إن من أجمل اللحظات التي يعيشها الإنسان في ريعان شبابه هي لحظات قراءة الكتب. فهي كافية لتجعله يسافر في خياله ويندمج بالقصة التي يقرأها. وذلك لأن العالم كبير وواسع، ولكن لا يمكن للإنسان أن يدور العالم كله في حياته، بل يحتاج إلى حياة آخرى ومدة زمنية أطول. وبالتالي من خلال الكتب يستطيع الفرد أن يدور العالم بمخيلته وتفكيره، فمثلاً عندما يريد الكاتب زيارة فرنسا فهو يكتفي بقراءة كتاب فيكتور هيغو، الذي يتحدث عن فرنسا النهضة، وهناك كتاب آخر عن الثقافة الإفريقية للكتاب لتيشنو أتشيبي، وقد يقرأ الإنسان كتاب عن الأندلس فيجد نفسه قد سافر إلى هناك، ويتجول بين الشوارع الأندلسية ويتمتع بقصورها وحضارتها العريقة. ويبدأ بتخيل الآثار والمسارح والجوامع التي بناها العرب. فكل هذا قد يعيشه الإنسان وهو جالس في غرفته ومسترخي على أريكته.
المحتويات
ما هي قراءة الكتب
إن القراءة هي عبارة عن وصول الفكرة إلى الأذهان وفهم ما كُتِبَ. من أجل الحصول على معلومة مركزة وواضحة تتعلق بشيء، وذلك من خلال مهارات تدريبية يتم تعليمها وتلقينها للتلاميذ في المدرسة. وأكثر صعوبة يواجهها المعلمون هي تعليم الأطفال في الصف الأول الابتدائي على الحروف وكيفية ربطها لتشكيل الكلمات، وهذه تعد قمة الصعوبة. وذلك لأن الأطفال يكون فكرهم محدود في ذلك العمر، وبعد فترة من السنوات وبسبب جهد الكادر التعليمي ومتابعة الأهالي يتمكن الأطفال من تشكيل جمل، وبعدها يتوسع فكر الطلاب مع التقدم بالعمر ليصبحوا قادرين على استيعاب الأفكار المعقدة والصعبة، ويجيدون فن التعبير بشكل أدبي في مادة اللغة العربية، وهي تعتبر من أهم الوسائل لتواصل مع الآخرين بالإضافة إلى تهذيب النفس.
وإن قراءة الكتب تعد مهمة للإنسان كأهمية الأم بنسبة لطفلها الرضيع. لأن القراءة من خلالها يتمكن الإنسان من محاربة الجهل والإنتصار عليه. فحياة الإنسان هي أشبه بالسفينة. فعند ما كان الفرد لايقرأ الكتب فهو بمثابة اليابسة التي تحمل التشاؤم والجهل، وعندما بدأ يُغني عقله بالقراءة أبحرت به سفينته من ضفاف الجهل إلى النور والعلم.
التكنولوجيا وقراءة الكتب
الكثير من الناس اعتادوا في حياتهم اليومية على التوجه لمحركات البحث مثل جوجل لحل مسألة ما بشكل سريع. لأنه يتمتع بشمولية والدقة والحصول على المعلومة بشكل سريع. ولكن وهذا شيء خاطىء يرتكبه الإنسان بحق نفسه لأنه يبتعد عن الكتب، وذلك لأن المعلومة التي سيحل عليها من محرك البحث جوجل سوف ينساها. لذلك تكمن أهمية الكتب عندما يقرأ الإنسان ويبحث لساعات طويلة وحتى أيام، في زيادة ثقافته وفي حفظ المعلومة في ذاكرته لمدة طويلة، وبالإضافة لذلك فإن الحصول على المعلومات من الكتب والمراجع أكثر صحة ومصداقية، وأما جوجل قد يخطى لأنه من ينشر عليه تكون إجابته غير موثوقة مثل الكتب.
أهمّية قراءة الكتب
تنمية الخيال والإبداع في كل مرة يقرأ الإنسان فيها قصة. سوف يبدأ يفكر في مخليته.بتفاصيل القصة والأشخاص الذين يقرأ عنهم فيها، وأشكال المنازل والطرقات والحدائق، وكأنه بدأ يعيش معهم ولكن في خياله. لذلك يصبح القارئ متشوق للأحداث في الصفحة التالية، ليس كالأفلام المعروضة على التلفاز، فهي تعرض الشخصيات أمام المتفرج وتفاصيل القصة، وهو يتبقى عليه المشاهد فقط، فالكتب تقوم بتنشيط الدماغ وتجعله يقاوم الضمور والإضمحلال بشكل كبير.
فوائد قراءة الكتب
تتضمن قراءة الكتب عدد من الفوائد. وهي على الشكل التالي:
تحسين القدرات الكتابية
الغنى هو ليس غنى المال إنما الإنسان يغتني بعلمه ومفرداته اللغوية. وهذا مايساعده على تخيل أفكار مفيدة وناجحة، وإن من أشهر كتاب العالم وأكثرهم عظمة. كانوا يقرؤون بشكل كبير ولا يشعرون بالملل لأنهم يقرؤون بمتعة وهدوء، فقد كانوا الكتاب يستفيدون من معلومات غيرهم وهذا شيء لاينقص من قدراتهم بل يزيدهم علم وتواضع، ومن أشهر العبارات المثيرة بالنسبة للكتاب هي مقولة دوريس ليسينغ، “الكتابة والكتاب لا يخرجون من البيوت التي لا كتب فيها”.
من يقرؤون يعيشون أطول
وعلى مدار السنين أثبتت التجارب والدراسات إن من يقرؤون يعيشون أكثر. وقُدرتّ هذه الفترة بأنهم يعيشون أكثر ب٢٣ شهراً من الذين لايقرؤون، وذلك لأن القراءة تعمل على تنمية القدرات الدماغية والنقد والحس وبالآخرين والتعاطف معهم.
تحسين القدرة على التركيز
إن القراءة تعلم الإنسان التركيز، وذلك عندما يندمج بالصفحات. التي بين يديه وتأخذه إلى عالم آخر أجمل وأكثر متعة وتعزله عن كل مايدور حوله. فقد يقضي الإنسان حياته اليومية مشتت بين متطلبات الحياة. وذلك لأن الإنسان يؤدي عمله ويتحدث مع أصدقائه على الإنترنت وينشغل بهم. ولكن عندما يقرأ رواية أو كتاب فأنه لايستطيع إن يندمج مع شيء آخر غير القراءة، فهي تعد أفضل وسيلة علاج لمن يعاني من مشاكل في التركيز.
وبالإضافة لذلك بأن القراءة تجعل الناس ينفتحون على العالم الآخر وتزيد من ثقافتهم وقوتهم اللغوية. فقد اشتهر العرب في الزمن القديم بقوة قصائدهم وشعرهم الأدبي. فكانوا يعقدون جلسات مسائية يتنافس بها شعراء القبائل العربية، واستمر العرب باهتماهم للقراءة حتى هذه الأيام، فهم يعملون على مناقشة الكتب والقيام بإحياء مبادرات تشجع على القراءة، فهناك مبادرة أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وهي مبادرة تحدي القراءة، وهي تتضمن اشتراك مليون طالب لقراءة خمسين مليون كتاب في كل عام دراسي، ويحصل صاحب المركز الأول في المسابقة على جائزة كبيرة وهي تقدر ب 500 مليون درهم إمارتي، والمدرسة التي تكون أفضل واحدة في المشاركة تحصل على 3 مليون درهم إمارتي، والكثير من الجوائز الأخرى.
تابع ملهمون لعلك تكون ناعماً يوماً ما