انترنت الأشياء IoT | عندما يتصل أثاث بيتك بالانترنت

تستيقظ صباحاً على رنين المنبه المتصل بأجهزة قياس مختصة بحساب دورة النوم والوقت المناسب للاستيقاظ. بعد ذلك تنهض من سريرك ليعد لك الطباخ الآلي الوجبة المناسبة لصجتك بعد قياس الضغط ونسبة السكر في الدم. ترغب في تناول كوب من العصير لكن برادك يشير إلى أنه لم يعد لديك أي عصير. نتيجة لذلك يقوم بإرسال ملاحظة إلى هاتفك الجوال بوجوب شراء عبوة في طريقك إلى المنزل عند عودتك من العمل. هذا هو المستقبل الذي يعد به فرع كامل من علوم الحاسب والشبكات وهو انترنت الأشياء. وهو الفرع المختص بتسهيل حياتنا وجعلها أكثر إنتاجية عبر إزاحة الكثير من الأعمال الروتينية عن عاتقنا.

انترنت الأشياء وقطاع الأعمال

ما هو انترنت الأشياء؟

يشير المصطلح إلى مليارات الأجهزة الالكترونية التي تتصل حالياً بالانترنت حول العالم. وهي أجهزة تقوم بجمع البيانات ومشاركتها باستمرار. وقد تطور انترنت الأشياء بفضل الاتخفاض الكبير والمستمر في تكاليف دارات وشرائح الكمبيوتر في العقود الماضية. نتيجة لذلك يمكن تحويل أي شئ سواء أكان حبة دواء صغيرة وحتى الطائرة إلى جزء من المنظومة. ويمكن لهذا التواصل ووضع حساسات ومستشعرات صغيرة أن يضفي بعض الذكاء الرقمي على الأجهزة. وهذا ما يسمح لها بالتواصل جون تدخل بشري. والواقع أن انترنت الأشياء يشكل نسيج العالم الحديث من حولنا في الوقت الراهن.

أمثلة عن انترنت الأشياء

يمكن لأي غرض أن يتحول إلى جزء من المنظومة في حال كان من الممكن توصيله بالانترنت. مثلاً يمكن لمصباح أن يتم تشغيله وإطفاؤه عبر تطبيق على الجوال أن يكون جزء من منظومة اننرنت الأشياء. وكذلك الأمر بالنسبة لمنظمات الحرارة والتكييف. إلى جانب ألعاب الأطفال التي يمكن لها أن تتحدث مع الطفل وفقاً لقاعدة بيانات متصلة بالانترنت. ويمكن أن تكير الأشياء المتصلة بالمنظومة حتى تبلغ حجم طائرة كبير تحتوي على آلاف المستشعرات والحساسات التي تتراسل البيانات فيما بينها. وذلك للتأكد من أن الطائرة تعمل بكفاءة. بالإضافة إلى ذلك تظهر حالياً مدن كاملة تحتوي على حساسات في العديد من أحيائها بهدف تفحص البيئة وإصلاحها.

من هذه الأمثلة نلاحظ أن مصطلح انترنت الأشياء يتضمن الأجهزة التي لا نتوقع منها أن تتصل بالانترنت في الحالة العادية. بمعنى آخر لا يمكن أن نقول أن الهاتف الجوال مثلاً هو جزء من المنظومة. لكن مثلاً يمكن القول أن الساعة الذكية أو رباط اللياقة البدنية هي أمثلة جيدة على انترنت الأشياء.

كيف بدأت منظومة IoT؟

وفقاً لتعريف انترنت الأشياء يمكن أن نرجع بتاريخ المبدأ إلى الثمانينات أو التسعينات. لكن في ذلك الوقت كان التقدم في المجال بطيئاً وذلك لأن التقنيات اللازمة لهذا الأسلوب في الاتصال لم تكن متاحة. بمعنى آخر كانت شرائح الكمبيوتر كييرة وثقيلة الوزن بحيث كان من غير الممكن للأغراض أن تتواصل مع بعضها.

وقد برزت الحاجة إلى معالجات كمبيوتر رخيصة الثمن مع استخدام قليل للطاقة قدر الإمكان. ولعل أهم خطوة في هذا المجال هو تبني معرفات الراديو، وهي شرائح تتواصل لاسلكياً وقادرة على العمل بمستوى منخفض من استهلاك الكهرباء. بالإضافة إلى ذلك سهل وصول انترنت الحزمة العريضة عالي السرعة والاتصالات الخلوية تطور التقنية المستمر.

انترنت الأشياء

ما هو حجم منظومة انترنت الأشياء؟

تتضخم منظومة الأشياء باستمرار حتى أنه من المتوقع أن يصل عدد الأجهزة أو “الأشياء” المتصلة بالانترنت في عام 2025 إلى 41.6 مليار جهاز. ويعزز هذا التضخم في العدد دخول المعدات الصناعية ومعدات السيارات إلى المنظومة. حيث من المتوقع أن يبلغ عدد الأدوات الصناعية الداخلة في منظومة IoT إلى 5.8 مليار. يأتي بعدها في القائمة أدوات وأجهزة المنازل الذكية مثل كاميرات المراقبة وأجهزة كشف الدخلاء. في حين يتنامى قطاع أتمتة المنازل مثل الأضواء والمصابيح الذكية.

شاهد أيضاً: أفضل محافظ العملات المشفرة 2022 للمتداولين والمستثمرين

ما هي فوائد منظومة IoT في قطاع الأعمال؟

تعتمد الفوائد المرجوة من منظومة IoT على كيفية تنفيذ المنظومة ومدى كفائتها. وتتجلى الفائدة الأساسية في هذا الصدد في قدرة الشركات على الوصول إلى كمية أكبر من البيانات المتعلقة بمنتجاتهم وأنظمتهم الداخلية. نتيجة لذلك سيحصلون على قدرة أكبر على التغيير.

يعمد المصنعون على وضع حساسات في الأجزاء المكونة لمنتجاتهم. وذلك كي يحصلوا على بيانات تخص أداء أجهزتهم. وهذا ما يساعد الشركات على معرفة القطع والأجزاء المعطلة واستبدالها قبل توقفها عن العمل. كما يمكن للشركات الاستفادة من هذه الحساسات في تنظيم وتحسين سلاسل الإمداد والأنظمة. وذلك لأنهم يحوزون على بيانات أكثر دقة عما يحدث فعلاً.

 

منظومة IoT والاعتبارات الأمنية

يبقى أمن المعلومات أهم ما يعترض سبيل الانتشار الأكبر لمنظومة انترنت الأشياء. فغالباً ما تجمل المستشعرات بيانات حساسة. ومن ضمن هذه البيانات ما يفعله المرء ويقوله في خصوصية منزله. لكن وبالرغم من خطورة الأمر يبقى أمن الـIoT ضعيفاً جداً وغير معتنى به كما يجب. حتى أن أبسط اعتبارات الأمن وهو التشفير لا يتم اتباعه عند تراسل المستشعرات للبيانات.

بالإضافة إلى ذلك فقد تم اكتشاف عيوب برمجية كثيرة حتى في البرامج المشهورة والقديمة. لكن معظم اجهزة ioT لا يمكن إصلاحها أو تحديث البرمجيات فيها. مما يضعها في خطر الاقتحام الدائم. نتيجة لذلك تصبح آلاف الأجهزة المنزلية من برادات وآلات غسل الصحون وغيرها عرضة للمخترقين ومفتوحة على مصراعيها. إلى جانب كاميرات الانترنت ومودمات الراوتر. وقد أظهر أحد الأبحاث أنه يمكن وبسهولة اقتحام أكثر من 100 ألف كاميرا عالمياً. في حين تبين أن بعض الساعات الذكية التي يرتديها الأطفال يمكن تحديد موقعها والتنصت على المحادثات التي تتم عبرها. وهذا ما دفع الحكومات إلى فرض قوانين تتعلق بأمن أجهزة انترنت الأشياء. وذلك كما حصل في المملكة المتحدة.

تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما
قد يعجبك ايضا