكثر على تلك الكوكبة العملاقة من الأقمار الصناعية ألا وهي أقمار ستارلنك الصناعية. كما والتي ستشكل مستقبل الانترنت الفضائي الذي سيخفف من قيود الشبكات وسرعة الأكبال الناقلة.

ما هي أقمار ستارلنك الصناعية

ستارلنك وهي عبارة عن مجموعة وكوكبة من الأقمار الصناعية والتي صنعت من قبل شركة سبيس إكس. حيث تعمل بشكل رئيسي على توفير ميزة الاتصال القمري بالإنترنت. أما بالنسبة لكوكبة ستارلنك فهي تتكون من عدد هائل من الأقمار الصناعية ذات الأحجام الصغيرة. ويعتمد مبدأ عملها على التعاون بين أجهزة إرسال وأجهزة استقبال موجودة على الأرض. ولكن هذه الشركة المنتجة للأقمار الصناعية تخطط لبيع بعض من أقمارها الصناعية لأغراض علمية وعسكرية وأيضاً استكشافية.

ماذا تخطط شركة سبيس إكس من مشاريع

في الواقع أرسلت شركة سبيس إكس حوالي 242 قمراً اصطناعياً وذلك في شهر يناير عام 2020. كما وتخطط هذه الشركة إلى إعادة إرسال حوالي ستين قمراً صناعياً. وذلك تزامن مع فترة إطلاق صاروخ فالكون 9. والذي يقوم برحلات متكررة بحيث كل أسبوعين تقريباً رحلة. وأفصحت الشركة المسؤولة أن العدد الكلي للأقمار الصناعية قد اكتمل بحلول منتصف عام 2020 تقريباً وإن هذا العدد قابل للزيادة في الأيام القادمة. بالإضافة إلى ذلك قد أثار هذا المشروع بعض المشاكل والقلق وذلك بسبب المخالفات الفضائية والتي قد تظهر مضاعفاتها وتأثيرها بعد فترات من الزمن.

في الواقع إن وضع عدد هائل من الأقمار الصناعية في الفضاء على شكل مدارات واسعة وكبيرة قد يؤثر سلباً على الأبحاث والدراسات العلمية وعلى وجه الخصوص الدراسات الفلكية. إلا أن شركة سبيس إكس تسعى جاهدة لحل تلك المشكلة بأبسط الطرق وبأقل خسائر ممكنة.

أقمار ستارلنك الصناعية
أقمار ستارلنك الصناعية

تكلفة مشروع أقمار ستارلنك الصناعية

في الحقيقة قد صرحت الشركة بأن هذا المشروع الضخم قد استغرق حوالي عشر سنين كاملة أي عقد تقريباً. من التجهيز والبناء ليكتمل هذا المشروع. وقد قدرت التكلفة النهائية لهذا المشروع حوالي عشرة مليارات دولار أمريكي. وهذا بناء على تصريحات شركة سبيس إكس لعام 2018. وإن الهندسة الإنتاجية لهذا المشروع بدأت مع إطلاق أول نموذجين تجريبيين من هذه الأقمار الصناعية بغية اختبار عملية طيران. وذلك في شهر فبراير من عام 2018. ثم أطلقت المجموعة الثانية من النماذج الابتدائية التجريبية. أما في عام 2019 في أواخر شهر مايو تم إطلاق عدد كبير من الأقمار الاصطناعية. ولا تزل الأبحاث تجرى حول مشروع ستارلنك. فقد قدمت شركة سبيس إكس تطويراً شاملاً لمنتجاتها. والعمل على تطوير سياسات التحكم بأقمارها الصناعية وتدور في مداراتها وذلك في مقر تطويرها الخاص في ولاية واشنطن.

أقمار ستارلنك الصناعية
مستقبل انترنت فضائي

لمحة تاريخية عن مشروع أقمار ستارلنك الصناعية

في الواقع إن فكرة مشروع هذه الشركة مقترح منذ فترة من الزمن. ففي عام 2015 تقريباً. صرحت الشركة عن تخيلات وتصورات لمجموعة من الأقمار الاصطناعية والتي تشكل شبكة أقمار اصطناعية تفيد في الاتصالات. وذلك مع نظام مطور لاستيعاب أكبر كمية من الاتصالات وربطها مع بعضها البعض. وأكثرها في المدن والمناطق التي تتمتع بكثافة سكانية عالية. ومن ثم أعلنت شركة سبيس إكس عن افتتاحها مركزاً جديداً لتطوير الأبحاث والتقنيات في هذا المشروع. ومن ثم بدأت هذه الشركة تأخذ مجدها. بدأت بالتوسع رُوَيْدًا رُوَيْدًا. وأما في نهاية عام 2018 افتتحت منشأة جديدة بمساحة لا تقل عن 3800 متر مربع.

أقمار ستارلنك الصناعية
تخطيط لمدارات الأقمار الصناعية

ما هي آراء المجتمع الفلكي وهل تلقت تلك الخطط بعض النقد

يرى علماء الفلك أن هذا العدد الهائل من الأقمار الصناعية التي أطلقت في الفضاء ليست بشيء إيجابي على الإطلاق. بل على العكس تماماً فقد يكون لها مضاعفات عديدة وسيكون الإنسان بغنى عنها. لذلك قوبلت تلك الخطط بنقد لاذع من المجتمع الفلكي بشكل عام. حيث إن كمية الأقمار الصناعية تلك ستغطي النجوم الطبيعية المرئية وإن إشعاعات تلك الأقمار الاصطناعية ستغطي الأرض وبالتالي ستبدأ المشاكل البصرية وانتشار أمراض العيون. إضافة إلى تأثيرها على الموجات الراديوية.

وأيضاً عمليات الرصد والبحث العلمي والفلكي. وأكدوا أنه من الصعب تجنب هذه الأقمار لأنها تدور في مداراتها تلقائياً بشكل متزامن بحيث تغطي السماء بالكامل. أما بالنسبة لممثلي شركة سبيس إكس فقد صرحوا أن أضرار هذا المشرع لن تكون بهذا الحجم الهائل. بل هي آثار جانبية ضئيلة جداً. وأيضاً بعض من العلماء قد أيد ذلك من خلال رصد تجريبي لكوكبة ستارلنك من الأقمار الصناعية.

وأضاف مؤسس الشركة السيد ماسكا أنه يمكنهم تغيير مواقع تلك الأقمار الصناعية من أجل الدراسات العلمية والفلكية عندما يستدعي الأمر ذلك. ومن ثم ومع اتخاذ هذه الإجراءات اللازمة تكون شركة سبيس إكس قد خففت إلى حد كبير من القلق المتعلق بهذا المشروع. ولكن يبقى الخوف الحقيقي من أن الأقمار الاصطناعية التي تتوقف عن العمل تترك مداراتها لتدخل الفضاء الخارجي بشكل عشوائي وذلك خلال بضع سنوات فقط لا أكثر.

وأيضاً أن عدد الأقمار الصناعية هذا الهائل قد يتسبب في حصول ازدحام في البيئة الفضائية وقد تكون النتائج غير مرضية. إضافة أنه من بعض المخاطر أن نسبة كبيرة من المواد المكونة لشبكة ستارلنك من الأقمار الصناعية هي مواد قابلة للاشتعال السريع وذلك بمجرد دخولها الغلاف الجوي مرة أخرى.

تابع ملهمون لعلك تكون ملهما يوما ما
قد يعجبك ايضا